لنا أن نتساءل إن لم يكن من العار أن يكون أبطال أمة، على شاكلة إرهابيي المنظمات الفلسطينية وحزب الله ومن ينهج نهجهم، فماذا يمكن أن يكون العار، الذي يمكن أن يلحق بشعب من الشعوب؟.. إذا كان منطق البشر الأسوياء يقول أنه من العار أن ينتسب أمثال هؤلاء إلى شعب يحترم نفسه ويعتز بإنسانيته، فما بالنا وقد جعلت الشعوب المسماة بالعربية، أمثال هؤلاء أبطالها ورافعي راياتها ومعقد آمالها؟!!
لا نتهم الإنسان في هذه المنطقة بهذا الاتهام الوبيل على صفة الإطلاق، بل ونزعم أن القطاع الأكبر من البشر في المنطقة، مازالوا ينتمون إلى النوع الإنساني، ولم ينحدروا بعد إلى درك الذئاب ومصاصي الدماء، ولم تنحدر قيمهم إلى هذا الدرك الأسفل من النذالة، الذي يتصف به هؤلاء الإرهابيين ومشايعيهم، لكننا نتحدث عن التوجه المعلن في جميع أجهزة الإعلام باختلاف أنواعها، وعلى ألسنة دبلوماسيي حتى أكثر الدول العربية اعتدالاً، باعتباره موقف الأمة العربية بأنظمتها وشعوبها.
هل هناك نذالة أكثر من أن تستتر عصابات بالمدنيين من أهلها، لتطلق القذائف على مدنيين أبرياء على الجانب الآخر الملقب بالعدو، وأن يكون هذا ليس فقط تكتيكهم في العمل، وإنما يعتبر استراتيجيتهم، التي أقاموا تنظيماتهم الإرهابية على أساسها؟
هل هناك نذالة أكثر من تحويلهم لأماكن عبادة الله، إلى مخازن لمتفجراتهم الدنيئة، ومنطلقات لقذائفهم، دون وازع من تقوى دينية، أو مبادئ شرف إنسانية، ثم يستديرون لتوظيف نذالتهم تلك، في حربهم الإعلامية مع عدوهم، حين يضطر لمطاردتهم في تلك الأماكن المقدسة، فيولولون ويلطمون الخدود على ما يرتكبه العدو من جرائم حرب، وممارسات لا إنسانية؟
أليس العار كل العار أن يستغل أبطالنا حتى مؤسسات الإغاثة العالمية مثل الأونروا، ويحولوا المستشفيات وسيارات الإسعاف إلى أوكار يحتمون بها ويخزنون وينقلون بها متفجراتهم، مرتدين ملابس النساء، وأزياء الأطباء والممرضات، ويطاردون الأبرياء والجرحى الذين تجيرهم تلك المؤسسة، ليندسوا بينهم هروباً من مواجهة العدو، فيجلبون خلفهم مطاردات ذلك العدو لهم، ليسقط الأبرياء صرعى، ضحية جبن ونذالة الأبطال المجاهدين الصناديد؟
أهناك ما هو أكثر خسة من موافقتنا على أن قتل الأبرياء في إسرائيل، مهمة وطنية وقومية ودينية مقدسة، يستحق من يقوم بها أن نعده بطلاً ومقاوماً، ورمزاً لعزة الأمة وكرامتها، كما تقول قنواتنا الفضائية الموتورة، ومحلليها السياسيين والعسكريين، الذين لا ندري من أي جحور عقارب تأتي بهم، ثم نعده انتصاراً أن يقتل منا مئات الأبرياء، مقابل قتل أو جرح بضعة أفراد من مدنيي العدو؟
أهناك ما هو أكثر عجباً وعاراً من أن تسلم شعوب أمرها لعصابات تشن الحروب باسمها، فيما قادة تلك المنظمات إما يقطنون في فنادق خمس نجوم في عواصم التحريض الخرساء، بمنأى عن كل خطر، أو يختبئون مع جرذانهم في شقوق الأرض، ليقتل الأبرياء وتدمر بيوتهم، وفي ذات الوقت تخرج علينا تصريحات الأنذال مؤكدة أنهم صامدون، ليتساءل أي عاقل، ماذا يعني الصمود في شرع هؤلاء، إن لم يكن يعني أنهم لا يكترثون بفناء شعوبهم، ولا بدمار مقدرات حياتها، ماداموا هم مازالوا آمنين في جحورهم، لا تكاد تطالهم يد، ويستطيعون الخروج بين الحين والآخر، لإطلاق قذيفة هزيلة، على المدنيين في صفوف العدو؟
أليس من العار أن نعيش في وسط، يندر أن نجد فيه من يتجرأ على إدانة كل هذا القدر من الخسة والنذالة، ويتجاسر على إعلان التبرؤ من تلك الآثام الحقيرة، بوضوح يرد لنا أمام العالم كرامتنا وإنسانيتنا؟
وهل هناك ما هو أكثر مدعاة للخزي، من أن يندر الرجال الشرفاء بيننا، لنجد قادتنا السياسيين والدينيين، يسارعون لتأكيد مساندتهم لجرائم هؤلاء، وكيل الاتهامات والسباب لمن يطاردهم، ليريح نفسه ويريح العالم من شرورهم؟.. يتصرف هؤلاء المدعوين قادة هكذا، ليتقوا غضب ونقمة السفهاء منا، غير عابئين بالنتائج الوبيلة التي تلحق بنا جراء أفاعيل تلك العصابات، وغير مكترثين بارتهان مصائرنا، وديمومة بقاء أرضنا كمستقعات لا نهاية لها من الدماء والوحل، طالما بقيت تلك المنظمات متغلغلة بين بسطائنا، تستدخدمهم كوقود، تبقي به نيران الكراهية والدمار مشتعلة دوماً.
لا أتصور أن مسح ذلك العار عن شعوبنا ومنطقتنا، يحتاج إلى أعداد أكبر مما هو متاح من العقلاء، فالجنون الذي يفتك بنا وبحياتنا، أوضح من أن يحتاج لقدر فوق العادة من التعقل، إنما الأصعب على المنال هو أن تدارك الأمر يحتاج إلى عدد معتبر من الشرفاء، الذين يتحلون بشجاعة تعادل حماقة الحمقى، ونذالة الأنذال في منطقتنا.. نحتاج إلى شرفاء ينتخون للشرف والإنسانية وللحياة، شرفاء ينتمون إلى الملايين من الأطفال والنساء والشباب، الذين يحبون الحياة، لهم ولجميع البشر، بل ولجميع الكائنات الحية على ظهر البسيطة، ويهبون لتوعية شعوبنا ضد ذلك السرطان الذي يسري في أجسادنا، ونحن به فرحون متهللون مصفقون.
نحتاج أن نعلن لأنفسنا أولاً، وللعالم كله ثانياً، أن هؤلاء الخارجين عن الإنسانية والشرعية، ليسوا منا ولا نحن منهم، بل هم مرض أصابنا في غفلة من الزمن، وأننا قادرون وعازمون على استئصاله، وأننا منخرطون في ركب الحضارة الإنسانية، ولسنا أعداءاً لها، أو عقبة كأداء أمام مسيرتها.
فهل يحق لنا أن نأمل في أن يظهر بيننا في الأجل المنظور، من يقوم بهذه المهمة المقدسة، وينقذ شعوبنا من أنذالها، ويمسح عنا جميعاً عار ووصمة الخسة والنذاله؟
[email protected]
لا نتهم الإنسان في هذه المنطقة بهذا الاتهام الوبيل على صفة الإطلاق، بل ونزعم أن القطاع الأكبر من البشر في المنطقة، مازالوا ينتمون إلى النوع الإنساني، ولم ينحدروا بعد إلى درك الذئاب ومصاصي الدماء، ولم تنحدر قيمهم إلى هذا الدرك الأسفل من النذالة، الذي يتصف به هؤلاء الإرهابيين ومشايعيهم، لكننا نتحدث عن التوجه المعلن في جميع أجهزة الإعلام باختلاف أنواعها، وعلى ألسنة دبلوماسيي حتى أكثر الدول العربية اعتدالاً، باعتباره موقف الأمة العربية بأنظمتها وشعوبها.
هل هناك نذالة أكثر من أن تستتر عصابات بالمدنيين من أهلها، لتطلق القذائف على مدنيين أبرياء على الجانب الآخر الملقب بالعدو، وأن يكون هذا ليس فقط تكتيكهم في العمل، وإنما يعتبر استراتيجيتهم، التي أقاموا تنظيماتهم الإرهابية على أساسها؟
هل هناك نذالة أكثر من تحويلهم لأماكن عبادة الله، إلى مخازن لمتفجراتهم الدنيئة، ومنطلقات لقذائفهم، دون وازع من تقوى دينية، أو مبادئ شرف إنسانية، ثم يستديرون لتوظيف نذالتهم تلك، في حربهم الإعلامية مع عدوهم، حين يضطر لمطاردتهم في تلك الأماكن المقدسة، فيولولون ويلطمون الخدود على ما يرتكبه العدو من جرائم حرب، وممارسات لا إنسانية؟
أليس العار كل العار أن يستغل أبطالنا حتى مؤسسات الإغاثة العالمية مثل الأونروا، ويحولوا المستشفيات وسيارات الإسعاف إلى أوكار يحتمون بها ويخزنون وينقلون بها متفجراتهم، مرتدين ملابس النساء، وأزياء الأطباء والممرضات، ويطاردون الأبرياء والجرحى الذين تجيرهم تلك المؤسسة، ليندسوا بينهم هروباً من مواجهة العدو، فيجلبون خلفهم مطاردات ذلك العدو لهم، ليسقط الأبرياء صرعى، ضحية جبن ونذالة الأبطال المجاهدين الصناديد؟
أهناك ما هو أكثر خسة من موافقتنا على أن قتل الأبرياء في إسرائيل، مهمة وطنية وقومية ودينية مقدسة، يستحق من يقوم بها أن نعده بطلاً ومقاوماً، ورمزاً لعزة الأمة وكرامتها، كما تقول قنواتنا الفضائية الموتورة، ومحلليها السياسيين والعسكريين، الذين لا ندري من أي جحور عقارب تأتي بهم، ثم نعده انتصاراً أن يقتل منا مئات الأبرياء، مقابل قتل أو جرح بضعة أفراد من مدنيي العدو؟
أهناك ما هو أكثر عجباً وعاراً من أن تسلم شعوب أمرها لعصابات تشن الحروب باسمها، فيما قادة تلك المنظمات إما يقطنون في فنادق خمس نجوم في عواصم التحريض الخرساء، بمنأى عن كل خطر، أو يختبئون مع جرذانهم في شقوق الأرض، ليقتل الأبرياء وتدمر بيوتهم، وفي ذات الوقت تخرج علينا تصريحات الأنذال مؤكدة أنهم صامدون، ليتساءل أي عاقل، ماذا يعني الصمود في شرع هؤلاء، إن لم يكن يعني أنهم لا يكترثون بفناء شعوبهم، ولا بدمار مقدرات حياتها، ماداموا هم مازالوا آمنين في جحورهم، لا تكاد تطالهم يد، ويستطيعون الخروج بين الحين والآخر، لإطلاق قذيفة هزيلة، على المدنيين في صفوف العدو؟
أليس من العار أن نعيش في وسط، يندر أن نجد فيه من يتجرأ على إدانة كل هذا القدر من الخسة والنذالة، ويتجاسر على إعلان التبرؤ من تلك الآثام الحقيرة، بوضوح يرد لنا أمام العالم كرامتنا وإنسانيتنا؟
وهل هناك ما هو أكثر مدعاة للخزي، من أن يندر الرجال الشرفاء بيننا، لنجد قادتنا السياسيين والدينيين، يسارعون لتأكيد مساندتهم لجرائم هؤلاء، وكيل الاتهامات والسباب لمن يطاردهم، ليريح نفسه ويريح العالم من شرورهم؟.. يتصرف هؤلاء المدعوين قادة هكذا، ليتقوا غضب ونقمة السفهاء منا، غير عابئين بالنتائج الوبيلة التي تلحق بنا جراء أفاعيل تلك العصابات، وغير مكترثين بارتهان مصائرنا، وديمومة بقاء أرضنا كمستقعات لا نهاية لها من الدماء والوحل، طالما بقيت تلك المنظمات متغلغلة بين بسطائنا، تستدخدمهم كوقود، تبقي به نيران الكراهية والدمار مشتعلة دوماً.
لا أتصور أن مسح ذلك العار عن شعوبنا ومنطقتنا، يحتاج إلى أعداد أكبر مما هو متاح من العقلاء، فالجنون الذي يفتك بنا وبحياتنا، أوضح من أن يحتاج لقدر فوق العادة من التعقل، إنما الأصعب على المنال هو أن تدارك الأمر يحتاج إلى عدد معتبر من الشرفاء، الذين يتحلون بشجاعة تعادل حماقة الحمقى، ونذالة الأنذال في منطقتنا.. نحتاج إلى شرفاء ينتخون للشرف والإنسانية وللحياة، شرفاء ينتمون إلى الملايين من الأطفال والنساء والشباب، الذين يحبون الحياة، لهم ولجميع البشر، بل ولجميع الكائنات الحية على ظهر البسيطة، ويهبون لتوعية شعوبنا ضد ذلك السرطان الذي يسري في أجسادنا، ونحن به فرحون متهللون مصفقون.
نحتاج أن نعلن لأنفسنا أولاً، وللعالم كله ثانياً، أن هؤلاء الخارجين عن الإنسانية والشرعية، ليسوا منا ولا نحن منهم، بل هم مرض أصابنا في غفلة من الزمن، وأننا قادرون وعازمون على استئصاله، وأننا منخرطون في ركب الحضارة الإنسانية، ولسنا أعداءاً لها، أو عقبة كأداء أمام مسيرتها.
فهل يحق لنا أن نأمل في أن يظهر بيننا في الأجل المنظور، من يقوم بهذه المهمة المقدسة، وينقذ شعوبنا من أنذالها، ويمسح عنا جميعاً عار ووصمة الخسة والنذاله؟
[email protected]
التعليقات