علي رياح صحافي رياضي، وزميل مجتهد لا يعرف الملل أو الكلل إلى قلبه طريقاً. متابع من طراز رفيع وعاشق متيّم لعمله الصحافي حتى النخاع.

عشقه الأبدي لعمله الصحافي لا ينتهي، مع نعومة أظفاره عشق عمله وأبدع فيه، ويرى نفسه فيه أكثر من غيره.. وسبق له أن سلك هذا الطريق وبحب كبير.

وهو إعلامي عراقي نشط ومثابر، طالما يحمل مطفأة ويكون في مواجهة حرائق الخلاف، لكنه في كثير من الأحيان يختار صفيحة البنزين مدفوعاً بالرغبة في الانتشار حتى ولو كان ذلك نتيجة لنشر النار في الهشيم!

وكصحافي يظل وسيلة إيجابية لإنارة الزوايا المظلمة وهو ما اعتاد عليه. وكم من الناس تتابع وتقرأ وتشاهد بصرف النظر عن المضمون.. وبغض النظر عن الهدف الأساس الذي ينبغي لأية وسيلة إعلامية أن تمارسه وهو تسليط الضوء على المشكلة والعمل على إيجاد الحلول لها بكل الصبر والمثابرة وبكل القدرة على الاقناع والحرص على تلافي الأضداد.

ويؤكد الزميل رياح أنه ليس بالضرورة على الصحافة، في كل حين وتحت أي ظرف، أن تنزل إلى مستوى إدراك الناس وأعمالهم ورغباتهم مهما تدنـّت لدى القليل أو الكثير منهم، كي تحظى بالرضا والقبول؟

فالصحافة إن فعلت ذلك تحوّلت إلى أداة تزيد التدنّي تدنياً، فتجد نفسها في خاتمة المطاف وقد هبطت بشكلها ومضمونها إلى مستوى ذلك المغنّي ـ ولا أقول المطرب ـ الذي يردّد الجمل الهابطة والكلمات الركيكة تواصلاً وانسجاماً مع ما يريده أصحاب (الأذواق) الرديئة ممن يشكلون فريقاً عريضاً للأسف الشديد، لكن ذلك لا يعني بالقطع أنه الفريق الذي يمتلك الذائقة!

إنَّ الصحافة، كما يؤكد الزميل رياح أنها أداة للبناء حتى لو استباحها محدثو النعمة من أصحاب الأموال، وشذّاذ الآفاق، ومتصيدو الأرزاق في أوقات الشدّة والأزمة وأنصاف الأمّيين، وهذا الدور يُملي عليها ـ حسبما نرى ـ أن تكون لينة حيناً وقاسية في أحيان أخرى، حتى لو جرت كلماتها مجرى مشرط الجرّاح في قلوب الناس... فالصحفي قد لا يجد غير التناول الصادم يهزّ به الأفكار والعقول والضمائر قبل أن تستشري الأمراض والأوبئة وقبل أن يصل الحال إلى نقطة اللارجوع واللاحل.

وقد يتهم البعض الصحافة الصريحة الموضوعية بالقسوة، لكنها ليست كذلك، فهي صحافة لا تجري وراء مصلحة ذاتية أو خاصة، ولا تريد الانتقاص من فكر أو شخص أو مشروع من أجل إعلاء فكر أو شخص أو مشروع مقابل قد يتصور البعض أنها تتبناه... وعلى العكس من ذلك نحن على قناعة راسخة بأن الصحفي يجب أن يسعى إلى كشف الحقيقة مهما كلفه ثمن ذلك، لا أن يجلس على التل انتظاراً لما سيؤول إليه مجرى الأحداث... إنها مهمة صعبة قد تجد الرفض لدى فئة المصالح الضيقة، لكنها تجد القبول حتماً لدى الناس حين يتأكدون أن إحساسهم الأولي بشعور الصدمة أنفع وأجدى من ترضيتهم بكلمات هابطة فيها الكثير من الزيف والمجاملة!

وعن الصحافي ودوره في كشف الحقيقة وتغيير الواقع، يشير الزميل علي رياح إلى أن الصحفي قد يكتب ما لا يريده الناس للوهلة الأولى، في مسعى منه لقول كلمته في أوانها، لعل الأيام بعد ذلك تثبت سلامة نيته وصدق مفرداته... وخير للصحفي أن يجد نفسه وقد غادر ميداناً أو موقعاً لأنه لا يستطيع أن يغير قناعاته، فهو يخلص دوماً للمهنة ولا يتوجب عليه أن يرفع سيفه دوماً للدفاع عن أصحاب الأموال إذا كانت مواقفهم متذبذبة وركيكة ومتبدلة وساذجة، لا لون لها ولا طعم، وهنا يجدر بالصحفي أن يحمل قلمه ويرحل صوب محطة أخرى في رحلة مهنية ستنتهي حين يشاء الله!

فالصحفي مطالب بأن يكون أداة للتغيير نحو الأحسن... هو الذي يرسم للجميع بشائر المستقبل... وهذه ليست مثالية مفرطة، إنما هي الحقيقة حتى لو لم نتمثلها أحياناً في عملنا... فمن واجب الصحفي أن يُسهم في التغيير نحو الأفضل... ذلك صعب حتماً ولكنه ممكن... غير أن من المستحيل حتماً أن يتمكن الصحفي من جعل (الذيل) قطباً ولو بكل أقلام الدنيا... وأموالها!

فالزميل علي رياح، يُعد من القامات الإعلامية العربية المتفرّدة التي أثبتت مكانتها على الساحة الرياضية، وعمق الدور الذي لعبه، ليس مستوى التغطيات المحلية والعربية فحسب كمنتج للبرامج الرياضية ومعدلها، وإنما ما أتحف به المكتب العربية من مؤلفات كثيرة أغنى بها المكتبة الرياضية، ابتداء من عام 1986 وظلت مرجعاً مهماً لها، ومن أهم مؤلفاته: "مباريات على الورق"، "ذهاب وإياب"، "مؤيد البدري .. ذكرى وذاكرة"، "كرة القلم"، "أيام الكرة العراقية". وفي الطريق له مؤلفان جديدان: "وقائع منسية من تاريخ الكرة العراقية"، و"النورس.. وأنا"، عن النجم الراحل أحمد راضي.

الزميل علي رياح وجه محبب، ومقبول من قبل الجميع، رجل متسامح مع كل من عرفه عن كثب. مهذب، نقي السريرة، يعامل الناس بكل ود وصدق واحترام، دقيق في مواعيده، ومحبوب من قبل زملائه، وسبق أن عمل كمنتج برامج الدورة الآسيوية التي أقيمت في قطر 2006، ومشاركاته في تغطية العشرات من الأحداث الرياضية العربية والآسيوية، والعالمية منذ عام 1985 ويعد الزميل علي رياح ثاني أفضل إعلامي رياضي في الوطن العربي لعام 2010 بموجب استفتاء موقع كووورة، وأفضل صحفي رياضي عراقي للأعوام 2012- 2013 – 2015 – 2016 – 2018 في استفتاء موقع كووورة عراقية، وحائز على جائزة أفضل إعلامي رياضي عراقي لعام 2015، استفتاء قناة البغدادية. واختير كأفضل إعلامي رياضي في العام 2023 استفتاء وكالة الراصد الإعلامية، وسبق للزميل الصحافي الأنيق علي رياح أن حصل على وسام الإبداع للإعلام الرياضي العربي لعام 2016 ـ الجزائر.