نشرت صحيفة الواشنطن بوست من خلال تسريبات عن ادارة اوباما بانه يؤجل التفكيرفى فكرة حل الدولتين حاليا ويركز على بناء الثقة بين الطرفين، ولهذا قال فى مقابلة مع قناة العربية انه ارسل ميتشل ليستمع حيث أن الولايات المتحدة متهمة بأنها لا تستمع إلى شركاءها فى المنطقة، المسألة إذن استماع وامتصاص للغضب.
ميتشل نفسه صرح بعد جولته فى الشرق الأوسط بان واشنطن ملتزمة بالمشاركة بنشاط وفاعلية فى السعى للوصول إلى سلام دائم فى الشرق الاوسط، والاولوية التى اتفق عليها مع الاوربيين هى استمرار الهدنة وضمان وقف كامل ودائم لاطلاق النار بين اسرائيل والفلسطينيين.
واضح ان مستشارى اوباما قد نصحوه بالوقوف فى مربع الواقعية السياسية المتمثل فى إدارة الصراع وتهدئته بعيدا عن الوعود المحددة بل وحتى مجرد التفكير فى حل هذا الصراع المعقد.وهذا بالطبع ما اظهرته تصريحات ميتشل التى لم تتطرق إلى موضوع الدولتين الذى بات حلما صعب التحقيق،وكان ميتشل دقيقا فى قوله بان الولايات المتحدة ملتزمة بالسعى للوصول إلى سلام دائم فى الشرق الاوسط... والسعى مسألة تختلف عن الالتزام، فهى تسعى ولكن ليس عليها التزام بتحقيق نتائج محددة، وبعض الكلام العابر عن حل الدولتين يأتى فى اطار عمليات التهدئة وليس اكثر.
الحديث عن سلام دائم فى الشرق الاوسط هو كلام اقرب إلى الوهم منه إلى الحقيقة، فلا احد يريد السلام فى الشرق الاوسط او يسعى اليه بجدية.
ولكن الاخطر من ذلك ان القراءة السياسية للمنطقة تقول ان الشرق الاوسط ينتظر حربا وليس سلاما.
فاولا، هناك حرب باردة حقيقية مندلعة الآن بين محور راديكالى بقيادة ايران الشيعية ومحور تقليدى بقيادة السعودية السنية. ورغم ان هناك الكثير من السنة يندرجون تحت المحور الشيعى إلا انه لا يوجد شيعة يتحالفون مع المحور السنى.المحور الراديكالى يعتمد استراتيجية واضحة وهى تحقيق اهدافه عن طريق نشر الفوضى فى المنطقة، واهداف هذا المحور هى اهداف ايرانية بالدرجة الاولى رغم توافقها مع اهداف بعض الحركات الراديكالية فى المنطقة، فى حين ان المحور التقليدى يعمل جاهدا على بقاء الاوضاع مستقرة وراكدة. وهذه الحرب بدأت ولم تنته بعد. وسيصاحب هذه الحرب اغتيالات لرموز معروفة فى المحور التقليدى، وعلى كبار المسئولين فى مصر والسعودية والاردن ولبنان ودولة الامارات والسلطة الفلسطينية التعامل مع موضوع هذه الاغتيالات بجدية، فالكثير منهم مستهدف حقيقة... ونرجو الا يخرج علينا الغوغاء وقتها ليقولوا لنا ان اسرائيل هى التى اغتالت. وقد جمعنى مؤخرا عشاء مع رئيس مركز دراسات معروف فى واشنطن وسياسى بارز سابقا وقال لى ان المسرح فى الشرق الاوسط معد لاغتيالات سياسية سوف تنفذ من قبل ايران وحلفاءها ضد رموز من محور الاعتدال العربى.فى الحروب الباردة يكون للعمل السرى والمخابراتى دور رئيسى فيها، ومن هنا فان على مخابرات مصر والاردن والسعودية، وهى اجهزة تصنف عالميا بانها قوية وشرسة، ان تنشط وتستيقظ وتبتعد عن مطاردة المعارضين الشرفاء او نشطاء الاقليات الوطنيين المسالمين وتتجه نحو الخطر الحقيقى والداهم القادم من ايران وحلفاءها من الجماعات الاسلامية الراديكالية، وتكون على مستوى هذه التحديات.
يمكن قراءة حرب حزب الله عام 2006 وحرب غزة 2008 من زاوية تسخين المنطقة ونشر الفوضى فيها، وهذه الحروب ليست إلا حلقات فى مسلسل طويل يتوقع ان ينتهى بحرب واسعة تعيد ترتيب المعادلات فى الشرق الاوسط كله، ولهذا ليس بمستغرب ان يطالب المرشد الاعلى خامنئى من تابعه خالد مشعل بان يستعد لحرب جديدة فى غزة.
لقد وصل الصراع والتناقض فى الاهداف فى الشرق الاوسط لدرجة ان الوضع يتجه الى حرب واسعة لحل هذا التناقض، وهذا التناقض الاخير ليس بين اسرائيل والعرب ولكن بين هذه المحاور المتصارعة، ولكن لا مانع من ركوب قضية فلسطين لتكون مطية شرعية لمحور الفوضى تبرر له محاولاته التخريبية فى المنطقة.
ومن ناحية اخرى لا يوجد احد يرغب فى السلام ويسعى اليه ويضمن استمراره وحمايته إذا حدث، فالعاهل السعودى الذى طرح مبادرته على الصحفى الامريكى توماس فريدمان فى فبراير عام 2002 وبعد ذلك اعتمدتها قمة بيروت فى نفس السنة هو نفسه لم يستطع ضمان وحماية اتفاق مكة، الذى وقع بين حماس وفتح فى فبراير 2007، لعدة اسابيع. فاذا كان لم يستطع حماية اتفاق بين الفرقاء رغم سخاء الدفع لمدة شهرين فكيف يمكن له ان يحمى اتفاقا كبيرا بالشكل الذى طرحه فى مبادرته؟. كما ان العاهل السعودى ذاته ومعه الرئيس المصرى حسنى مبارك هم الذين ضغطوا على عرفات للامتناع عن توقيع اتفاقية كامب ديفيد الثانية فى نهاية رئاسة بيل كلينتون.
كما ان مصر شريك بشكل رئيسى فى مسالة انفاق رفح، وقد اعترف دكتور عبد المنعم سعيد مدير مركز الاهرام للدراسات بأننا نتحمل بعض المسئولية عن هذه الانفاق، وقد اعترف ايضا اللواء محمود خلف مستشار اكاديمية ناصر العسكرية فى برنامج البيت بيتك على الفضائية المصرية بانه يوجد حوالى 2000 نفق تصل رفح المصرية برفح فى غزة، ولا يعقل ان تحفر كل هذه الانفاق بدون علم مصر، بل وفى اطار الحروب بين المحاور نطقت مصر عبر مسئوليها بانها لم تفرط ابدا فى حقوق الفلسطينيين ومنعت عرفات من توقيع اتفاقية كامب ديفيد الثانية.. وهى امور كانت تنكرها مصر باستمرار.
مصر هنا تعترف بعد انكار طويل، لما هو معلوم بالضرورة، بمسئوليتها عن تعطيل عرفات ومسئوليتها الجزئية عن انفاق رفح. والحقيقة انه لا توجد مصلحة لمصر من وجود سلام دائم بين الفلسطينيين والاسرائيليين،فالورقة الرئيسية التى تمسكها مصر الرسمية وتمنح مصر ثقلا دوليا هو دورها كوسيط بين الاطراف المتصارعة.. وبدورها تحرص مصر على استمرار هذه الوساطة بلا توقف، بما يعنى التدخل لتبريد الصراع عند اشتعاله دون رغبة حقيقية بالمساعدة فى الحل النهائى.
حركة حماس ايضا لا تعرف معنى السلام ولا تريده ولن تحترم اى سلام. ورجال عرفات الفسدة، الذى ورثهم ابو مازن، امتلأت جيوبهم بالملايين من وراء قضية فلسطين، وبنهاية القضية ستنتهى الفرخة التى تبيض لهم ذهبا.
الاطراف العربية جميعها تتاجر بقضية فلسطين للحصول على شرعية داخلية عند شعوبها، او للتغطية على فساد انظمة فاحت رائحتها وزكمت الانوف، او للحصول على مكانة دولية تستمدها من الوساطة، او للسعى للحصول على مكانة دولية عبر تفجير المشكلة كما تحاول ان تفعل سوريا وايران.
على الطرف الاخر فان اسرائيل لا تريد هذا السلام ولا تثق فيه ولا تعمل من آجله ولا تخطط مستقبل دولتها وفى حساباتها هذا السلام العربى غير المضمون، فالمبادرة العربية صفقة خاسرة وغير مضمونة لاسرائيل ولا تأصل لسلام حقيقى يستمر ويعيش... ولو كانت اسرائيل تحرص على السلام وتتوقعه لما استمرت فى الاستيطان الذى غير معالم الجغرافيا وعقد الامور كثيرا على الارض وجعل حل الدولتين اقرب إلى المستحيل، فمنذ اتفاق اوسلو زادت المستوطنات اكثر من الضعف لتصل الان الى حوالى 230 مستوطنة يسكنها 275 الف نسمة.
ولهذا عاد توماس فريدمان مرة اخرى فى عموده بنيويورك تايمز بتاريخ 28 يناير 2009 إلى اقتراح بتعديل مبادرة الملك عبد الله، والذى يرى انها لا تصلح الآن لاقامة سلام سوف يستمر، ونشر بمقالته خطة متكاملة ومتوازنة تشمل اتفاقية بين خمس دول هى اسرائيل من ناحية وكل من السعودية ومصر والاردن والسلطة الفلسطينية من ناحية اخرى وسماها quot; حل الخمس دولquot;.
The Five State Solution for Arab-Israeli Peace
ووضع التزامات محددة على كل هذه الاطراف،حيث ان الطرف الفلسطينى لا يستطيع ولا يضمن حماية اى اتفاقية سلام. واقترح فريدمان ايضا فترة لبناء الثقة قبل توقيع هذه الاتفاقية تستمر خمسة اعوام. الغريب ان الصحف العربية التى تترجم بانتظام مقالات فريدمان امتنعت عن ترجمة هذه المقالة الهامة لانها تضع مسئوليات محددة وواضحة على الاطراف الرئيسية فى المنطقة اذا كانت تريد سلام حقيقى... ولكن للاسف لا احد يريد هذا السلام الحقيقى.
خلاصة القول ان السلام بعيد المنال فى الشرق الاوسط، اما الفوضى والحروب فهى الاقرب من حيث قراءة الاوضاع المستقبلية للمنطقة.. وعلى الجميع الاستعداد من الآن لهذه الاحتمالات المزعجة.
ميتشل نفسه صرح بعد جولته فى الشرق الأوسط بان واشنطن ملتزمة بالمشاركة بنشاط وفاعلية فى السعى للوصول إلى سلام دائم فى الشرق الاوسط، والاولوية التى اتفق عليها مع الاوربيين هى استمرار الهدنة وضمان وقف كامل ودائم لاطلاق النار بين اسرائيل والفلسطينيين.
واضح ان مستشارى اوباما قد نصحوه بالوقوف فى مربع الواقعية السياسية المتمثل فى إدارة الصراع وتهدئته بعيدا عن الوعود المحددة بل وحتى مجرد التفكير فى حل هذا الصراع المعقد.وهذا بالطبع ما اظهرته تصريحات ميتشل التى لم تتطرق إلى موضوع الدولتين الذى بات حلما صعب التحقيق،وكان ميتشل دقيقا فى قوله بان الولايات المتحدة ملتزمة بالسعى للوصول إلى سلام دائم فى الشرق الاوسط... والسعى مسألة تختلف عن الالتزام، فهى تسعى ولكن ليس عليها التزام بتحقيق نتائج محددة، وبعض الكلام العابر عن حل الدولتين يأتى فى اطار عمليات التهدئة وليس اكثر.
الحديث عن سلام دائم فى الشرق الاوسط هو كلام اقرب إلى الوهم منه إلى الحقيقة، فلا احد يريد السلام فى الشرق الاوسط او يسعى اليه بجدية.
ولكن الاخطر من ذلك ان القراءة السياسية للمنطقة تقول ان الشرق الاوسط ينتظر حربا وليس سلاما.
فاولا، هناك حرب باردة حقيقية مندلعة الآن بين محور راديكالى بقيادة ايران الشيعية ومحور تقليدى بقيادة السعودية السنية. ورغم ان هناك الكثير من السنة يندرجون تحت المحور الشيعى إلا انه لا يوجد شيعة يتحالفون مع المحور السنى.المحور الراديكالى يعتمد استراتيجية واضحة وهى تحقيق اهدافه عن طريق نشر الفوضى فى المنطقة، واهداف هذا المحور هى اهداف ايرانية بالدرجة الاولى رغم توافقها مع اهداف بعض الحركات الراديكالية فى المنطقة، فى حين ان المحور التقليدى يعمل جاهدا على بقاء الاوضاع مستقرة وراكدة. وهذه الحرب بدأت ولم تنته بعد. وسيصاحب هذه الحرب اغتيالات لرموز معروفة فى المحور التقليدى، وعلى كبار المسئولين فى مصر والسعودية والاردن ولبنان ودولة الامارات والسلطة الفلسطينية التعامل مع موضوع هذه الاغتيالات بجدية، فالكثير منهم مستهدف حقيقة... ونرجو الا يخرج علينا الغوغاء وقتها ليقولوا لنا ان اسرائيل هى التى اغتالت. وقد جمعنى مؤخرا عشاء مع رئيس مركز دراسات معروف فى واشنطن وسياسى بارز سابقا وقال لى ان المسرح فى الشرق الاوسط معد لاغتيالات سياسية سوف تنفذ من قبل ايران وحلفاءها ضد رموز من محور الاعتدال العربى.فى الحروب الباردة يكون للعمل السرى والمخابراتى دور رئيسى فيها، ومن هنا فان على مخابرات مصر والاردن والسعودية، وهى اجهزة تصنف عالميا بانها قوية وشرسة، ان تنشط وتستيقظ وتبتعد عن مطاردة المعارضين الشرفاء او نشطاء الاقليات الوطنيين المسالمين وتتجه نحو الخطر الحقيقى والداهم القادم من ايران وحلفاءها من الجماعات الاسلامية الراديكالية، وتكون على مستوى هذه التحديات.
يمكن قراءة حرب حزب الله عام 2006 وحرب غزة 2008 من زاوية تسخين المنطقة ونشر الفوضى فيها، وهذه الحروب ليست إلا حلقات فى مسلسل طويل يتوقع ان ينتهى بحرب واسعة تعيد ترتيب المعادلات فى الشرق الاوسط كله، ولهذا ليس بمستغرب ان يطالب المرشد الاعلى خامنئى من تابعه خالد مشعل بان يستعد لحرب جديدة فى غزة.
لقد وصل الصراع والتناقض فى الاهداف فى الشرق الاوسط لدرجة ان الوضع يتجه الى حرب واسعة لحل هذا التناقض، وهذا التناقض الاخير ليس بين اسرائيل والعرب ولكن بين هذه المحاور المتصارعة، ولكن لا مانع من ركوب قضية فلسطين لتكون مطية شرعية لمحور الفوضى تبرر له محاولاته التخريبية فى المنطقة.
ومن ناحية اخرى لا يوجد احد يرغب فى السلام ويسعى اليه ويضمن استمراره وحمايته إذا حدث، فالعاهل السعودى الذى طرح مبادرته على الصحفى الامريكى توماس فريدمان فى فبراير عام 2002 وبعد ذلك اعتمدتها قمة بيروت فى نفس السنة هو نفسه لم يستطع ضمان وحماية اتفاق مكة، الذى وقع بين حماس وفتح فى فبراير 2007، لعدة اسابيع. فاذا كان لم يستطع حماية اتفاق بين الفرقاء رغم سخاء الدفع لمدة شهرين فكيف يمكن له ان يحمى اتفاقا كبيرا بالشكل الذى طرحه فى مبادرته؟. كما ان العاهل السعودى ذاته ومعه الرئيس المصرى حسنى مبارك هم الذين ضغطوا على عرفات للامتناع عن توقيع اتفاقية كامب ديفيد الثانية فى نهاية رئاسة بيل كلينتون.
كما ان مصر شريك بشكل رئيسى فى مسالة انفاق رفح، وقد اعترف دكتور عبد المنعم سعيد مدير مركز الاهرام للدراسات بأننا نتحمل بعض المسئولية عن هذه الانفاق، وقد اعترف ايضا اللواء محمود خلف مستشار اكاديمية ناصر العسكرية فى برنامج البيت بيتك على الفضائية المصرية بانه يوجد حوالى 2000 نفق تصل رفح المصرية برفح فى غزة، ولا يعقل ان تحفر كل هذه الانفاق بدون علم مصر، بل وفى اطار الحروب بين المحاور نطقت مصر عبر مسئوليها بانها لم تفرط ابدا فى حقوق الفلسطينيين ومنعت عرفات من توقيع اتفاقية كامب ديفيد الثانية.. وهى امور كانت تنكرها مصر باستمرار.
مصر هنا تعترف بعد انكار طويل، لما هو معلوم بالضرورة، بمسئوليتها عن تعطيل عرفات ومسئوليتها الجزئية عن انفاق رفح. والحقيقة انه لا توجد مصلحة لمصر من وجود سلام دائم بين الفلسطينيين والاسرائيليين،فالورقة الرئيسية التى تمسكها مصر الرسمية وتمنح مصر ثقلا دوليا هو دورها كوسيط بين الاطراف المتصارعة.. وبدورها تحرص مصر على استمرار هذه الوساطة بلا توقف، بما يعنى التدخل لتبريد الصراع عند اشتعاله دون رغبة حقيقية بالمساعدة فى الحل النهائى.
حركة حماس ايضا لا تعرف معنى السلام ولا تريده ولن تحترم اى سلام. ورجال عرفات الفسدة، الذى ورثهم ابو مازن، امتلأت جيوبهم بالملايين من وراء قضية فلسطين، وبنهاية القضية ستنتهى الفرخة التى تبيض لهم ذهبا.
الاطراف العربية جميعها تتاجر بقضية فلسطين للحصول على شرعية داخلية عند شعوبها، او للتغطية على فساد انظمة فاحت رائحتها وزكمت الانوف، او للحصول على مكانة دولية تستمدها من الوساطة، او للسعى للحصول على مكانة دولية عبر تفجير المشكلة كما تحاول ان تفعل سوريا وايران.
على الطرف الاخر فان اسرائيل لا تريد هذا السلام ولا تثق فيه ولا تعمل من آجله ولا تخطط مستقبل دولتها وفى حساباتها هذا السلام العربى غير المضمون، فالمبادرة العربية صفقة خاسرة وغير مضمونة لاسرائيل ولا تأصل لسلام حقيقى يستمر ويعيش... ولو كانت اسرائيل تحرص على السلام وتتوقعه لما استمرت فى الاستيطان الذى غير معالم الجغرافيا وعقد الامور كثيرا على الارض وجعل حل الدولتين اقرب إلى المستحيل، فمنذ اتفاق اوسلو زادت المستوطنات اكثر من الضعف لتصل الان الى حوالى 230 مستوطنة يسكنها 275 الف نسمة.
ولهذا عاد توماس فريدمان مرة اخرى فى عموده بنيويورك تايمز بتاريخ 28 يناير 2009 إلى اقتراح بتعديل مبادرة الملك عبد الله، والذى يرى انها لا تصلح الآن لاقامة سلام سوف يستمر، ونشر بمقالته خطة متكاملة ومتوازنة تشمل اتفاقية بين خمس دول هى اسرائيل من ناحية وكل من السعودية ومصر والاردن والسلطة الفلسطينية من ناحية اخرى وسماها quot; حل الخمس دولquot;.
The Five State Solution for Arab-Israeli Peace
ووضع التزامات محددة على كل هذه الاطراف،حيث ان الطرف الفلسطينى لا يستطيع ولا يضمن حماية اى اتفاقية سلام. واقترح فريدمان ايضا فترة لبناء الثقة قبل توقيع هذه الاتفاقية تستمر خمسة اعوام. الغريب ان الصحف العربية التى تترجم بانتظام مقالات فريدمان امتنعت عن ترجمة هذه المقالة الهامة لانها تضع مسئوليات محددة وواضحة على الاطراف الرئيسية فى المنطقة اذا كانت تريد سلام حقيقى... ولكن للاسف لا احد يريد هذا السلام الحقيقى.
خلاصة القول ان السلام بعيد المنال فى الشرق الاوسط، اما الفوضى والحروب فهى الاقرب من حيث قراءة الاوضاع المستقبلية للمنطقة.. وعلى الجميع الاستعداد من الآن لهذه الاحتمالات المزعجة.
يمكن الرجوع كذلك الى مقالنا فى نوفمبر 2007 حول مسئولية مصر عن انفاق غزة عبر هذا الرابط
http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2007/11/282024.htm?sectionarchive=ElaphWriter
التعليقات