من لا يتمزق ألما وغضبا لهذا الخراب الشامل في لبنان، والآلام والخسائر الجديدة لشعبه وبناه التحتية؟ وأي منصف لا يعلم أن كلا من إيران وسوريا وراء هذه الحرب ضد إسرائيل على حساب شعب لبنان، وأنها حرب بالنيابة، كما وصف عدد من الكتاب لخدمة الاستراتيجية النووية الإيرانية وبأمل فك عزلة نظام الأسد؟
بعد مقالي عن حزب الله وحماس ومغامراتهما المحسوبة إيرانيا تتالت سلسلة مقالات الكتاب الذين وضعوا النقاط على الحروف بجرأة وموضوعية ودقة. وجاء البيان السعودي الواقعي الحكيم ومواقف مصر وسوريا لتشهد بأن المناورة الإيرانية الجديدة من خلال أتباعها حزب الله وحماس ليست خافية على دول عربية هامة برغم استمرار غوغائية ومزايدة دول أخرى كاليمن التي طالب رئيسها بquot;تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشتركquot;! ما شاء الله وألف مرة!هل حقا إن علي صالح قادر على المشاركة في حرب جديدة؟ وهل لديه حقا مصداقية في دعوته؟ التفعيل لم يحدث في مناسبات خطيرة أخرى كانت تستدعيه، فلماذا يطالبون من كل العرب بخوض حرب مغامرة فاشلة لحساب نظامي إيران وسوريا المتمردين على القرارات والنداءات الدولية، واللذين يمارسان سياسة فاشية دموية ضد العراق وداخل البلدين؟؟!!
لقد عمل النظام السوري على تدمير التجربة العراقية بتصدير الإرهابيين القتلة ودعم أعوان صدام ولحد يومنا. أما النظام الإيراني فيكاد يحرق العراق كما يحرق لبنان اليوم بسبب نواياه العدوانية والتوسعية، وخوفا من تعاظم الضغط الدولي ومن حدوث تغيير أساسي في إيران.
إن من المؤسف أن المواقف المتخاذلة للاتحاد الأوروبي تجاه التسلح النووي الإيراني والدعم الروسي والصيني المكشوفين ومعارضة أية عقوبات ضد إيران قد شجعها ويشجها على المضي قدما في تسلحها النووي من جهة، وعلى الاستهتار بمقدرات أمن المنطقة وشعوبها، من جهة أخرى.
كما كتبنا في مقالنا الأول، فإن إسرائيل لم تكن وليست ملاكا. ولكن ما الغرض من التحرش المغامر والمبرمج توقيتا بها وداخل أراضيها خطفا وتدميرا، مما يعطيها مبررا للرد العنيف المدمر، ومما يضعف من حجج حزب الله وحماس وسائر الإسلاميين والقومجية أمام الرأي العالمي الدولي وحتى لدى من يطالبون إسرائيل بالهدنة قبل مطالبة حزب الله وحماس بإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين. كذلك كما في مجالات وقضايا كبيرة أخرى كقضية تحرير العراق، فإن العديد من تنظيمات وشخصيات اليسار الغربي هم المنفردون في الغرب بمهاجمة إسرائيل ولا يريدون إدانة السبب والمسببين. إنه اليسار الذي لا يزال يحلم بالثورة quot;البروليتاريةquot; العالمية والمشبع لحد النخاع بكراهية أمريكا، والذي تعاني أطراف فيه من العداء لليهودية.
إيران تستبيح العراق أرضا وأمنا وتمزيقا لنسيجه الاجتماعي بنشر الطائفية والمحرّمات الإيرانية ـ الطالبنانية ضد حقوق الإنسان والحريات الشخصية، وبوجه أخص ضد المرأة. وها هم اليوم، وبموازاة تدمير العراق، يدمرون لبنان الشقيق، ويضيفون كوارث وآلاما جديدة للشعب اللبناني بعد أن حولوا الجنوب لمنطقة إيرانية تامة، سلاحا وسيطرة وفرضا للحجاب وما يدعى بأحكام الشريعة، وهو ما يفعلونه في البصرة وجنوب العراق ويعملون لفرضه على كل العراق. أما نظام الأسد فهو، إذ يواصل دعم أنصار صدام وتمرير الإرهابيين من مختلف الجنسيات العربية إلى العراق، يأمل استرداد سيطرته التامة على السلطة اللبنانية بعلم وتواطؤ الرئيس اللبناني.
إنه تحالف شرير يمتهن الجريمة ويحترف خراب الآخرين. وكما نعرف فلابد لكل شر ولكل جريمة من عقاب قادم، عاجلا أو آجلا!