كنت قد كتبت مقالا بعنوان (الرئيس المحبط ثلاثا هل ينتصر؟) ذكرت فيه الاحباطات المتتالية التي تواجه حكومة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، وأن السبب الرئيسي في تلك الاحباطات بسبب سوء اختيار الوزراء الذين كان اختيارهم وفق انتماءاتهم وليس بناء على قدراتهم، وعندما صار الوزراء وزراء ظل ولاؤهم لجماعتهم اكثر من ولائهم للحكومة، وقلت فيما قلت في ذلك المقال (هل أدلك على كويتيون شرفاء عظماء تصغر لهم هامات, وتعلوا بهم رايات, يمكنكم الاستعانة بهم.. ولديهم القدرة الفائقة على انهاء التوتر والأزمات مع مجلس الأمة.. أم إنكم تعرفونهم, وتعرفون منهم أفضل منهم لكنهم لا ينسجمون والاطار العام لعمل الحكومة, فلا تجدون سبيلا سوى الاستعانة بوزراء أضعف كثيرا من تطلعاتكم وآمالنا وأحلام أطفالنا!!). وكنت أقصد فيمن ذكرت الدكتور سعد البراك العضو المنتدب ndash; نائب رئيس مجلس ادارة شركة الاتصالات المتنقلة mtc.
الدكتور سعد البراك ساحر الاقتصاد الكويتي، يمتلك من الادوات والمهارات ملا يمتلكها الكثير من رواد الاقتصاد في العالم. شارك الدكتور سعد البراك في شهر أبريل الماضي في فعاليات الملتقى الإعلامي العربي الرابع، الذي عقدناه في الأردن بحضور المئات من الاعلاميين العرب، وقدم الدكتور البراك محاضرة تحت عنوان ( تأثير رأس المال على الصناعة الاعلامية) نعنبر نموذجا حقيقيا للفكر المتطور والرؤية الثاقبة التي يمتلكها البراك.. ليس هذا فحسب.. فأنها هنا لا أسعى للترويج للدكتور البراك والجميع يعلم ما يتمتع به من قدرات ادارية وعلمية وعملية مميزة.
المهم في الموضوع أن أمثال الدكتور سعد البراك.. وهم كثيرون في الكويت والحمد لله يستحقون أن يكون لهم دور ايجابي في قيادة هذا البلد الذي بدأ يترنح من كثر التجارب والاختبارات التي مارسها وزراء الثلاث اشهر ومن هم في حكمهم، وصار وطننا الغالي العالي يزحف كما السلحفاة في طرق شائكة ملغومة لا ندري إلى أين سيقودنا بها وزراؤنا الطارؤون ونوابنا المُعَطِلون الذين صاروا يتصارعون في كل اتجاه، مع الحكومة وع المواطنين.. وأخيرا بين بعضهم البعض.. اللهم لا شماته!!.
أعتقد أن الدكتور سعد البراك ذو التجربة الاقتصادية والادارية المثيرة والمتميزة بامكانه تغيير الواقع الأليم والقاسي الذي نعاني منه يوميا لو منح الفرصة الحقيقية بأن يكون مسؤولا عن الملف الاقتصادي في الحكومة من خلال احد المناصب الرفيعة، وأن يمنح الفرصة والصلاحيات الحقيقية لقيادة المجموعة الاقتصادية في مجلس الوزراء، وعدم السماح للمحبطين والمعطلين واصحاب المصالح والنفوس الضعيفة من التدخل وتعطيل مسيرة العمل وبث سمومها المكيدية لعرقلة كل ناجح.
في لقاء قريب مع المهندس نجيب ساويرس وهو كما تعلمون من أغنى وأنجح خمس شخصيات عربية، قال لي إنني أرى أن الدكتور سعد البراك شخصية خارق للعادة، وهو يمتلك كل مقومات النجاح الحقيقي.. وهو يمتلك قدرات على انجاح أفشل المشاريع. أعود وأقول أن هناك كثيرون بخلاف د.سعد البراك في مجالات عديدة لو جئنا بهم وسلمنا كلا منهم بعض الملفات الصعبة ومنحناهم الفرصة بالتأكيد سيحققون النجاح الذي نبحث عنه.
المشكلة الحقيقية ليس في قيول أو تقبل الحكومة او رئيس الوزراء لوجود اشخاص امثال سعد البراك.. الشكلة الحقيقية كيف نقنعه هو بالانظمام للحكومة وهو بالتأكيد يحصل على امتيازات ورواتب تفوق ما ستمنحه له الحكومة اكثر من عشرين ضعف، كما انهم يرون ماذا يفعل مجلس الأمة وماذا تفعل الحكومة بوزرائها.. هؤلاء اذا اخذوا الضمانات الحقيقية ومنحوا الصلاحيات الواسعه, بالتأكيد لن يتخلوا عن خدمة وطنهم في اصعب ميدان ألا وهو الحكومة.. ودمتم سالمين.
ختاما لا بد أن أشير إلى مقال لأحد الزملاء الاعزاء في مدونته الشهيرة (الطارق) ينمكنكم الاطلاع عليه عبر الرابط التالي:
http://www.altariq2009.com/.
[email protected]