هي فرصة رائعة ومباركة، أن يعطي سماحة السيد حسن نصر الله بعضاً من وقته الثمين، للشعب المصري وجيشه، وأن يتفضل عليهم بفيض من بركات توجيهاته المقدسة الإلهية، فقد كان ينقصنا بالفعل سماحة السيد، ليكمل على ما تبقى منا، رغم أنه لم يتبق من الشعب المصري وحضارته الكثير، سواء الحضارة المادية التي شيدت الأهرامات، وتشيد الآن عمارات تنهار بعد شهور من تشييدها، أو من ثقافته الراقية المتسامحة والمحبة للحياة، وقد تسيد الإخوان المسلمون الآن على عقول أهلها، فلا نكاد نسمع بالساحة إلا صيحات الكراهية والموت والذبح.
ستكون بالحقيقة فرصة رائعة، لو حكَّم رئيسنا حسني مبارك عقله، أو بالأصح ألغى عقله، وقرر أن يستعير عقل السيد حسن نصر الله الإلهي، أو على الأقل يسير حسب ما يوجهه به السيد، المفوض من قبل الله، لتأسيس حزب له في جنوب لبنان، ويبدو أن الوحي قد نزل عليه، ليؤسس حزباً لله على أرض مصر، فيا ألف أهلاً وسهلاً بالمفوض الإلهي السامي، وببركاته المقدسة، التي حلت بأرض لبنان، وتوشك أن تحل بأرض مصر المحروسة.
نعرف أن رئيسنا مبارك من أصول ريفية، لذا فهو يعرف بالتأكيد أن أولياء الله سرهم باتع، كما لابد وأنه يعتنق المثل الريفي المصري القائل: quot;الشيخ البعيد سره باتعquot;، وسماحة السيد ليس فقط مجرد شيخ بعيد عادي، لكنه خليفة الله في أرض لبنان، وهي أرض بعيدة نسبياً عن ريف مصر، وبالتالي فالأصالة المصرية، ناهيك عن أصالة العروبة والتأسلم السياسي وخلافه، تفرض عليه أن يصغي لما يمليه عليه وعلينا سماحة السيد، وأن يشن حرباً مقدسة لا هوادة فيها على إسرائيل، بتوجيهات وتكتيكات تأتي إليه ساخنة وعلى الهواء مباشرة، من جحر الضبع الذي يختفي فيه سماحته في حارة حريك، أو أي حارة مقدسة أخرى في جنوب بيروت.
ولكي يكون مبارك أهلاً لتلقي توجيات سيدي نصر الله، عليه أن يعد نفسه لذلك خير إعداد، فعليه أولاً أن يغسل رأسه وعقله من كل العلوم والخبرات البالية غير المقدسة، التي حصلها وهو طيار، ثم وهو قائد لمدرسة الطيران، وأخيراً وهو قائد للقوات الجوية المصرية، وصاحب ضربة الطيران التي أفقدت الجيش الإسرائيلي اتزانه في معركة أكتوبر المجيدة.. عندها فقط سيستطيع أن يستوعب التكتيكات العبقرية والإلهية، التي تتدفق بوفرة من فم سماحة السيد.
سيكون أيضاً على قادة الجيش المصري وجنوده، أن يتخلوا عن بذلاتهم العسكرية غير المقدسة، والتي تشبه ملابس جيوش الفرنجة والصليبيين والعياذ بالله، وأن يرتدوا بذلات الجهاد السوداء ذات اللثام، فلا تبدو منهم غير عيون يقدح منها الشرر والجبن والنذالة.. وأن يتناسوا إلى الأبد القتال في ميادين قتال يواجهون فيها الأعداء، ليتعلموا قتال العدو وهم مختبئين وسط النساء والأطفال، حتى إذا ما نجح العدو الصهيوني في اكتشاف مخابئهم تحت فراش في غرفة نوم أو ما شابه، وفكر في توجيه ضربة إليهم، فإن كاميرات قناة الجزيرة ستكون عندها جاهزة وحاضرة، لتسجل جرائم إسرائيل ضد الإنسانية.
ستواجه حسني مبارك وقواد جيشه مشكلة واحدة، في حالة إصغائهم لنداء السماء، وانخراطهم جنوداً مخلصين تحت إمرة سيدي نصر الله، وهي كيفية الاتصال بسماحة السيد لتلقي توجيهاته، وهو مختبئ في جحر ذئب مجهول الموقع، ولا يستخدم شبكات الاتصالات العالمية أو اللبنانية العادية، وإنما فقط شبكته الخاصة الإلهية، والتي لم يقم مهدي عاكف حتى الآن بتوصيلها بشبكة مماثلة على أرض مصر.. وهناك حلان محتملان لهذه الإشكالية، التي تهدد الجهاد المقدس لمحو إسرائيل من على خريطة العالم، الحل الأول هو الاحتمال الكبير أن يكون سيدي نصر الله من أهل الخطوة، الذين يستطيعون الانتقال عبر المكان والزمان بصورة غير منظورة، وبسرعة الصوت والضوء معاً، وبهذا يستطيع أن يأتي إلى الجبهة المصرية، ليعطي تعليماته وتوجيهاته الاستراتيجية للقوات المصرية، ويعود سريعاً (زي السنيما) إلى جحره الأثير في جبال لبنان التعيسة بمرآى وجهه السمح، دون أن ترصد تحركاته عيون الموساد والسي أي إيه.
الحل الثاني لتحقيق التواصل مع سيدي نصر الله، في معركة العرب والمسلمين الخالدة لإبادة اليهود أعداء الله، هو الاستعانة بمن له خبرة في تحضير الأرواح، ليحضر لنا روح السيد من مخبئه، لتأتي إلى مصر في سلة أو حلة طبيخ ذات حجم مناسب لروح السيد المباركة، لتلقي علينا ما تشاء من توجيهات، ثم نصرفها بعد ذلك في أمان الله ورعايته، ولا أعتقد أننا سنجد مشكلة في العثور على من يستطيع أن يقوم بمهمة تحضير الروح المقدسة لسماحة السيد، فمازال بيننا ذلك الكاتب الكبير، الذي جعل الشعب المصري كله منذ عقود، يغلق على نفسه الغرف، ليحضر أرواح أسلافه في سلال وحلل طبيخ.
هكذا لو استمع حسني مبارك لصوت السماء الناطق بلسان سماحة سيدي نصر الله، فسوف يكون هو أيضاً صاحب نصر إلهي على إسرائيل، مماثل تماماً لذاك الذي حققه السيد على إسرائيل في صيف 2006، نعم ستكون المدن المصرية عندها قد سوي أغلبها بالأرض، كما حدث في لبنان، لكن الدولارات الإيرانية، التي لابد وستنهال عليه حينها، كفيلة بإخراج من تبقى من المصريين أحياء تحت الأنقاض، لينتظموا في مظاهرات صاخبه وحماسية، ترفع صوره بجانب صور سيدي نصر الله، وتهتف ابتهاجاً بالنصر الإلهي، وبالجهاد المقدس إلى الأبد، ضد الصهاينة والصليبيين، وكل أهل الحضارة في سائر أركان الكرة الأرضية.
وإلى أن تصغي قياداتنا المصرية لنداء الحق والواجب، ليس أمامنا نحن الشعب إلا أن نصرخ جميعاً في نفس واحد قائلين: مدد يا سيدي نصر الله مدد.
[email protected]