تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة برئاسة مسعود پزشکیان، في ظل هيمنة علي خامنئي على العمليات الرئيسية في البلاد، تعكس السيطرة الكاملة لولي الفقيه على الشؤون التنفيذية والتشريعية في الجمهورية الإسلامية. اختيار أعضاء الحكومة، الذي تم علنياً تحت إشراف وتأكيد علي خامنئي، يبرز الحقيقة أن پزشکیان، في الواقع، هو مجرد قطعة شطرنج في لعبة أكبر يديرها ولي الفقيه.

الحكومة التي أنشأها خامنئي
وفقًا للتصريحات الرسمية لجواد ظريف، وزير الخارجية السابق، وتصريحات خامنئي، من الواضح تمامًا أن الحكومة الجديدة تشكلت مباشرة تحت إشراف الولي الفقيه. ظريف، الذي بدا في البداية غير راضٍ عن الحكومة، عاد فجأة إلى منصب نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية. هذه الخطوة، التي تعكس حيلة سياسية، تشير إلى سياسات خامنئي التحكمية التي تهتم حتى بأدق التفاصيل. وقد أعلن ظريف علنًا في رسالة أنه بناءً على الأمر الكتابي للرئيس، سيواصل عمله، بينما انتقدت صحيفة كيهان التابعة لخامنئي في مقالها بعنوان "بعض أوجه عدم الصدق في تصرفات ظريف" هذه التغييرات.

اللعبة المزدوجة بين خامنئي وپزشکیان
الإعلان عن الحكومة الجديدة مع ادعاء استقلال پزشکیان وفي نفس الوقت تأكيد خامنئي الإشراف الكامل عليه، أظهر المؤسسات الحكومية وكأنها متناقضة ومتعارضة مع بعضها البعض. خامنئي دافع رسميًا عن حكومة پزشکیان ووصفها بأنها "نجاح كبير". في هذه الأثناء، تحدث پزشکیان علنًا عن كيفية اختيار الوزراء والتنسيق مع ولي الفقيه، مما يبدو أنه يعكس أن التصريحات العلنية ليست سوى جزء من استراتيجية لإبعاد الانتباه عن الحقائق الكامنة خلف الكواليس.

كيهان ومحاولة التستر على الحقيقة
صحيفة كيهان، المرتبطة بخامنئي، حاولت من خلال تحليلاتها الخاصة التستر على الحقائق الكامنة وراء الكواليس. في مقالاتها، انتقدت الصحيفة وزير الخارجية والحكومة وضمنيًا سعت إلى تقويض شرعية اختيارات پزشکیان. في مقالها اليومي، انتقدت كيهان عباس عراقجي، وزير الخارجية، لعدم وضوحه في مسألة الاتفاق النووي، مما يعكس جهود كيهان للحفاظ على المظاهر وإخفاء الحقائق السياسية.

ردود الفعل على الفضيحة السياسية
بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها پزشکیان في البرلمان، التي أكدت بشكل علني سيطرة خامنئي على اختيارات الحكومة، كانت هناك انتقادات شديدة من قبل مؤيدي النظام ووسائل الإعلام المرتبطة به. حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي، انتقد پزشکیان في مقال وقال إنه لم يكن دقيقًا في تقديم الحقائق وأساء إلى مكانة النظام. هذه الردود، وخاصة في ظل تأييد خامنئي الرسمي للحكومة، توضح الجهود المبذولة لتغطية الفضيحة وإخفاء الحقائق السياسية.

الاستنتاج
تشكيل الحكومة الجديدة في إيران تحت قيادة وإشراف كامل من خامنئي يعكس استمرار هيمنة ولي الفقيه على جميع جوانب الحكم في البلاد. اختيارات الحكومة تمت تحت تأثير مباشر من خامنئي، وپزشکیان، بوصفه الرئيس الجديد، يعمل فقط ضمن إطار هذا النظام. النقد الذي أثير في وسائل الإعلام والردود السياسية على هذه الحقائق يظهر مشهد السياسة الداخلية الإيرانية المعقد والمتناقض، حيث يسعى خامنئي من خلال الضغط والسيطرة إلى تحقيق استقرار يتوافق مع تطلعاته.