بعد خيبة الأمل في هبوط الأسعار
سباق الظفر بالكبش يحتدم في المغرب
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء:
بدأت العائلات المغربية تسابق الزمن، في محاولة للظفر بكبش يناسب قدراتها المالية، بعد أن خاب أملها في هبوط الأسعار قليلاً، في الأيام الثلاثة الأخيرة.
وعلى الرغم من توالي المناسبات، كرمضان والدخول المدرسي وعيد الفطر، التي أنهكت جيوب المواطنين، إلا أن الفئة الكبرى حاولت بكل ما لديها طرق الأبواب، في محاولة لتوفير ثمن الأضحية.
ومن بين هذه الحلول اللجوء إلى البنوك، التي عمدت هذه السنة، بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية، إلى تقديم ما يشبه quot;القروض المجانيةquot;، إذ تقوم بتسليف الزبون 3000 درهم، على أن يردها على 10 أشهر بـ 300 درهم في الشهر، دون فوائد باستثناء استخلاص مصاريف الملف من القرض الممنوح.
ولجأت العديد من الأسر إلى بيع ممتلكاتها لاقتناء الكبش، في حين تقدم بعضهم الآخر بطلب سلفات من المؤسسات التي يعملون فيها.
وتشهد أثمان الأضاحي ارتفاعًا، مقارنة مع السنة الماضية، بـ 5 دراهم في الكيلوغرام الواحد بالنسبة إلى صنف quot;الصرديquot; وبـ 4 دراهم بالنسبة إلى الأصناف الأخرى.
وتتراوح الأسعار المطبقة مابين 45 و50 درهمًا للكيلوغرام الواحد بالنسبة إلى صنف quot;الصرديquot;، وما بين 40 و46 بالنسبة إلى الأصناف الأخرى.
وتصل أسعار مختلف أصناف الأضاحي المعروضة بالأسواق ونقط البيع، إلى 1000 درهم و3000 درهم ، ما يسمح لكل المواطنين باقتناء الأضحية حسب السعر، الذي يتلاءم مع قدراتهم الشرائية.
ويبلغ العرض من الأغنام 6.8 ملايين رأس، من بينها 4.3 ملايين رأس من ذكور الأغنام، و2.5 مليون رأس من الماعز وإناث الأغنام.
وفي هذه المناسبة يكون للشناقة والسماسرة، المكلفون ببيع الأغنام، وراء إشعال النار في أسعار الأكباش، لأنهم يحتكرون الأسواق، ويلجأون في غالب الأحيان إلى الغش في البيع.
ويشتد الطلب على الخروف البالغ عاما من العمر والذي يملك قرنين جميلين. ويكتفي من لا يملك ما يكفي من المال لشراء خروف باقتناء نعاج أو ماعز. والأعلى سعر بين الخرفان هو الخروف من نوع quot;الصرديquot; يليه quot;البرقيquot;.
وتشير وزارة الفلاحة في ما يخص جودة الأضاحي، إلى أنها جيدة رغم النتائج المتوسطة التي اتسم بها الموسم الفلاحي 2007ـ 2008، والانعكاسات السلبية لارتفاع أثمان المواد العلفية في الأسواق العالمية.

وأضافت الوزارة أن الحالة الصحية للقطيع جيدة في جميع مناطق المملكة, بفضل المجهودات التي يبذلها مربو الماشية ونظرا للحملات الوقائية التي تقوم بها المصالح التقنية لقطاع الفلاحة، مشيرة إلى أن ظهور مرض طاعون المجترات الصغيرة أخيرا, في بعض مناطق المملكة لم يؤثر سلبًا على الحالة الصحية للقطيع الوطني للأغنام والماعز، وذلك بفضل الإجراءات المتخذة لمحاربة المرض، خاصة القيام بحملة وطنية معممة لتلقيح الأغنام والماعز.
وهذه الحملة المستمرة حاليًا مكّنت من تلقيح أكثر من 19 مليون رأس.
كما أعلنت الوزارة أنه، إضافة إلى هذه الإجراءات، فإن عمليات تخص المراقبة الصحية البيطرية ستقوم بها المصالح المختصة بمختلف نقط البيع. كما سيجري وضع مداومة بيطرية يوم عيد الأضحى.
ومن جهة أخرى، أبرزت الوزارة أن أضحية العيد تعتبر فرصة لتحسين دخل الفلاحين خاصة في المناطق الرعوية.
ومن المرتقب أن يفوق رقم المعاملات 7 مليارات درهم، سيجري تحويل مجملها إلى العالم القروي، ما سيساهم في تنشيط الاقتصاد في هذه المناطق.