اكد العاهل المغربي انه لا خيار للمجتمع الدولي امام التهديدات المناخية العالمية سوى التحرك العاجل بالحزم المطلوب وبروح التضامن والانصاف والمسؤولية من اجل حماية مستقبل كوكب الارض.

الرباط : قال العاهل المغربي الملك محمد السادس في رسالة وجهها اليوم الى المشاركين في اعمال الملتقى الدولي حول التغيرات المناخية ان التدهور الشامل لجميع الانظمة البيئية الارضية والبحرية والساحلية من شانه ان يفضي الى اختلالات نوعية في توازن تلك الانظمة والى تهديد التنمية سواء بالنسبة للاجيال الحاضرة او المستقبلية.

واوضح الملك محمد السادس في رسالته التي تلاها مستشاره عبد العزيز مزيان بلفقيه في افتتاح الملتقى انه بالنسبة لبلدان القارة الافريقية فان هشاشة انظمتها البيئية وضعف اقتصادياتها ومحدودية قدراتها على مواجهة التغيرات المناخية كلها عوامل ستفضي حتما الى تفاقم الفقر وتدهور الامن في العديد من مناطقها.

ووصف العاهل المغربي تلك الوضعية التي تعيشها القارة الافريقية بانها quot; مجحفة quot; مؤكدا ضرورة التضامن الدولي والانصاف وتقاسم المسؤوليات لمساعدة الدول الافريقية على بلورة التدابير الملائمة التي يتعين اتخاذها وتفعيلها مع تمكين تلك البلدان من الوسائل والدعم التقني والمالي اللازم.

واشار في افتتاح الملتقى الذي ينظمه المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية الى ان المملكة المغربية وعلى غرار كافة بلدان العالم تعاني من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية بحكم موقعها الجغرافي وانظمتها البيئية.

واضاف ان المغرب يشارك المجتمع الدولي في الاقتناع الراسخ بضرورة التحرك وباهمية الانخراط في الوعي الكوني الذي كرسه مؤتمر قمة الارض الذي استضافته مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية عام 1992 من خلال الاتفاقيات المتعلقة بالتغيرات المناخية والتنوع البيولوجي والغابات ومحاربة التصحر.

واكد ارادة المملكة القوية على المضي قدما في هذا التوجه بالوتيرة والجهد اللازمين مضيفا انه اصدر تعليمات لحكومته لجعل القضايا البيئية في صلب برامجها التنموية والعمل على ضمان توازن الموارد الطبيعية وتجددها والمحافظة على جودتها. واكد انه برغم قساوة الاحوال المناخية التي عاشتها المملكة خلال العقود الاخيرة من فيضانات وتعاقب فترات الجفاف بصفة حادة وطويلة الامد فقد تمكنت من تامين التزود المنتظم بالماء الصالح للشرب وتوفير المنتوجات الزراعية وحماية المناطق والممتلكات والتجهيزات المهددة بالفيضانات.

كما اشار الملك محمد السادس الى ان التضامن الاجتماعي يشكل حجر الزاوية لتوطيد الروابط الاجتماعية ومحاربة الفقر والاقصاء موضحا ان التنمية البشرية الناجحة هي مفتاح التنمية المستدامة الفعلية كما ان الالتزام بهذه المقومات والشروط يمثل المدخل الاساس لمصالحة المواطن مع بيئته.

وشدد على ضرورة التحلي باليقظة اللازمة للقضايا المناخية والبيئة من خلال حشد المؤهلات المعرفية والوطنية والدولية وعبر تطوير القدرات في تقويم وتدبير المخاطر.

وقال quot;ان العالم اليوم على مشارف عقد ملتقى حاسم في ديسمبر المقبل بكوبنهاغن حول التغيرات المناخيةquot; موضحا انه اعتبارا للاهمية الخاصة التي يمثلها هذا الملتقى في تحديد مستقبل كوكب الارض فانه ليس من المبالغة القول بان من شان عدم التحرك الحازم وفي الوقت المناسب ان تكون له عواقب وخيمة على تقدم البشرية.

واكد في افتتاح هذا اللقاء الذي يشارك فيه خبراء دوليون يمثلون منظمات عالمية ومنها المنظمة العالمية للارصاد الجوية على دعم المغرب بكل قوة وارادة للتوصل الى اتفاق مصيري يجعل طموح الاهداف في حجم التحديات وياخذ بعين الاعتبار ضرورة التحرك العاجل.

وقال quot;لقد اجتاز العالم ازمة تفرض التساؤل حول بعض المعايير والممارسات المرتبطة بسير النظام المالي والاقتصادي باكمله مما يقتضي التحضير للخروج من الازمة عبر اعادة التفكير في انماطنا التنموية مع تعديلها التدريجي quot;.

ولفت الى ان الرهان يكمن في القدرة على المزاوجة بين التنمية والحرص على الحد من الغازات والاقتصاد في الموارد الطبيعية الامر الذي يعني ايضا اطلاق آلية للتنمية الخضراء مدعمة باليات ملائمة للقياس.