ذكرنى مشهد معرض كتاب القاهرة الدولى لهذا العام بمشهد السلطة، فالمعرض إختزال حى ومرئى لما يدور فى تلافيف مخ السلطة فى الخفاء، فالأمن خارج معرض الكتاب وعلى الأبواب الخارجية غاية فى الدقة والإنضباط والحرص والتوجس والتربص وتوقع الخطر وشم رائحته من على بعد الآف الأميال والتنبؤ بزلازل وبراكين المؤامرات التى تحاك فى الظلام والأيدى الخفية التى تدعبس فى دهاليز الأمن القومى، رادار أمنى منضبط لايترك شاردة أو واردة إلا وأحصاها وقاسها وعرف ماضيها وحاضرها و مستقبلها، كل باب عليه ضباط من الرجال من كافة الرتب من الملازم وحتى اللواء لتفتيش الرجال، وأيضاً ضابطات من الجنس اللطيف لتفتيش النساء، وصدرت الأوامر منذ بداية المعرض بأن يوم الجمعة الماضى إستثناء يفتتح فيه المعرض الثانية بعد الظهر حنى لاتحدث المظاهرات الروتينية المعتادة بعد صلاة الجمعة، يعنى المكان محاصر ومنضبط وأمان وزى الفل، ولكن السؤال هل مايفعله الأمن هو الأمان الحقيقى؟، وهل الأمن المركزى يغنى عن الأمن الفكرى والثقافى؟، وهل الحل فى يد وزارة الداخلية أم وزارة الثقافة أم المجتمع بأكمله؟، وهل أبواب المعرض الخارجية هى المهمة والجديرة بالحراسة أم أن مايحدث فى داخل المعرض وبعد إجتياز البوابات هو الأهم؟!!!!!.
عند دخولك الى أجنحة ودروب معرض الكتاب ستلمح مشهداً يلخص لك ماهو حال الثقافة الحقيقية، وسيجيب عن السؤال الحقيقى، ماهو المطلوب حراسته فعلاً؟، هل هو بوابة معرض الكتاب أم عقل مصر؟، ستلمح تيار التتار ينتشر كالجراد باللحى والجلاليب القصيرة فى حركة منتظمة، كراتين وأجولة تحمل أطناناً من كتب التراث الصفراء من عينة زواج الإنس من الجن وعذاب القبر والشجاع الأقرع وفرض النقاب وتكفير البشر....إلى آخر هذه القائمة، والمدهش هو أسعارها الزهيدة بالرغم من طباعتها الفاخرة وتجليدها المذهب وحجمها الضخم!!، أنا لاأطالب بمصادرة، فأنا ضد المصادرة على طول الخط، وإنما أطالب بمعركة متكافئة على الأقل، فأى كتاب من كتب التنوير والعقل فى سراى ألمانيا القاطن فى منطقة نائية فى نهاية معرض الكتاب والذى يضم دور النشر المصرية واللبنانية والسورية........التى تكتب فى المسكوت عنه من التراث بطريقة نقدية، وتتحدث عن العلم والعقل، هذه الكتب أقل سعر لأى كتاب منها يتجاوز المائة جنيه، أى مايعادل نصف مرتب كامل لموظف مصرى فى بداية السلم.
أهل التنوير فى معركة خاسرة، يحاربون بسيف خشبى هزيل أمام ترسانة من القنابل النووية الإعلامية من كتب رخيصة وفضائيات سلفية منتشرة تصرخ وتزيف الوعى وتغسل الأدمغة بفتاويها المتخلفة، أما الدولة فهى مشغولة بحراسة بوابات معرض الكتاب حتى لاتحدث هتافات مضادة للنظام، وبعد إغلاق الأبواب تنام قريرة العين مطمئنة البال أن كل شئ تمام والأمن مستتب.
[email protected]
عند دخولك الى أجنحة ودروب معرض الكتاب ستلمح مشهداً يلخص لك ماهو حال الثقافة الحقيقية، وسيجيب عن السؤال الحقيقى، ماهو المطلوب حراسته فعلاً؟، هل هو بوابة معرض الكتاب أم عقل مصر؟، ستلمح تيار التتار ينتشر كالجراد باللحى والجلاليب القصيرة فى حركة منتظمة، كراتين وأجولة تحمل أطناناً من كتب التراث الصفراء من عينة زواج الإنس من الجن وعذاب القبر والشجاع الأقرع وفرض النقاب وتكفير البشر....إلى آخر هذه القائمة، والمدهش هو أسعارها الزهيدة بالرغم من طباعتها الفاخرة وتجليدها المذهب وحجمها الضخم!!، أنا لاأطالب بمصادرة، فأنا ضد المصادرة على طول الخط، وإنما أطالب بمعركة متكافئة على الأقل، فأى كتاب من كتب التنوير والعقل فى سراى ألمانيا القاطن فى منطقة نائية فى نهاية معرض الكتاب والذى يضم دور النشر المصرية واللبنانية والسورية........التى تكتب فى المسكوت عنه من التراث بطريقة نقدية، وتتحدث عن العلم والعقل، هذه الكتب أقل سعر لأى كتاب منها يتجاوز المائة جنيه، أى مايعادل نصف مرتب كامل لموظف مصرى فى بداية السلم.
أهل التنوير فى معركة خاسرة، يحاربون بسيف خشبى هزيل أمام ترسانة من القنابل النووية الإعلامية من كتب رخيصة وفضائيات سلفية منتشرة تصرخ وتزيف الوعى وتغسل الأدمغة بفتاويها المتخلفة، أما الدولة فهى مشغولة بحراسة بوابات معرض الكتاب حتى لاتحدث هتافات مضادة للنظام، وبعد إغلاق الأبواب تنام قريرة العين مطمئنة البال أن كل شئ تمام والأمن مستتب.
[email protected]
التعليقات