نعم.. ماذا لو كان كيفين دي بروينه إسبانياً؟ من جديد نتعاطف مع المواهب الخارقة التي ظلمتها جنسيتها، فالمنتخب البلجيكي يظل بلا هوية كروية حقيقية، ولا يمكنك أن تقول أن لديه تقاليد كروية عتيقة وملهمة مثل إسبانيا أو ألمانيا مثلاً.

العناصر الفردية في المنتخب البلجيكي، يمكن القول إنهم من بين الأفضل عالمياً، ولكن لم يسبق لهم تقديم الأداء الجماعي المقنع، وفي غالبية مبارياتهم تشعر وكأنهم أتوا رغماً عنهم لتمثيل بلجيكا.

موهبة دي بروينه
على أي حال نحن هنا بصدد الحديث عن أحد أفضل المواهب في العالم في العقد الأخير، وهو كيفين دي بروينه، أو كما يحلو للميديا العربية أن تطلق عليه "دي بروين"، والذي لا يوحد له مثيل في عالم كرة القدم في الوقت الراهن في دقة التمرير العرضي، والجمع بين الدور الدفاعي والهجومي، وعبقرية التسديد، والتقدم من أجل هز الشباك حينما يستعصي الأمر على فريقه مان سيتي، على الرغم من أنه ليس مهاجماً.

من جديد.. ماذا لو كان دي بروينه اسبانياً؟ ببساطة كان بمقدوره أن يضيف الكثير لمنتخب متألق مثل المنتخب الاسباني، والأهم من ذلك أنه كان سيصنع تاريخاً كروياً لم يحققه، وعلى الأرجح سوف يعتزل قبل أن يحققه مع بلجيكا.

ظالم أم مظلوم؟
قد يقول البعض أن دي بروينه بموهبته الاستثنائية هو الذي ظلم بلجيكا، لأنه لم يمنحها الكثير، والحقيقة أن هذه المعادلة تظل محيرة وحائرة، فقد كان ميسي متهماً طوال الوقت أنه لا يتوهج مع الأرجنتين مثلما كان يفعل مع برشلونة.

بالطبع لا توجد ردود شافية مقنعة في هذه المعضلة، لماذا يتألق بعض النجوم مع الأندية أكثر من المنتخبات؟ وملخص القول إن التناغم بين اللاعبين في الأندية أفضل منه في المنتخبات، وقدرات الأندية الكبيرة تفوق قدرات المنتخبات، فمن ينكر أن مان سيتي أفضل كثيراً من منتخب بلجيكا مثلاً، على مستوى الأداء الجماعي والتناغم على الأقل.

الجانب العكسي من المعادلة
أريد أن أرى الجانب العكسي من معادلة اللاعب الموهب الذي لا يتوهج مع منتخب بلاده "المتواضع" ويبدع مع النادي الذي ينتمي له، وأقولها بوضوح.. وماذا لو كان دي بروينه اسبانياً؟ من المؤكد أنه سيكون أكثر ابداعاً وتألقاً وتأثيراً، لأن كرة القدم في نهاية المطاف "لعبة جماعية"، ووجوده مع كيان كروي كبير ومتناغم مثل اسبانيا، سوف يدفعه للتألق، فضلاً عن أنه سيحقق الكثير من البطولات والانجازات، ولكنه بلجيكي وسيظل كذلك، ولن يحظى بالرضا من جماهير بلجيكا أبداً.