يوم قرر quot;حزب ولاية الفقيهquot; شن حربه المسلحة على اللبنانيين من اجل فرض قراره السياسي بالقوة بعدما عجز عن ذلك بالوسائل الاخرى ، فإنه وضع سلاحه quot;المقدسquot; في دائرة السلاح الميشياوي ، و سقطت كل قدسية عن سلاح وُجّه نحو صدور اللبنانيين في عملية وصفها نائب الامين العام في الحزب الشيخ نعيم قاسم بعنجهية بquot;الموضعيةquot; ، و كأني به لم يأبه لعشرات القتلى و مئات الجرحى الذي سقطوا برصاص الغدر.
كم كان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مصيبا يوم قال بنهاية 2005 ان سلاح quot;حزب ولاية الفقيهquot; في لبنان هو سلاح الغدر. و قد تحققت نبؤته بعد اقل من ثلاث سنوات بتعرض الجبل لمحاولة اجتياح غادرة . من هنا قولنا ان الحوار السياسي اللبناني الدائر في العاصمة القطرية على اهميته ، يحتاج في ما يحتاج الى تسوية حقيقية لأمر السلاح الميليشياوي ، و نعني به سلاح quot;حزب ولاية الفقيهquot; الذي يعتبره ملايين اللبنانين في الداخل و الخارج غير شرعي ، لا بل انه مصدر تهديد فعلي لكل لبناني و لبنانية في ظل الطلاق الوطني العميق بين معظم اللبنانيين والحزب المتقوقع في فئوية مرضية تتملكها quot;بارانوياquot; جماعية توشك ان تحول لبنان الى عراق آخر ما لم يتم تدارك الامر بسرعة و جدية .
لقد حاول ممثلوا quot;حزب ولاية الفقيهquot; في الدوحة خلال اليومين الماضيين ان يردوا على طرح الغالبية موضوع السلاح الغادر ،بالقول ان ثمة سلاحين على الارض: الاول سلاح استراتيجي غير قابل للنقاش و المراجعة و ينبغي ترحيل البحث فيه الى حوار مبهم برعاية رئيس الجمهورية المقبل . اما السلاح الآخر فمحلي و اهلي يحتاج الى خطة امنية تضمنها تعهدات بعدم الاحتكام مجددا الى السلاح لتسوية خلافات سياسية . و لعل اخطر ما في الامر ان يعتبر الحزب المذكور بعد كل ما جرى ان سلاحه فوق النقاش الجدي ، و ان يكتفي بمنح اللبنانيين تعهدات يجهلون اين يمكن صرفها على ارض الواقع .
لقد وجه quot;حزب ولاية الفقيهquot; في لبنان سلاحه نحو اللبنانيين. اجتاح بيروت و احتلها و ولا يزال حتى الآن قوة احتلال تتخفى تحت مظاهر انتشار الجيش اللبناني الذي وقف متفرجا بينما استبيحت بيروت و المناطق ، و هو اليوم يتجاور مع اكبر انتشار ميليشياوي لquot;حزب ولاية الفقيهquot; و اتباعه من quot;حركة املquot; و احزاب المخابرات السورية في العاصمة اللبنانية الذين يسيطرون سيطرة كاملة و تامة على الارض .من هنا ضرورة ان يعرف الرأي العام العربي و العالمي ان عاصمة لبنان محتلة بكل ما للكلمة من معنى.
ان محاولة التمييز بين سلاح استراتيجي و آخر اهلي هو محاولة لتعويم سلاح غير شرعي يمثل خطرا داهماعلى اللبنانيين ، فالمطلوب اليوم هو نزع كل سلاح غير شرعي من خارج الدولة استراتيجيا كان ام اهليا . و ما لم يحصل ذلك فإن اي اتفاق سياسي لن تكتب له الحياة ، كون الملف الاكثر اهمية اليوم يتعلق بكيفية ضمان سلامة و امن اللبنانيين ازاء سلاح quot;حزب ولاية الفقيهquot; الذي استخدم ضد الآمنين و العزّل ساعة نكث السيد حسن نصرالله بتعهداته العديدة ، و اماط اللثام على حقيقة كنا نحن من بين كثيرين نعرفها ، ألا و هي ان quot;حزب ولاية الفقيهquot; هو بطبيعته نقيض الكيان اللبناني برمته ، و اجندته غير لبنانية تعمل على هدم الصيغة اللبنانية و كسر الارادة اللبنانية ، لإحلال صيغة القلعة الايرانية المتقدمة على شاطئ المتوسط مكانها. و كل الوسائل مشروعة من اجل تحقيق الهدف المشار اليه.
ان عدم حل مشكلة سلاح quot;حزب ولاية الفقيهquot; و هنا نعني كل السلاح ، سوف يكون بمثابة دعوة صريحة و مفتوحة لكل لبناني و لبنانية الى اللجؤ الى السلاح لحماية انفسهم من خطر حزب اولويته استعباد اللبنانيين و ان لم ينجح في ذلك فتدمير البلاد على رؤوس اهلها .