هل يمكن أن تكون ثروته قد بلغت المليار يورو؟ قد يكون، ولكن هذا ليس مهماً على وجه الدقة، لأن كيليان مبابي نجم ريال مدريد الجديد سوف يبلغ المليار قريباً إن لم يكن مليارديراً الآن، المهم في الأمر أنه يملك عقلية وروحاً وقلباً ليس سهلاً العثور عليه في عالم اللاعبين المحترفين في الوقت الراهن، فهناك العشرات من النجوم الذين يملكون عقلية الأداء المبهر داخل الملاعب والساحات الرياضة، ولكنهم لا يملكون الروح الانسانية.

حاولوا تجميدي ولكن!
مبابي قالها بكل وضوح عقب الإعلان عن التوقيع الرسمي لريال مدريد قبل الثلاثاء، في إطار حديثه عن الضغوط التي حاصرته في أيامه الأخيرة مع باريس سان جيرمان، فقد كان هناك ما يشبه الحصار عليه، ومحاولة تجميده وعدم منحه الفرصة للعب، وهذا الأمر لو تعلمون من شأنه التأثير في مستقبل اللاعب القريب على الأقل.

توقفوا عن الشكوى
وقال مبابي إنه شعر بالضغوط، وأكمل: "ولكنها ضغوط لا تقارن بتلك التي يعيشها عمال المصانع الذين يحصلون على أجور منخفضة قياساً بجهدهم، في النهاية أنا لاعب كرة قدم وأحصل على الكثير من المال، ولا يحق لي الشكوى مقارنة مع هؤلاء".

تربيتي هكذا
وأكد أنه تربى على هذه الرؤية، وتلك النظرة للحياة عموماً، مما يعني أن رسالته لأثرياء الرياضة وكرة القدم أن يتوقفوا عن الشكوى، ومن الثابت أن مبابي تبرع بمكافأة الفوز بمونديال 2018 للأطفال المرضى في فرنسا، وتبلغ قيمة هذه المكافأة 440 ألف يورو، كما تبرع بمبلغ 34 ألف يورو لجهود البحث عن طائرة اللاعب سالا الذي اختفت به الطائرة عام 2019، وغيرها الكثير من أوجه عمل الخير.

ملهم على طريق الخير
مبابي عملة نادرة على المستوى الانساني، صحيح أن هناك بعض من نجوم كرة القدم والرياضة يملكون هذه الروح الانسانية ، ولكنهم ليسوا بالنسبة المتوقعة، كما أن هذا النجم الفرنسي على وجه التحديد ليس في نهاية مسيرته الكروية، بل هو شاب صغير يعيش زهوة النجومية، وعلى الرغم من ذلك يملك هذه الروح الرائعة، والفكر الانساني، والأمر هنا لا يتوقف على ما يتبرع به، بل إنه أقرب إلى الملهم، وحينما يستمع المشاهير والأثرياء، بل والجماهير العادية لكلماته التي تتحدث عن الجوانب الانسانية، فإن تأثير هذه الكلمات سوف يترجم إلى "خير عميم".