سيادة رئيس جمهورية مصر/ محمد حسني مبارك
تحية طيبة لسيادتكم وبعد.
اسمح لي أن أتقدم لسيادتكم بهذا الخطاب المفتوح، من مواطن مصري، إذا لم يكن من التصنيف بد، فإنه يصنف ضمن المعارضين، وفي بعض الأحيان من الناقمين، على الكثير مما جرى بمصر خلال الربع قرن المنصرم، وعلى افتقاد الكثير مما كنا نأمله لمصرنا ولم يتحقق.
لكن موقعي هذا بالتحديد، يفرض علي أمانة رفع الصوت بالتحية والإشادة، إذا ما حققت الإدارة المصرية بقيادة سيادتكم، أداء جديراً بالتحية والإعجاب، لصالح وطننا المفدى مصر، ولصالح السلام والاستقرار في المنطقة وفي العالم أجمع، وهو ما برز جلياً في الموقف القوي والشجاع في أزمة غزة، والذي ظهرت سيادتكم فيه كرجل دولة من الطراز الأول.
لقد وضعتم يا سيادة الرئيس بأدائكم النموذجي، الشعب المصري في الموقع الذي يليق به وبحضارته.. شعب عريق يحكمه رجال دولة، بكل ما في هذا التعبير من معان ومفاهيم.. في مقابل شعوب مجاورة وغير مجاورة، يحكمها رجال عصابات صريحين، أو رجال عصابات يتسترون في ظل رجال الدولة، والفارق كبير بالطبع يا سيدي بين هؤلاء وأولئك.. عقلية ومنطلقات وأداء رجل العصابات، تختلف جذرياً عن عقلية ومنطلقات وأداء رجل الدولة.
من حيث العقلية، رجل العصابات أحادي الرؤية، يفكر باتجاه أحادي، ويعجز عن التعامل مع القضايا المتشابكة، وعن إدراك علاقاتها المتداخلة، فهو يفكر كما لو كان سهماً مقذوفاً، لا حيلة له ولا مقدرة على تغيير اتجاهه، فيمضي في ذات الاتجاه، حتى لو كان يؤدي به إلى حتفه، وليس إلى الهدف الذي تصور أنه يتجه نحوه.. في المقابل فإن عقلية رجل الدولة عقلية ديناميكية، قادرة على التحليل والتركيب، ووضع وتقييم البدائل المتاحة، والانتقال من واحدة إلى الأخرى، حسبما تشير النتائج المتحققة على أرض الواقع.
من حيث المنطلقات، تكون منطلقات رجل العصابات إما منطلقات أيديولوجية، علمانية كانت أو ميتافيزيقية، أو منطلقات مصلحية شخصية، وفي الحالتين يكون مصراً على توجهاته الجامدة والمتكلسة، لا يحيد عنها، مهما أظهر الواقع وملابساته استحالة تحقيها، أو ثبت فسادها من الأساس، أو تجاوز العصر وحقائقه الراهنة لها.. يسعى رجل العصابات، أو من يؤدون أدوارهم وفق منطلقاتهم، إلى التسويق والترويج لنفسه، مستخدماً الإرهاب والإجبار تارة، أو الخداع والمخاتلة، واللعب على أي أوتار، يرى أن الجماهير يمكن أن ترقص على أنغامها، وقد ينتقل وفجائياً من خطاب لخطاب، مثلما فعل صدام حسين، حينما انتقل بعد طرده من الكويت، من الخطاب القومي ذي المنطلقات العلمانية المتطرفة، إلى الخطاب الديني المتأسلم، ليجد من يقبل به كداعية خلافة إسلامية، بدلاً من دعوته إلى أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، كما يقول شعار حزبه نازي التصنيف.
أما رجل الدولة فمنطلقاته تدور حول تحقيق الأهداف التي تقلد منصبه لتحقيقها، والتي لا يمكن أن تخرج أو تتعارض مع تحقيق مصالح شعبه، والسعي نحو رفاهيته وتطوره، بما لابد وأن يشمل ما يتحتم عليه أن يلعبه من أدوار إقليمية وعالمية، تخدم بالدرجة الأولى مصالح الشعب الذي أوكل إليه رعاية مصالحة، وبالدرجة الثانية مساهمة في تحقيق السلام والتطور العالمي نحو مستقبل أفضل للبشرية، بقدر ما تتيح وتطيق المقومات المتوفرة لديه لأداء هذا الدور، دون ما مغالاة أو رؤية شوفونية أو متعاظمة للذات، يمكن أن تؤدي لاصطدام السفينة التي يقودها بصخورها، كما حدث لأبطال العروبة ناصر وصدام، وكما يحاول حالياً أحمدي نجاد، الذي يسعى لإقامة مجد فارس الجديد ملتحفاً هذه المرة بعباءة إسلامية، عبر التخريب والتدمير وزرع الفتن.
من حيث الأداء، ها هو الشعب المصري يدرك اليوم الفارق بين نعمة أن يكون على رأسه رجال دولة بكل ما تعنيه الكلمة، وبين نقمة أن يختطفه، أو يسلم أموره لرجال عصابات.. فأداء رجال العصابات يتسم بالارتجالية، والحركة وفق النوازع النفسية والعاطفية، التي تكون دائماً ضمن ما يصح تصنيفه كأمراض أو تشوهات سيكولوجية أو فكرية أو عاطفية.. هذا ما شهدنا في الفترة القصيرة الماضية نموذجين له، يفضلان بعضهما البعض في التهور وسوء العاقبة.. أولهما خطف حسن نصر الله لجنديين إسرائيليين، ما ترتب عليه قيام إسرائيل بما قامت به، وهي التي نعرف أنها تترقب أي فرصة مواتية، لتضرب ما يسمى بحزب الله، بكل ما يمثله من مخاطر أيديولوجية وأمنية وسياسية، ليعطيها هو الفرصة لتضرب ضربتها على طبق من ذهب كما يقولون، ولا مانع بالطبع لدي سماحة السيد بعد ذلك أن يعترف، بأنه لو عرف حجم رد الفعل الإسرائيلي هذا، ما كان قد فعل فعلته -وهو ذات ما قاله خالد مشعل في جولة الحماقة الثانية- كما لا مانع بالطبع أن يطلع علينا السيد وكيل الله في أرضه وعلى خلقه، بالاحتفالات بما اعتبره نصراً إلهياً.. ونفس التمثيلية المفجعة قامت بها عصابات حماس وأذنابها، بتوفيرهم المبرر إسرائيل، التي تتحين الفرصة لاقتلاع تلك العصابات من جذورها، أو على الأقل كما قيل، توجه لها ضربة قاصمة، من المشكوك فيه أن تتمكن من التعافي منها، وكما حدث أمس في لبنان، حدث اليوم في غزة، أن جاءت الضربات الإسرائيلية الموجعة، ليس على رأس رجال العصابات، المتمترسين في جحورهم، وسط دروع من الأطفال والنساء، بقدر ما جاءت على رأس الأبرياء هنا وهناك.
إذا رجعنا إلى الوراء قليلاً، حين كانت مصر محكومة برجال عصابات في زي رجال دولة، وجدنا في ظروف مماثلة، أن الارتجال كان هو نهج القيادة المصرية، التي أرسلت جيوشها غير المستعدة ولا المؤهلة لتحقيق أي إنجاز، لتواجه الجيش الإسرائيلي، لتفقد مصر سيناء، والآلاف من خيرة شبابها، وتقود العرب في نفس الوقت إلى كارثة، مازال صديقنا الشبل بن الأسد غير قادر على مجرد الأمل في محو آثارها، واستعادة الأرض السورية السليبة، منذ ما يقترب من نصف قرن.
في المقابل فإن أداء رجل الدولة -والذي ضربت يا سيادة الرئيس أروع مثل له في الأزمة الراهنة- يتسم بالعقلانية، التي تكفل تحديد الأهداف، التي لابد وأن تكون هي صالح الشعب الذي يتولى أموره بالدرجة الأولى، ثم المساهمة في إقرار السلام الإقليمي والعالمي، وليس إشاعة الفوضى والخراب، وتأجيج العداء والصراع، في منطقة صارت كما لو بؤرة صديد في جسد المجتمع الدولي.
هكذا حققت مصر يا سيادة الرئيس بفضل قيادتكم الرشيدة، الخروج من هذه الأزمة التي حاقت بجيراننا في غزة قوية وشامخة، وكانت محور ومحط أنظار وتقدير العالم أجمع، بدورها الرائع والبناء، لإيقاف استهداف أهالي غزة، من قبل آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة، مع عدم الخضوع لابتزاز المبتزين، ومزايدات المزايدين، على حساب أمن مصر القومي ومصالحها، أو على حساب الدور الرائد لمصر في استقرار المنطقة بالسلام، وإنهاء عقود الصراع المدمر، تحت مسمى قضية العرب المركزية، التي لا يريد المنتفعون لها نهاية.
هي فرصة أن يفتخر الشعب المصري بنظامه السياسي، وبالرجال الذين أوكل إليهم رعاية أموره، وأن يقارن بين ما آل إليه أمره في ستينات القرن الماضي، حين كانت تحكمه عصابة يوليو وفارسها الديماجوجي، وبين حاله اليوم في ظل دولة حقيقية، والعالم كله يترقب بتقدير واحترام تحركات رئيسه، لإقرار السلام في المنطقة، ويهرع إليه رؤساء أكبر الدول، ليكونوا في خدمة توجهاته البناءة لشعوب المنطقة.
هي فرصة أيضاً لكي يعتبر من تنفعه العبرة من جيراننا الأعزاء في المنطقة، وبالذات المحكومين من قبل رجال العصابات الصريحين، أو رجال العصابات المتسترين في زي رجال دولة، ليروا الفارق بين مصيرنا في ظل دولة نحن فيها المقصد والمنتهى، وبين مصيرهم بين أصابع الشياطين والمغامرين.
تحية إكبار واعتزاز لسيادتكم يا سيادة الرئيس، من مواطن مصري كان ومازال وسيظل في صفوف المعارضة المصرية، التي أرجو أن تتصف في جميع فعالياتها بالعقلانية والليبرالية، وأن تضع مصر نصب عينيها أولاً وأخيراً.
[email protected]
تحية طيبة لسيادتكم وبعد.
اسمح لي أن أتقدم لسيادتكم بهذا الخطاب المفتوح، من مواطن مصري، إذا لم يكن من التصنيف بد، فإنه يصنف ضمن المعارضين، وفي بعض الأحيان من الناقمين، على الكثير مما جرى بمصر خلال الربع قرن المنصرم، وعلى افتقاد الكثير مما كنا نأمله لمصرنا ولم يتحقق.
لكن موقعي هذا بالتحديد، يفرض علي أمانة رفع الصوت بالتحية والإشادة، إذا ما حققت الإدارة المصرية بقيادة سيادتكم، أداء جديراً بالتحية والإعجاب، لصالح وطننا المفدى مصر، ولصالح السلام والاستقرار في المنطقة وفي العالم أجمع، وهو ما برز جلياً في الموقف القوي والشجاع في أزمة غزة، والذي ظهرت سيادتكم فيه كرجل دولة من الطراز الأول.
لقد وضعتم يا سيادة الرئيس بأدائكم النموذجي، الشعب المصري في الموقع الذي يليق به وبحضارته.. شعب عريق يحكمه رجال دولة، بكل ما في هذا التعبير من معان ومفاهيم.. في مقابل شعوب مجاورة وغير مجاورة، يحكمها رجال عصابات صريحين، أو رجال عصابات يتسترون في ظل رجال الدولة، والفارق كبير بالطبع يا سيدي بين هؤلاء وأولئك.. عقلية ومنطلقات وأداء رجل العصابات، تختلف جذرياً عن عقلية ومنطلقات وأداء رجل الدولة.
من حيث العقلية، رجل العصابات أحادي الرؤية، يفكر باتجاه أحادي، ويعجز عن التعامل مع القضايا المتشابكة، وعن إدراك علاقاتها المتداخلة، فهو يفكر كما لو كان سهماً مقذوفاً، لا حيلة له ولا مقدرة على تغيير اتجاهه، فيمضي في ذات الاتجاه، حتى لو كان يؤدي به إلى حتفه، وليس إلى الهدف الذي تصور أنه يتجه نحوه.. في المقابل فإن عقلية رجل الدولة عقلية ديناميكية، قادرة على التحليل والتركيب، ووضع وتقييم البدائل المتاحة، والانتقال من واحدة إلى الأخرى، حسبما تشير النتائج المتحققة على أرض الواقع.
من حيث المنطلقات، تكون منطلقات رجل العصابات إما منطلقات أيديولوجية، علمانية كانت أو ميتافيزيقية، أو منطلقات مصلحية شخصية، وفي الحالتين يكون مصراً على توجهاته الجامدة والمتكلسة، لا يحيد عنها، مهما أظهر الواقع وملابساته استحالة تحقيها، أو ثبت فسادها من الأساس، أو تجاوز العصر وحقائقه الراهنة لها.. يسعى رجل العصابات، أو من يؤدون أدوارهم وفق منطلقاتهم، إلى التسويق والترويج لنفسه، مستخدماً الإرهاب والإجبار تارة، أو الخداع والمخاتلة، واللعب على أي أوتار، يرى أن الجماهير يمكن أن ترقص على أنغامها، وقد ينتقل وفجائياً من خطاب لخطاب، مثلما فعل صدام حسين، حينما انتقل بعد طرده من الكويت، من الخطاب القومي ذي المنطلقات العلمانية المتطرفة، إلى الخطاب الديني المتأسلم، ليجد من يقبل به كداعية خلافة إسلامية، بدلاً من دعوته إلى أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، كما يقول شعار حزبه نازي التصنيف.
أما رجل الدولة فمنطلقاته تدور حول تحقيق الأهداف التي تقلد منصبه لتحقيقها، والتي لا يمكن أن تخرج أو تتعارض مع تحقيق مصالح شعبه، والسعي نحو رفاهيته وتطوره، بما لابد وأن يشمل ما يتحتم عليه أن يلعبه من أدوار إقليمية وعالمية، تخدم بالدرجة الأولى مصالح الشعب الذي أوكل إليه رعاية مصالحة، وبالدرجة الثانية مساهمة في تحقيق السلام والتطور العالمي نحو مستقبل أفضل للبشرية، بقدر ما تتيح وتطيق المقومات المتوفرة لديه لأداء هذا الدور، دون ما مغالاة أو رؤية شوفونية أو متعاظمة للذات، يمكن أن تؤدي لاصطدام السفينة التي يقودها بصخورها، كما حدث لأبطال العروبة ناصر وصدام، وكما يحاول حالياً أحمدي نجاد، الذي يسعى لإقامة مجد فارس الجديد ملتحفاً هذه المرة بعباءة إسلامية، عبر التخريب والتدمير وزرع الفتن.
من حيث الأداء، ها هو الشعب المصري يدرك اليوم الفارق بين نعمة أن يكون على رأسه رجال دولة بكل ما تعنيه الكلمة، وبين نقمة أن يختطفه، أو يسلم أموره لرجال عصابات.. فأداء رجال العصابات يتسم بالارتجالية، والحركة وفق النوازع النفسية والعاطفية، التي تكون دائماً ضمن ما يصح تصنيفه كأمراض أو تشوهات سيكولوجية أو فكرية أو عاطفية.. هذا ما شهدنا في الفترة القصيرة الماضية نموذجين له، يفضلان بعضهما البعض في التهور وسوء العاقبة.. أولهما خطف حسن نصر الله لجنديين إسرائيليين، ما ترتب عليه قيام إسرائيل بما قامت به، وهي التي نعرف أنها تترقب أي فرصة مواتية، لتضرب ما يسمى بحزب الله، بكل ما يمثله من مخاطر أيديولوجية وأمنية وسياسية، ليعطيها هو الفرصة لتضرب ضربتها على طبق من ذهب كما يقولون، ولا مانع بالطبع لدي سماحة السيد بعد ذلك أن يعترف، بأنه لو عرف حجم رد الفعل الإسرائيلي هذا، ما كان قد فعل فعلته -وهو ذات ما قاله خالد مشعل في جولة الحماقة الثانية- كما لا مانع بالطبع أن يطلع علينا السيد وكيل الله في أرضه وعلى خلقه، بالاحتفالات بما اعتبره نصراً إلهياً.. ونفس التمثيلية المفجعة قامت بها عصابات حماس وأذنابها، بتوفيرهم المبرر إسرائيل، التي تتحين الفرصة لاقتلاع تلك العصابات من جذورها، أو على الأقل كما قيل، توجه لها ضربة قاصمة، من المشكوك فيه أن تتمكن من التعافي منها، وكما حدث أمس في لبنان، حدث اليوم في غزة، أن جاءت الضربات الإسرائيلية الموجعة، ليس على رأس رجال العصابات، المتمترسين في جحورهم، وسط دروع من الأطفال والنساء، بقدر ما جاءت على رأس الأبرياء هنا وهناك.
إذا رجعنا إلى الوراء قليلاً، حين كانت مصر محكومة برجال عصابات في زي رجال دولة، وجدنا في ظروف مماثلة، أن الارتجال كان هو نهج القيادة المصرية، التي أرسلت جيوشها غير المستعدة ولا المؤهلة لتحقيق أي إنجاز، لتواجه الجيش الإسرائيلي، لتفقد مصر سيناء، والآلاف من خيرة شبابها، وتقود العرب في نفس الوقت إلى كارثة، مازال صديقنا الشبل بن الأسد غير قادر على مجرد الأمل في محو آثارها، واستعادة الأرض السورية السليبة، منذ ما يقترب من نصف قرن.
في المقابل فإن أداء رجل الدولة -والذي ضربت يا سيادة الرئيس أروع مثل له في الأزمة الراهنة- يتسم بالعقلانية، التي تكفل تحديد الأهداف، التي لابد وأن تكون هي صالح الشعب الذي يتولى أموره بالدرجة الأولى، ثم المساهمة في إقرار السلام الإقليمي والعالمي، وليس إشاعة الفوضى والخراب، وتأجيج العداء والصراع، في منطقة صارت كما لو بؤرة صديد في جسد المجتمع الدولي.
هكذا حققت مصر يا سيادة الرئيس بفضل قيادتكم الرشيدة، الخروج من هذه الأزمة التي حاقت بجيراننا في غزة قوية وشامخة، وكانت محور ومحط أنظار وتقدير العالم أجمع، بدورها الرائع والبناء، لإيقاف استهداف أهالي غزة، من قبل آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة، مع عدم الخضوع لابتزاز المبتزين، ومزايدات المزايدين، على حساب أمن مصر القومي ومصالحها، أو على حساب الدور الرائد لمصر في استقرار المنطقة بالسلام، وإنهاء عقود الصراع المدمر، تحت مسمى قضية العرب المركزية، التي لا يريد المنتفعون لها نهاية.
هي فرصة أن يفتخر الشعب المصري بنظامه السياسي، وبالرجال الذين أوكل إليهم رعاية أموره، وأن يقارن بين ما آل إليه أمره في ستينات القرن الماضي، حين كانت تحكمه عصابة يوليو وفارسها الديماجوجي، وبين حاله اليوم في ظل دولة حقيقية، والعالم كله يترقب بتقدير واحترام تحركات رئيسه، لإقرار السلام في المنطقة، ويهرع إليه رؤساء أكبر الدول، ليكونوا في خدمة توجهاته البناءة لشعوب المنطقة.
هي فرصة أيضاً لكي يعتبر من تنفعه العبرة من جيراننا الأعزاء في المنطقة، وبالذات المحكومين من قبل رجال العصابات الصريحين، أو رجال العصابات المتسترين في زي رجال دولة، ليروا الفارق بين مصيرنا في ظل دولة نحن فيها المقصد والمنتهى، وبين مصيرهم بين أصابع الشياطين والمغامرين.
تحية إكبار واعتزاز لسيادتكم يا سيادة الرئيس، من مواطن مصري كان ومازال وسيظل في صفوف المعارضة المصرية، التي أرجو أن تتصف في جميع فعالياتها بالعقلانية والليبرالية، وأن تضع مصر نصب عينيها أولاً وأخيراً.
[email protected]
التعليقات