من قال أن زمن المعجزات انتهي (استغفر الله العظيم) فقد حقق الكويتييون الخارقون للعادة معجزات لا يمكن تحقيقها في أي بلد آخر, وإلا على ماذا يمكننا أن نطلق على الاستجواب الذي يهدد به النائب سعدون حماد العتيبي للشيخ جابر المبارك نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية والدفاع, راجعوا تاريخ النائب الفاضل لتعرفوا كيف أنه (استغفر الله العظيم) يصنع المعجزات باستجوابه الساذج!!. تريدون معجزات كويتية أخرى, إلتفتوا حولكم, أنظروا إلى حال الكويت اليوم وقارنوها بحال بقية الدول الخليجية, ليست الخليجية فحسب ولكن قارنوها بأي دولة أخرى لا تمتلك الامكانات والخصائص الكويتية وستجدون أننا (استغفر الله العظيم) نصنع المعجزات!! هل تريدون مثالا واقعيا وحيا لما أقول وأدعي.. خذوا ببساطة هذه المعادلة السهلة, قارنوا بين الامكانات المادية بين الكويت ومصر, وعدد السكان, لمن لا يعلم مصر فتق عدد سكانها ثمانين مليون والكويت بكل ما فيها من جاليات لا تتجاوز المليونيين, والنتيجة يعاني الكويتيون الاغنياء من انقطاع الكهرباء والماء في عز الصيف, بينما تصل الكهرباء في مصر الى كافة القرى والنجوع دون انقطاع!! أليست هذه معجزة؟.
هل أدلكم على معجزة كويتية أخرى.. قوموا بزيارة لأي مستشفى حكومي.. وأنتم تعرفون فعلا إننا في بلد المعجزات الخارقة للعادة.. ولا تصدقوا تصريحات وزيرة الصحة إذا قالت إن وضع الخدمات الصحية في الكويت مطمئن.. إنها بحاجة إلى معجزة.. صدقوني ولا تصدقوها!!. قد تكونوا لم تكتفوا بما ذكرت.. راجعوا معي بحسبة بسيطة, في السبعينات والستينات كنا نحن الكويتيون سباقون في مجالات وميادين كثيرة (الفن, الرياضة, الاقتصاد, التقدم, التطور.. وغيره) وكنا نملك الايجابيات, وكانت الكويت منارة ثقافية وعلمية ونهظوية, يرمقنا الآخرون بتحسر وتقدير, وجاءت المعجزة الكويتية, لتحيل كل تلك الانجازات والانتصارات الى ركام وذكرى وأطلال, نتندر بها في مجالسنا, مثلما يضرب المثل بالمرأة فائقة الجمال التي شاخت وهرمت, وفقدت بريقها, أين بريقك يا كويت, من سرقه, وأين ذهب به, وكيف نعيده, والسؤال الأهم: من سيعيده ونحن نعيش في صراع لا ينتهي بين الحكومة والمجلس, ليس ذلك فحسب, لكننا صرنا نشهد همسا حول صراعا من نوع مختلف وغير معتاد, بين أقطاب في الأسرة الحاكمة, واتهامات متبادلة.. ووالله لو صح ما يقال ويتردد ويشاع من أن أطراف من الأسرة الحاكمة تقف وراء الأزمات السياسية, فوالله أنها الكارثة بعينها, وقانا الله من شرورها.. وشرورهم.
ومن المعجزات الكويتية أيضا, تخبطنا السياسي ونحن رواد الديموقراطية في المنطقة التي اخترناها ليس قبل أيام وسنسن, ولكن منذ أن اتفق الكويتيون الأوائل على تقسيم الحكم بينهم قبل قرابة ثلاث مئة عام, وكانت الكويت في كافة أيامها وسنينها, أرضا خصبة للحوار والديموقراطية والحرية, القائمة على الاحترام, والنقد البناء, وتوجت تلك الممارسة الشعبية, بدستور عظيم نزهوا به وق رؤوسنا, وبديموقراطية مؤسسة عمادها مجلس الأمة, لكننا اليوم وبكل فخر نتخبط في ديموقراطيتنا عبر ممارسات متهورة وغير عاقلة, سندها بحث بعض الأعضاء عن أدوار في الحياة السياسية, وسعيهم الدؤوب لتحقيق أهداف ومصالح شخصية عبر اللجوء لذات اللعبة القديمة الخطرة, ولخبطة الأوراق السياسية فلم نعد نعرف من هو المصلح ومن هو المفسد ومن هو الساعي وراء مصالحه, حتى أعضائنا الذين كنا نظن بهم الحكمة والصلاح, صاروا ينجروا وراء الهراء السياسي بحن نية وبسذاجة سياسية غير مسبوقة.. ألا تعتبر هذه من المعجزات!! فوالله لو سعى الحاقدون والحاسدون والمتربصون بنا شرا, وأجهدوا أنفسهم بالتفكير لزعزعة أمننا وخلق أجواء من التوتر وعدم الاستقرار, لما وصلوا إلى ما تحقق من نتائج سلبية بصناعة كويتية خالصة.. ألم أقل لكم أنه عصر المعجزات الكويتية!!.
إبحثوا حولكم.. وستجدون العشرات من المعجزات التي ستكتشفونها.. في هذا الوطن الغامض.. المليء بالمتناقضات!! إن اسطورة الكويتي الخلاق المبدع الناجح, انتهت في وطننا الغالي, اغتالها الحاسدون, وما أكثرهم, بل تجدهم يبحثون في كل أرض خصبة, عن سنبلة ابداع ليقتلعوها.. ارحمنا أيها الذئب الضاري جوعا.. المتربص حقدا.. المملوئ غلا.. ودع شباب هذا الوطن ينطلقون بآمالهم وأمنياتهم وطموحهم, لا تكن العثرة التي تعرقل كل نجاح, وتشوه كل جميل.. هل تعرفون من أقصد.. إنه الحقد الأسود المكنوز في بعض النفوس المريضة.. وهم يعرفون أنفسهم, ويقدرون حجم جرائمهم البشعة التي ارتكبوها بحق هذا الوطن.
إن المعجزة الكويتية الخبيثة, بحاجة إلى إن ندعك الفانوس.. لنخرج المارد.. ونسلمه معجزاتنا التي بتنا بلا حاجة لها.. ليرجع إلى فانوسه حاضنا معجزاته اللئيمة الأليمة.. ويتركنا بخير وسلام.. ولا أحد غيرك يا سمو رئيس مجلس الوزراء قادر على ذلك.. فأنت الأمل الوحيد الباقي.. ووالله إذا لم تنجح بمهمتك فلا يعلم إلا الله إلى أين سنذهب.. ودمتم سالمين.
madialkhamees@yahoo. com