عندما قررت الدول الغربية منح الجنسية أو الاقامة للأجنبي الذي يتزوج من بناتها،أتصور أنها كانت تريد أن تحفظ حقوق هذه المرأة وحقوق أولادها، ولم يخطر ببالها أنها ستحول بناتها الى قطع من السكر يتدافع حوله نمل المهجرين والمحبطين من شبابنا.
ولأن الكاتب بطبيعته جاسوس لصالح الأبجدية،فانني لا أكاد أركب مع سائق أجرة في الخارج أو أصادف عربيا الا وأسأله عن ظروف اقامته وهجرته،كثير منهم وجد أن الطريقة الأسهل هي الزواج من المرأة الغربية (لتضبيط) أوضاعه،القانون في سويسرا مثلا يشترط استمرار الزواج لخمس سنوات قبل منح الزوج أي حقوق، أحد اللبنانيين المهجرين قال لي: أنه اتفق مع امرأة سويسرية على زواج يتم على الورق مقابل مبلغ كبير من المال يدفعه لها دون أي زواج فعلي لمدة خمس سنوات حتى يصلح أوضاعه ثم يتم الانفصال على الورق أيضا،هذا الشاب أحترمه أكثر من غيره فما قام به مخالفة قانونية نعم لكنها ليست أخلاقية،وهو أفضل بكثير من الذي يلعب بعواطف المرأة ولا يصرح لها بأهدافه ثم يطلقها بعد أن تدفع سنوات من حياتها،الى جانب الأطفال الذين يقذفون الى الحياة بفضل مثل هذه الزيجات!
صديقة عربية مقيمة في الرياض تقول أن أخاها متزوج من أميركتيين (مرة واحدة)،ويتنقل بين (حريمه) لاعطاء ليلة لكل واحدة،فقد تزوج الأولى لزوم الاقامة والثانية نتيجة قصة حب، قلت لها: وهل يسمح القانون الأميركي بالتعدد؟قالت: الزواج الثاني تم بالمسجد على يد الشيخ ولا أحد يدري عنه!!
ويشبه الزواج من أجل الجنسية أو الاقامة الزواج الذي يقوم به بعض الشباب المتدين الذي يدرس في الخارج لحماية نفسه وهو ما يسمى ( زواج بنية الطلاق) دون معرفة الزوجة ودون أي حس بالذنب في خداع هذه المرأة المسكينة، فهل يرضى الخالق عن ذلك؟
بالطبع أتعاطف مع الشباب العربي الذي سدت في وجهه جميع الأبواب، لكن ما ذنب المرأة الغربية لتدفع هي وأطفالها ثمن الجهل والتخلف والفقر في عالمنا العربي؟

[email protected]