في وقت لن يطول (قد يكون قبل نهاية القرن الحالي) سيذهب أحفادنا إلى المتاحف، وعندما يشاهدون الكتب والصحف الورقية وأدوات القرطاسية التي نستخدمها حاليا (الورق،الأقلام، الحبر، الممحاة...الخ) فأنهم سينفجرون ضحكا، وسيقول أحدهم للأخر، أنظر، أنظر!! كيف كانت كتب وأدوات الكتابة عند أجدادنا. نعم، سينفجرون من الضحك، تماما مثلما نفعل الآن ونحن نتمعن داخل قاعات المتاحف، في الكتابة المسمارية والهيروغليفية. هذا أمر لا بد من حدوثه، ولا مفر منه. والسؤال منذ الآن فصاعدا هو، ليس quot;هلquot;، بل quot;متىquot; تنتهي الكتابة الورقية، وتحل محلها الكتابة quot;الرقميةquot;؟ متى ندخل نهائيا في عصر الثورة quot;الرقميةquot;؟
لقد حققت البشرية خلال مسيرتها الطويلة اختراعات واكتشافات مفصلية ومذهلة غيرت الحياة وقلبتها رأسا على عقب، كاكتشاف النار، والكتابة، واختراع العجلة، والكهرباء، والطباعة، فأصبح تاريخ البشر يقسم إلى ما قبل هذه الاختراعات وإلى ما بعدها. وها أن عصرا جديدا آخرا يبزغ هو، عصر الانترنيت، إذ بدأ الناس يتحدثون منذ الآن عن ما قبل وما بعد وجود الانترنيت، رغم أن هذا المخلوق الجديد ما يزال يخطو أولى خطواته، لكنها خطوات عملاقة. وإذا كان العلم والاكتشافات العلمية عموما، وبالتالي انجازاتها الملموسة التي يستخدمها الإنسان في حياته اليومية، غير محايدة أبدا، لأنها تطلب تفاعلا من الإنسان وتساهم في تغيير مواقفه وأفكاره وقيمه ونظرته للكون، فأن الإنترنيت هو الاختراع العلمي الأكبر الذي سيجبر الإنسان على التفاعل معه، ولن يتركه في لا أباليته وسلبيته. فأنت ليس أمام قطعة حديد صماء، إنما أمام quot;كائن بشريquot;، يجبرك أن تتعامل معه مثلما تتعامل مع البشر. فهو يوفر أمامك المقروء والمسموع والمرئي. وبالتالي، فأن الأمر مع الإنترنيت لا ينتهي باستخدام حاستي البصر والسمع، وإنما يتعداهما إلى العقل، والعواطف، والغرائز. الإنترنيت يوفر لك، متى شئت وأنا شئت، الخير والشر، الصالح والطالح، الجميل والقبيح، ما يحرك العقل وما يثير الغرائز، وهكذا.
ولأن الإنترنيت quot;كائن بشريquot; فأنه سيتدخل في تغيير أو تعديل منظوماتنا الأخلاقية، وعواطفنا، وأفكارنا، ومعارفنا، وطريقة عيشنا، وتعامل الحكام مع المحكومين. إذ، ما حاجتنا بعد الآن إلى مفرداتquot;اشتقنا لرؤيتكمquot; التي كنا نجعلها بداية الديباجة في رسائلنا المكتوبة لنعبر بها عن شوقنا، وها أن الإنترنيت يجعلك ترى وتتحدث وجها لوجه مع من تشتاق إليه، متى ما شئت. وما جدوى أن يحرم أو يمنع الفرد منا، بعد الآن، خروج نسائه إلى الشارع منعا لاختلاطهن مع الرجال، وقد أصبح بمقدورهن أن يلتقين (دون أن نضع المفردة بين قوسين) بالرجال ويخلون معهم داخل غرفهن الخاصة، عن طريق الإنترنيت. وماذا سيجني الحكام الطغاة، في عصر الإنترنيت، من حجبهم للمعلومات وللمعارف، عن رعاياهم، أو منعهم لتوزيع بيانات مضادة لهم، أو منع معارضيهم من اللقاء وعقد المؤتمرات فيما بينهم، وها هو الإنترنيت يقدم هذه الفرص كلها وأكثر منها. بل، ما نفع الأسرار، والسيادة الوطنية، والتكتم وكل ترتيبات ويقظة أجهزة الأمن القومي، وها هو الانترنيت يقدم إليك خارطة مسكنك، ويريك الغرفة التي تسكنها، حتى لو كان بيتك في قرية منعزلة، ويرشدك ويدلك إلى الطريق الذي يجب أن تسلكه حتى لو كنت تسير فيه لأول مرة وادخل بلد غريب.
لقد حققت البشرية خلال مسيرتها الطويلة اختراعات واكتشافات مفصلية ومذهلة غيرت الحياة وقلبتها رأسا على عقب، كاكتشاف النار، والكتابة، واختراع العجلة، والكهرباء، والطباعة، فأصبح تاريخ البشر يقسم إلى ما قبل هذه الاختراعات وإلى ما بعدها. وها أن عصرا جديدا آخرا يبزغ هو، عصر الانترنيت، إذ بدأ الناس يتحدثون منذ الآن عن ما قبل وما بعد وجود الانترنيت، رغم أن هذا المخلوق الجديد ما يزال يخطو أولى خطواته، لكنها خطوات عملاقة. وإذا كان العلم والاكتشافات العلمية عموما، وبالتالي انجازاتها الملموسة التي يستخدمها الإنسان في حياته اليومية، غير محايدة أبدا، لأنها تطلب تفاعلا من الإنسان وتساهم في تغيير مواقفه وأفكاره وقيمه ونظرته للكون، فأن الإنترنيت هو الاختراع العلمي الأكبر الذي سيجبر الإنسان على التفاعل معه، ولن يتركه في لا أباليته وسلبيته. فأنت ليس أمام قطعة حديد صماء، إنما أمام quot;كائن بشريquot;، يجبرك أن تتعامل معه مثلما تتعامل مع البشر. فهو يوفر أمامك المقروء والمسموع والمرئي. وبالتالي، فأن الأمر مع الإنترنيت لا ينتهي باستخدام حاستي البصر والسمع، وإنما يتعداهما إلى العقل، والعواطف، والغرائز. الإنترنيت يوفر لك، متى شئت وأنا شئت، الخير والشر، الصالح والطالح، الجميل والقبيح، ما يحرك العقل وما يثير الغرائز، وهكذا.
ولأن الإنترنيت quot;كائن بشريquot; فأنه سيتدخل في تغيير أو تعديل منظوماتنا الأخلاقية، وعواطفنا، وأفكارنا، ومعارفنا، وطريقة عيشنا، وتعامل الحكام مع المحكومين. إذ، ما حاجتنا بعد الآن إلى مفرداتquot;اشتقنا لرؤيتكمquot; التي كنا نجعلها بداية الديباجة في رسائلنا المكتوبة لنعبر بها عن شوقنا، وها أن الإنترنيت يجعلك ترى وتتحدث وجها لوجه مع من تشتاق إليه، متى ما شئت. وما جدوى أن يحرم أو يمنع الفرد منا، بعد الآن، خروج نسائه إلى الشارع منعا لاختلاطهن مع الرجال، وقد أصبح بمقدورهن أن يلتقين (دون أن نضع المفردة بين قوسين) بالرجال ويخلون معهم داخل غرفهن الخاصة، عن طريق الإنترنيت. وماذا سيجني الحكام الطغاة، في عصر الإنترنيت، من حجبهم للمعلومات وللمعارف، عن رعاياهم، أو منعهم لتوزيع بيانات مضادة لهم، أو منع معارضيهم من اللقاء وعقد المؤتمرات فيما بينهم، وها هو الإنترنيت يقدم هذه الفرص كلها وأكثر منها. بل، ما نفع الأسرار، والسيادة الوطنية، والتكتم وكل ترتيبات ويقظة أجهزة الأمن القومي، وها هو الانترنيت يقدم إليك خارطة مسكنك، ويريك الغرفة التي تسكنها، حتى لو كان بيتك في قرية منعزلة، ويرشدك ويدلك إلى الطريق الذي يجب أن تسلكه حتى لو كنت تسير فيه لأول مرة وادخل بلد غريب.
إما في ما يخص إشاعة المعرفة وتعميمها، فأن الإنترنيت، وهو الأبن والوريث الشرعي لما أخترعه غوتتنبرغ من حروف طباعيه قبل خمسة قرون، سيكون خير خلف لخير سلف. وإذا كانت حروف غوتنبرغ قد انتزعت المعرفة من خزائن النخب (بأنواعها وأجناسها وبلدانها) وفرشتها على أرصفة العامة وسواد الناس، فأن الإنترنيت سيحول سواد الناس، أو quot;كل من هب ودبquot;، إلى منتج للمعرفة، أي يحوله إلى ناشر، أو رئيس تحرير، أو مؤلف، أو مخترع، يعرض انجازه أمام الجميع دون وسيط. وهذا هي العدالة بعينها. فالحضارة البشرية لن تصبح بخير، ولن تصبح إنسانية، ولن تصل إلى مرحلة الرقي الحقيقي، ولن تكون عادلة، ولن تكون ديمقراطية، إلا متى أصبحت المعرفة والثقافة بمتناول quot;كل من هب ودبquot;.
قبل فترة حذر روبرت مردوخ، رئيس مجموعة نيوز كورب الإعلامية العملاقة، من التغيرات التي تشهدها تجارة الصحف، ومن تحول القراء نحو الإنترنيت، وقالquot;إن جيلا جديدا من مستخدمي الإعلام شب على أن يحصل على المعلومات ساعة يشاء، وكيفما يشاء، ومتى يشاءquot;. وبالطبع، فأن هذا التحذير الذي يطلقه quot;إمبراطورquot; الصحافة، لا ينطلق من حرص على quot;رصانةquot; الصحافة المكتوبة، بقدر ما ينطلق من ذعر حقيقي سببه انهيار اقتصاد وتجارة الصحف الورقية.
وصرخة الذعر هذه بدأت أصدائها تتردد في محافل مختلفة، ولو بدوافع أخرى. فقد طالب اثنان من أبرز المشتغلين في قطاع الكتب في فرنسا، وهما مدير المكتبة الوطنية ورئيس المركز الوطني للكتاب، بإقامة quot;حلف مقدسquot; لمواجهة التهديد الذي بدأت تشكله الثورة الرقمية ضد صناعة الكتب الورقية (صحيفة لوفيغارو الفرنسية في04/4/2008). وأكد الأخصائيان في مقالهما المشترك على ضرورة quot;استباقquot; النتائج الوخيمة التي سيحدثها الانترنيت على صناعة الكتاب الورقي، بدلا من الاكتفاء بquot;مسايرةquot; ما سيحدث من نتائج. لكن صرخات التحذير هذه، وكل quot;الأحلاف المقدسةquot; التي ستقام ليست سوى جرعات مؤقتة لن توقف موت عصر قديم بدأ يحتضر، وولادة عصر جديد بدأنا نسمع صرخاته الأولى.
فالجانب الباهر في الثورة الانترنيتية هو، استمرارها السرمدي الكوني، وتقدمها الجارف الذي لا يجاريه أي طوفان. فنحن نشهد اكتشافا جديدا ليس في كل عام بل في كل يوم. وإذا استمر التقدم على هذا المنوال، وهو سيظل، فأن الكتاب الورقي سيختفي ومعه ستختفي المكتبات الحالية العامة والخاصة، وطرق التدريس الحالية وبالطبع، بل وقبل ذلك، ستختفي الصحافة الورقية، لتحل محلها الصحافة الاليكترونية.
وظهور الصحافة الاليكترونية يعني ظهور نمط جديد من التفكير وطرائق جديدة في التعامل المهني. الصحافة الاليكترونية تعني سقوط quot;ديكتاتورياتquot; متعددة، أولها ديكتاتورية التقنية التي يعاني منها فريق التحرير، أي الحدود المكانية أو المساحة. فهذه الحدود ستختفي، لأن quot;عددquot; الصفحات سيختفي. والديكتاتورية الأخرى التي ستختفي هي سلطة الرقيب ومقصه. إما الديكتاتورية الثالثة التي ستفقد سيطرتها فهي تلك التي يمارسها رأس المال. فأنت تستطيع، كناشر لصحيفة اليكترونية، أن تستغني عن الكثير الكثير من المصروفات التي تبذل لديمومة الصحافة الورقية. والديكتاتورية الرابعة التي ستنهار هي تلك التي يملكها الوقت أو الزمن. فأنت لا تحتاج بعد الآن إلى الانتظار ليلة أو أكثر لتنشر الخبر، بل ستنشره تماما في لحظة وقوعه، وربما بالصورة والصوت، أيضا.
يقول د. عبد الرحمن محمد سعيد الشافي، أستاذ الاتصال بقسم الإذاعة والتلفزيون/ جامعة حديدة في اليمن، في بحث قدمه للمؤتمر الثاني لكلية الإعلام في جامعة القاهرة بأن quot;الانترنيت أضعف السيادة الصحفية التي تمارسها الجهة الممولة، وبخاصة النظام السياسي، واستبدل بوجهة النظر الأحادية وجهات نظر متعددة، وهو ما عزز حرية الصحافة، وأن مواقع الصحافة الاليكترونية اليمنية تتمتع اليوم بحرية تذهب بعيدا عن تلك التي نجدها في الصحافة المطبوعةquot;.
بالطبع، أن الذين يخيفهم أي جديد سيظلون يرددون أن ما نجده في الصحافة الاليكترونية ليست حرية وإنما فوضى. وقد يكون قسم من هذا القول صحيحا. لكن علينا أن نعرف أن quot;النظامquot; وquot;الأوامرquot; وquot;القواعدquot; ترتبط كلها بصلة رحم فكرية مع الديكتاتورية، بينما ترتبط quot;الفوضىquot; بصلة رحم مع الديمقراطية.
وهذا كله لا يعني أن الانترنيت لا يخلو من سيئات. إنه سلاح ذو حدين، كما الذرة. لكن، إذا كان السلاح الذري قد فتك بآلاف من بني البشر، فأن الانترنيت لم يفتك بأحد حتى الآن.
ومثلما تحاول البشرية في عصر الذرة أن تكون أكثر نضجا وأكثر حكمة، لوقف استخدامات الذرة للأغراض السلمية وحدها، وأقل جنونا لاستخدامها للأغراض العسكرية، فأن البشر سيجدون ألف طريقة وطريقة لاستخدام الانترنيت للأغراض السلمية.إنه أمر لا بد منه. إنه عصر الانترنيت.
قبل فترة حذر روبرت مردوخ، رئيس مجموعة نيوز كورب الإعلامية العملاقة، من التغيرات التي تشهدها تجارة الصحف، ومن تحول القراء نحو الإنترنيت، وقالquot;إن جيلا جديدا من مستخدمي الإعلام شب على أن يحصل على المعلومات ساعة يشاء، وكيفما يشاء، ومتى يشاءquot;. وبالطبع، فأن هذا التحذير الذي يطلقه quot;إمبراطورquot; الصحافة، لا ينطلق من حرص على quot;رصانةquot; الصحافة المكتوبة، بقدر ما ينطلق من ذعر حقيقي سببه انهيار اقتصاد وتجارة الصحف الورقية.
وصرخة الذعر هذه بدأت أصدائها تتردد في محافل مختلفة، ولو بدوافع أخرى. فقد طالب اثنان من أبرز المشتغلين في قطاع الكتب في فرنسا، وهما مدير المكتبة الوطنية ورئيس المركز الوطني للكتاب، بإقامة quot;حلف مقدسquot; لمواجهة التهديد الذي بدأت تشكله الثورة الرقمية ضد صناعة الكتب الورقية (صحيفة لوفيغارو الفرنسية في04/4/2008). وأكد الأخصائيان في مقالهما المشترك على ضرورة quot;استباقquot; النتائج الوخيمة التي سيحدثها الانترنيت على صناعة الكتاب الورقي، بدلا من الاكتفاء بquot;مسايرةquot; ما سيحدث من نتائج. لكن صرخات التحذير هذه، وكل quot;الأحلاف المقدسةquot; التي ستقام ليست سوى جرعات مؤقتة لن توقف موت عصر قديم بدأ يحتضر، وولادة عصر جديد بدأنا نسمع صرخاته الأولى.
فالجانب الباهر في الثورة الانترنيتية هو، استمرارها السرمدي الكوني، وتقدمها الجارف الذي لا يجاريه أي طوفان. فنحن نشهد اكتشافا جديدا ليس في كل عام بل في كل يوم. وإذا استمر التقدم على هذا المنوال، وهو سيظل، فأن الكتاب الورقي سيختفي ومعه ستختفي المكتبات الحالية العامة والخاصة، وطرق التدريس الحالية وبالطبع، بل وقبل ذلك، ستختفي الصحافة الورقية، لتحل محلها الصحافة الاليكترونية.
وظهور الصحافة الاليكترونية يعني ظهور نمط جديد من التفكير وطرائق جديدة في التعامل المهني. الصحافة الاليكترونية تعني سقوط quot;ديكتاتورياتquot; متعددة، أولها ديكتاتورية التقنية التي يعاني منها فريق التحرير، أي الحدود المكانية أو المساحة. فهذه الحدود ستختفي، لأن quot;عددquot; الصفحات سيختفي. والديكتاتورية الأخرى التي ستختفي هي سلطة الرقيب ومقصه. إما الديكتاتورية الثالثة التي ستفقد سيطرتها فهي تلك التي يمارسها رأس المال. فأنت تستطيع، كناشر لصحيفة اليكترونية، أن تستغني عن الكثير الكثير من المصروفات التي تبذل لديمومة الصحافة الورقية. والديكتاتورية الرابعة التي ستنهار هي تلك التي يملكها الوقت أو الزمن. فأنت لا تحتاج بعد الآن إلى الانتظار ليلة أو أكثر لتنشر الخبر، بل ستنشره تماما في لحظة وقوعه، وربما بالصورة والصوت، أيضا.
يقول د. عبد الرحمن محمد سعيد الشافي، أستاذ الاتصال بقسم الإذاعة والتلفزيون/ جامعة حديدة في اليمن، في بحث قدمه للمؤتمر الثاني لكلية الإعلام في جامعة القاهرة بأن quot;الانترنيت أضعف السيادة الصحفية التي تمارسها الجهة الممولة، وبخاصة النظام السياسي، واستبدل بوجهة النظر الأحادية وجهات نظر متعددة، وهو ما عزز حرية الصحافة، وأن مواقع الصحافة الاليكترونية اليمنية تتمتع اليوم بحرية تذهب بعيدا عن تلك التي نجدها في الصحافة المطبوعةquot;.
بالطبع، أن الذين يخيفهم أي جديد سيظلون يرددون أن ما نجده في الصحافة الاليكترونية ليست حرية وإنما فوضى. وقد يكون قسم من هذا القول صحيحا. لكن علينا أن نعرف أن quot;النظامquot; وquot;الأوامرquot; وquot;القواعدquot; ترتبط كلها بصلة رحم فكرية مع الديكتاتورية، بينما ترتبط quot;الفوضىquot; بصلة رحم مع الديمقراطية.
وهذا كله لا يعني أن الانترنيت لا يخلو من سيئات. إنه سلاح ذو حدين، كما الذرة. لكن، إذا كان السلاح الذري قد فتك بآلاف من بني البشر، فأن الانترنيت لم يفتك بأحد حتى الآن.
ومثلما تحاول البشرية في عصر الذرة أن تكون أكثر نضجا وأكثر حكمة، لوقف استخدامات الذرة للأغراض السلمية وحدها، وأقل جنونا لاستخدامها للأغراض العسكرية، فأن البشر سيجدون ألف طريقة وطريقة لاستخدام الانترنيت للأغراض السلمية.إنه أمر لا بد منه. إنه عصر الانترنيت.
التعليقات