وكانت سلطنة عمان قد اعلنت اليوم بحسب حصيلة اولية وفاة 12 شخصا من جراء الاعصار الذي بدا زخمه يتراجع.
وأكد مسؤول عمليات الإغاثة، عبد الله الحارثي، في تصريحات نقلها التلفزيون العُماني، أن الإعصار quot;غونوquot; تسبب أيضاً في دمار شديد في عدد من المناطق الساحلية الشرقية بالسلطنة.
وغمرت مياه الفيضانات التي سببها الإعصار، معظم المناطق بما فيها العاصمة مسقط، جراء الأمطار الغزيرة المصحوبة برياح عاتية بلغت سرعتها 170 كيلومتراً في الساعة، فيما قامت السلطات بإجلاء عشرات الآلاف من المناطق المتضررة.
وقد تراجعت قوة الإعصار - الذي تشكل في المحيط الهندي - من الفئة الخامسة المدمرة، إلى ما بين الفئة الأولى والثانية، برياح تبلغ سرعتها بين 130 و170 كيلومتر في الساعة، متحركاً نحو المناطق الشمالية الغربية من سلطنة عمان، ومن ثم باتجاه مضيق quot;هرمزquot; والسواحل الجنوبية لإيران، مع بعض التأثير على بعض مناطق الإمارات.
وقال بيان صادر عن المديرية العامة للطيران المدني والأرصاد الجوية العُمانية، إن تأثير الإعصار المداري غونو، سوف يستمر على المنطقة الشرقية ومحافظة مسقط ومنطقتي الداخلية والباطنة، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تتأثر تلك المناطق بمزيد من الفيضانات بسبب الأمواج والأمطار الغزيرة.
ونقلت وكالة الأنباء العمانية أن الإعصار يتحرك بمحاذاة سواحل الخليج بسرعة 18 كيلومتر في الساعة، مصحوباً بأمطار رعدية غزيرة جداً، ورياح قوية، وأمواج شديدة الارتفاع على المناطق الساحلية، وخاصة العاصمة مسقط التي انقطع التيار الكهربائي والاتصالات عن بعض مناطقها وإغلاق مطار quot;السيبquot; الدولي، فيما خلت شوارعها سوى من بضع دوريات للأمن والدفاع المدني، حيث التزم السكان منازلهم ومراكز الإيواء.
وقالت مصادر محلية في مسقط إن هناك حالة مد بحري في بعض المناطق الشمالية من عُمان، حيث اجتاحت مياه البحر قرابة كيلومتر واحد في عمق اليابسة، مضيفة أن نسبة الأمطار بلغت 600 ملليمتر، وهو ما يعد رقماً قياسياً غير معهوداً في عُمان أو في منطقة الخليج بأكملها.
ونقلت رويترز عن أحمد الحارثي، مدير إدارة الأرصاد العمانية، قوله إن المنطقة الشرقية تلقت الجزء الأكبر من قوة الإعصار، لكنه توقع أن تستمر الأمطار الخميس، فيما يواصل الإعصار تحركه باتجاه الشمال الغربي، معرباً عن توقعه هطول أمطار محلية الجمعة، لكن الإعصار سيكون قد تبدد بحلول ذلك الحين، بحسب قوله.
وقد امتدت آثار الإعصار إلى السواحل الشرقية لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أدى الارتفاع الشديد في الأمواج في إمارة quot;الفجيرةquot; إلى غمر شوارع بأكملها بالمياه، فيما جابت سيارات الشرطة شوارع الإمارة، تدعو - عبر مكبرات الصوت - سكان المنازل القريبة من البحر إلى إخلائها.
كما تعرضت سواحل quot;كلباءquot; وquot;خور فكانquot; التابعتين لإمارة الشارقة لارتفاع الأمواج بسبب الاعصار quot;غونوquot;، حيث تسبب ارتفاع أمواج البحر في خروج المياه إلى اليابسة، وفقاً لما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية quot;وام.quot;
وتعتبر مدينة quot;سور كلباquot; ومنطقة quot;سهيلةquot; أكثر المناطق تضرراً، حيث غطت أمواج البحر كورنيش وحديقة المنطقة وتسبب في توقف حركة السير، كما تم إخلاء بعض المساكن القريبة من البحر، نتيجة دخول مياه البحر للمنازل، فيما تعرضت معظم سواحل وشوارع مناطق quot;البديةquot; وquot;شرمquot; وquot;دباquot; لأمواج عاتية.
محاصرة 80 قرية في محافظة كرمان الايرانية
على صعيد متصل، اعلن حاكم مدينة قلعه كنج بمحافظة كرمان بجنوبي ايران حسين مرادي اليوم ان الفيضانات التي سببها اعصار جونو تحاصر 80 قرية يقطنها نحو ثلاثة آلاف مواطن. واوضح مرادي في تصريحات صحافية ان السيول التي تحاصر هذه القرى منذ الصباح ادت الى قطع كل الطرق المؤدية اليها وانقطاع خطوط الهاتف والكهرباء. وذكر ان الفيضانات دمرت نحو 50 في المئة من شبكتي الكهرباء والهاتف وانابيب المياه وغمرت مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية والوحدات السكنية.
في هذا الوقت اعلنت مؤسسة الارصاد الجوية الايرانية ان قوة الاعصار انخفضت لكنها ستستمر في المناطق القريبة من مضيق هرمز. واضافت المؤسسة في بيان ان الامواج ستستمر على قوتها في بحر عمان ومضيق هرمز متوقعة تواصل هطول الامطار والرياح العاتية في محافظة سيستان وبلوشستان وهرمزكان خلال ال24 ساعة المقبلة.
إلى ذلك، أكد مدير شؤون المناطق المحرومة والأحداث الطارئة بمحافظه quot;هرمزكانquot; الإيرانية، ياسر حزباوي، أن اجتياح الإعصار quot;غونوquot; لمناطق مختلفة من المحافظة جنوبي إيران، من بينها مدينة quot;بندر عباسquot;، في وقت مبكر فجر الخميس، أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، وذلك في محافظة هرمزكان، وإصابة أكثر من أربعة آخرين. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية quot;إرناquot; عن حزباوي قوله إن الإعصار اجتاح مدينة بندر عباس بسرعة تصل إلى 200 كيلومتر في الساعة، في حوالي الخامسة و25 دقيقة فجراً، مؤكداً أن الإعصار كان مصحوباً بالغبار الشديد والرعد والبرق والأمطار الغزيرة، مما أدى إلى اقتلاع بعض الأشجار، واندلاع الحرائق، وقطع التيار الكهربائي.
ودعا المسؤول الإيراني أهالي المناطق القريبة من الساحل في بندر عباس إلى مغادره منازلهم نحو أماكن مرتفعة، حتى زوال أية مخاطر محتملة، مضيفاً قوله إن المساجد والصالات الرياضية تعد من الأماكن التي تم تخصيصها لإيواء سكان تلك المناطق.
التعليقات