تعهد الجانب الايراني ومن أجل تشجيع اللبنانيين على الصمود أمام الوحش الاسرائيلي الهائج، بألا يقلقوا لأن ايران ستتولى اعادة اعمار لبنان كاملا، وبغض النظر عن صدق هذه الوعود أو كونها مجرد كلمات في الهواء، الا أن المصدر الايراني لم يوضح لنا اذا كان يستطيع أن يتكفل باعادة بناء الجسور والمحطات والبنايات والبيوت التي بناها اللبنانيون بعرقهم، كيف سيعيد الأطفال الذين قتلوا وسيقتلون الى أبائهم؟ وكيف سيعيد الآباء والأمهات الذين قتلوا وسيقتلون الى أيتامهم؟؟
السعي الى وقف الخراب وحقن الدماء والحفاظ على ما تبقى من لبنان لا يقل شرفا ان لم يكن يفوق شرف القتال في معركة مهما تحدثنا عن شرفها هي معركة غير متكافئة، وقد جرت اليها الدولة جرا ولم تستشر بها وبطريقة لا أتصور أن ايران أوسوريا يمكن أن تسمح بها على أراضيها، فتشجيع سوريا واعلانها الدائم بدعمها للمقاومة في جنوب لبنان لم نر أنه دفعها لدعم جيش خارج جيشها وباسم المقاومة في الجولان المحتل مثلا؟ كما أن حرصها على الافراج عن الأسرى اللبنانيين في اسرائيل لم نر حرصا مماثلا له في الافراج عن الأسرى السوريين في السجون الاسرائيلية بل وقبل ذلك الافراج عن المسجوينين من اللبنانيين في سجون سوريا نفسها.
في هذه الفترة الحرجة والتي تساقطت فيها الأقنعة وقل فيها التكاذب، وخاصة بعد الموقف الواضح للمملكة ومن بعدها مصر والأردن، يفترض ألا يخرج لبنان خالي الوفاض بعد كل هذا الدمار، وعليه أن يحول ما حدث له من كارثة خطيرة الى مخاض جديد يضع النقاط على الحروف في علاقاته بدول الجوار وحريته واستقلاله وسيادته، وعلى حزب الله والسيد حسن نصر الله الذين يحفظ لهم اللبنانيون تحريرهم للجنوب وشرف بندقيتهم التي لم تتلوث بالحرب الأهلية اللبنانية ولم تتجه يوما الى ظهر لبناني، أن يعوا ويروا جيدا ما يحدث للبنان من قتل ودمار وتشريد وأن يكونوا على قدر من الشجاعة لاعلان السلم والدخول في مظلة الدولة وجيشها.
ولنتذكر جيدا لو لم يكن السادات على قدركبير من الشجاعة في اعلان السلم مع اسرائيل وانقاذ مصر وحقن دماء أهلها رغم ما تعرض له حينها من التخوين والمزايدات التي كلفته حياته، لو لم يكن على ذلك القدر من الشجاعة وبعد النظر لكنا اليوم لا نزال في مفاوضات وحروب وقتل وعلميات انتحارية في الجبهة المصرية الاسرائيلية فاذا كانت مصر بكل قوتها لم تجد مفرا من السلم فلبنان الأضعف والذي ضحى بالكثير أولى بذلك رغم ما يقوله المزايدون والمشككون.
التعليقات