غريب جدا أمر الجكومة الايرانية في ممارستها للعبث السياسي دون وجود بوصلة واضحة الاتجاه لأهدافها، ففي الوقت الذي تحتاج اليه ايران الى الدعم والمساندة من الدول الصديقة والقريبة لمواجهة التهديدات الامريكية المعلنة والتي ربما تصبح واقعا مريرا في أي لحظة، نجدها تتفنن في توسيع الهوة وتحطيم كل جسور الود والتعاطف مع اقرب المقربين لها جغرافيا واستراتيجيا.
كنت قد كتبت وعلقت في بعض الفضائيات ايجابيا اتجته بعض الخطوات السياسية الايجابية التي اتخذها الرئيس الايراني بعد اعتلائه السلطة خاصة اتجاه دول الحليج وزياراته الودية لدول المنطقة، وقلت أن هذه الزيارات اذابت الكثير من الجليد العالق في العلاقات بين الخليج وايران، وازالة الكثير من الشكوك والهواجس والمخاوف التاريخية العالقة باذهان حكام وشعوب دول الخليج من النويا الايرانية زاحتمالية تحركها في أي لحظة لايذاء دول الخليج والتحرش بها .. وكنت أقول أن هناك مخاوف مبالغ بها من ايران ونواياها، وانها دول اسلامية صديقة لا تضمر سوى الخير لدول المنظقة.
لكنني يا سادة غلطان غلطان وألف غلطان، واقر واعترف بخطئي وبقصر نظري، وذلك قد يكون بسبب زيادة هرمونات التفاؤل بداخلي أو أنني كنت احد ضحايا التظليل الايراني، ووقد اتضحت الحقيقة بشكل واضح ولا يحتاج الى تعليق من خلال مقال حسين شريعتمداري (ممثل إعلامي لمرشد الجمهورية( او تصريحات النائب الإيراني علي أحمدي (عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية) ، الذي زعم ان الجزر الإماراتية الثلاث ملك لبلاده، وان العديد من الدول العربية في المنطقة كانت في بعض الفترات جزءا من ايران! او حتى عبر تطرق موقع (رجاء نيوز) المحسوب على أنصار الرئيس أحمدي نجاد الى ان في وسع طهران إحياء حقها قضائيا في ملكية البحرين اذا أصر الخليجيون على دعم مطالبة دولة الإمارات بالجزر الثلاث.
ان هذه التصريحات ليست طلقات عشوائية، او عبث سياسي يمارسه البعض، انها والله أعلم عقيد راسخة في عقول واذهان الايرانيين الذين يظهر أننا سنعاني منهم في الايام المقبلة مثلما عانينا مع صدام حسين وسفهائه السياسيين الذين كانت خاتمتهم بقدر سوء افعالهم.
إن جامعة الدول العربية ومنظمومة دول مجلس التعاون الخليجي (الفاشلة) ودول الخليج مجتمعين وعلى حده، يجب أن يواجهوا هذه التصريحات الغريبة والمثيرة والجدية بشكل حازم وقوي، ويجب أن لا تأخذ من باب انها تصريحات فردية، بل يجب مواجهة هذه التصريحات بشكل جدي وفعال.
ان مطالبة ايران في البحرين وادعائها انها تابعة لها تاريخيا تدخل من باب الأوهام والاحلام والادعاءات التي تستوجب الاستغفار، والايرانيون العقلاء الحكماء اذا لم ينتبهوا الى خطورة مثل هذه التصريحات وهذه الادعاءات بهذا الوقت في الذات، فلا حاجة لنا بعد ذلك لحكمتهم وعقلهم، فستكون الكارثة قد حلت والاحقاد قد صُبت .. ولا يعلم نتائجها سوى الله.
فكروا معي .. ما الذي يدعوا من اطلق هذه التصريحات الى اطلاقها في هذا التوقيت الحساس وفي هذه اللحظات الراهنة التي تعيشها ايران خاصة في مواجهتها مع امريكا، وبدلا من أن تلجأ الى الدول الصديقة وتقوي من علاقتها معها، نجد تصب تشعل المنطقة وتهدم جسور التواصل وتنعش الهواجس والمخاوف ضدها .. لتجد نفسها وحيدة في مزاجهة الكارثة .. الا تتفقون معي أن هؤلاء كت هم الا عملاء لامريكا، يسعون للتأثير على وضع الحكومة الايرانية .. وهنا يأتي دور الحكومة الايرانية في مواجهة هؤلاء وابداء رأيها في تلك التصريحات والاراء .. اما اذا كامن هذه التصريحات توافق هوى لدى القيادة السياسية الايرانية .. فهنا الكارثة التي لا ندرى ما هو السبيل للتعامل معها .. ودمتم سالمين.
- آخر تحديث :
التعليقات