ليس ما يدل على مدى أفلاس quot;حزب اللهquot; أكثر من تصرفات quot;حزب اللهquot;. حزب يدعي أنه quot;مقاومةquot; وينتهي به الأمر أسير شوارع بيروت وأزقتها يطارد المسلمين السنة ويخرجهم من بيوتهم كخطوة أولى على طريق اٍستعادة القدس وتحرير فلسطين! هل من مهزلة أكبر من هذه المهزلة؟ هل باتت طريق القدس تمر في تحرير بيروت من أهلها، أي من أهل السنة فيها؟ جواد موسى الأنصاري: حزب الله أول ضحايا quot;انتصارهquot; في بيروت مصطفى أحمد النعمان
سبق لquot;حزب اللهquot; أن طارد المسيحيين في بيروت الغربية حيث أكثرية سنية . طارد خصوصا الأرمن والمسيحيين من ذوي الأصول الفلسطينية منتصف الثمانينات من القرن الماضي. الى الآن لا يزال مصير أفراد عائلات مسيحية عدة ذات أصول فلسطينية مجهولا. ليس
معروفا لماذا لجأ quot;حزب اللهquot; في تلك المرحلة، الى قتل أرمن أو خطف فلسطينيين مسيحيين في رأس بيروت وزقاق البلاط تحديدا؟اقرأ ايضا:
نبيل شرف الدين: لبنان.. حين يصبح الانقلاب حلاً
حزب الله: مليشيا أم كيان سياسي؟
في السنة 2008، يعود quot;حزب اللهquot; إلى بيروت بهدف واضح كل الوضوح هو التخلص من المدينة وكل ما هو حضاري في لبنان. يعتقد الأمين العام لquot;حزب اللهquot; ألإيراني أن في أستطاعته quot;رمي الناس في البحرquot; أو في السجون متى أراد ذلك. تكمن مشكلة حسن نصرالله بكلّ بساطة في أنه يعتقد أن جميع اللبنانيين من نوع قاصر مثل ميشال عون أو قاصر آخر مثل وئاب وهام يستطيع التغرير بهما بفضل الوسائل quot;المقنعة جداquot; التي يمتلكها. أنها quot;الفتنة بعينهاquot; على حدّ تعبير النائب سعد الحريري الذي أدرك جيدا مدى خطورة الوضع في العاصمة اللبنانية. ما يجهله حسن نصرالله أنه أفتعل فتنة شيعية - سنية يخشى أن تتجاوز أنعكاساتها لبنان ألى محيطه العربي.
تكمن مشكلة حسن نصرالله في أنه ليس حرا. أنه مجرد اداة أيرانية معارة موقتا للنظام السوري. لو كان حسن نصرالله حرا لكان سأل نفسه ماذا حقق للبنانيين من خلال حرب صيف العام 2006 التي أنتهت بهزيمة ساحقة ماحقة للشعب اللبناني وبـquot;أنتصار إلهيquot; على لبنان؟ هل أستطاع لبنان الوقوف على رجليه بعد هذه الحرب التي أدّت ألى صدور القرار الرقم 1701 الذي وافق quot;حزب اللهquot; على كل حرف فيه من أجل ضمان توقف الغارات الأسرائيلية على مواقعه؟ لا يشبه quot;حزب اللهquot; هنا سوى صدام حسين الذي لم يدرك يوما معنى القرارات الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأعتقد أن في أستطاعته في يوم ما التحايل عليها وتجاوزها. أنه لا يدرك معنى القرار 1701 ويظن أنه مجرد قرار موقت سيتخلّص منه قريبا وسيعود قريبا بمقاتليه ألى quot;الخط الأزرقquot;، وهو خط الهدنة بين لبنان وأسرائيل، لتأكيد ان أيران على تماس مباشر مع من تعتبر نفسها quot;الدولة اليهوديةquot;. أكثر من ذلك، تريد أيران عبر quot;حزب اللهquot; اثبات أنها قوة أقليمية عظمى مهيمنة بدليل أن لواء في quot;الحرس الثوري الأيرانيquot; بعناصر لبنانية وتحت مسماة quot;حزب اللهquot; يمتلك قرار الحرب والسلم في لبنان وأن quot;الحرس الثوريquot; قادر حتى على محاصرة زعماء الحركة الأستقلالية في لبنان في منازلهم بدءا بسعد الحريري وأنتهاء بوليد جنبلاط المهدد بالأغتيال في كل لحظة.
من أجل تحقيق الأهداف المرسومة له، لم يتردد quot;حزب اللهquot; في المجازفة في أفتعال فتنة شيعية - سنية في لبنان. أنه امتداد لأي ميليشيا تابعة لأحد الأحزاب العراقية التابعة لأيران، من quot;المجلس الأعلى للثورة الأسلاميةquot; بقيادة عبد العزيز الحكيم... ألى quot;حزب الدعوة الأسلاميةquot; بسائر فروعه، مرورا بالتيار الصدري بقيادة رجل الدين الشاب مقتدى الصدر وجيشه المسمىquot;جيش المهديquot;. ولأنّ quot;حزب اللهquot; كذلك، ليس ما يمنع ان تتحول بيروت ألى بغداد الصغرى لا أكثر ولا أقل. أنها بغداد التي لم تعرف يوما أي معنى للطائفية والمذهبية ألى أن دخلتها الميليشيات التابعة للأحزاب المذهبية التابعة بطريقة أو بأخرى لأيران.
زرع quot;حزب اللهquot; الفتنة. من يزرع الريح يحصد العاصفة. ماذا سيفعل بأهل بيروت الذين وضع يده على أرزاقهم ومقدراتهم؟ ماذ سيفعل بمدينة تحب الحياة فيما ثقافته ثقافة الموت؟ هل يستطيع قتل المدينة من أجل تمكين الرئيس السوري بشّار الأسد من القول أنه شفى غليله وأنتقم من اللبنانيين، خصوصا من أهل السنة الذين نزلوا ألى الشارع وضغطوا في أتجاه أخراج قواته من لبنان؟ الجواب أن لا بد من العودة ألى الماضي القريب والتنبه ألى أن بيروت مدينة مقاومة. قاومت الظلم دائما وأنتصرت عليه. قاومت الجحافل الأسرائيلية عندما دخلت المدينة صيف العام 1982 وقاومت قبل ذلك المنظمات الفلسطينية التي عبثت بالمدينة وقامت كل أنواع الميليشيات وقاومت خصوصا الحقد.
ماذا سيفعل quot;حزب اللهquot; بأنتصاره الجديد؟ سيهديه من دون شك ألى بشّار الأسد والنظام الأيراني الذي هو جزء لا يتجزأ منه. ولكن مما لا شك فيه أيضا أن الحزب أدخل لبنان مرحلة جديدة أسمها العرقنة، ألتي هي أستعادة لتجربة العراق والميليشيات المذهبية التي أنتشرت في مدنه ومناطقه المختلفة بأستثناء المنطقة الكردية. لم يتنبه الحزب وأمينه العام ألى أمر في غاية الأهمية هو أن الأكثرية النيابية أكثرية حقيقية. أنها أكثرية اللبنانيين الذين يرفضون المذهبية والتبعية والشعارات الفارغة التي يرفعها التي لا تخدم سوى أسرائيل. لم يتنبه حسن نصرالله ألى أن هذه الأكثرية لن تركع وأن اللبنانيين والعرب يعرفون تماما من يقف وراء الأنقلاب الذي ينفّذه أكان ذلك في دمشق أو طهران.
- آخر تحديث :
التعليقات