واشنطن:قال محللون أميركيون في مجال الدفاع والاستخبارات ان التغير المناخي سيشكل تحديا استراتيجيا للولايات المتحدة خلال العقود المقبلة ،قد يدفع باتجاه تدخلات عسكرية للتعامل مع آثار عواصف هوجاء و جفاف وهجرات جماعية وانتشار الأمراض. ونقلت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; اليوم الأحد عن المحللين في وزارة الدفاع ووكالات الاستخبارات قولهم ان مثل هذا التغير المناخي قد يؤدي الى الإطاحة بحكومات ،وتغذية حركات إرهابية لزعزعة استقرار أقاليم بأكملها . وبينت دراسات استخباراتية ومناورات حربية حديثة انه خلال السنوات العشرين أو الثلاثين المقبلة قد تواجه مناطق مثل شبه الصحراء الافريقية والشرق الأوسط وجنوب ،وجنوب شرق آسيا ،احتمالات مواجهة نقص في الأغذية ،وأزمات مياه ،وفيضانات كارثية جراء تغير المناخ ،قد تستدعي ردا أميركيا عسكريا أو في مجال الإغاثة.
وجرى تمرين في ديسمبر /كانون الأول الماضي في الجامعة الوطنية للدفاع ،وهي معهد تعليم يشرف عليه الجيش،بهدف معرفة التأثيرات المحتملة لفيضانات مدمرة في بنغلادش ،قد تدفع بمئات آلاف اللاجئين الى الهند المجاورة ،ما قد يثير نزاعات دينية أو أمراض معدية ، وتدميرا سريعا للبنى التحتية. وقالت اماندا دوري مساعد وزير الدفاع للشؤون الإستراتيجية التي تعمل مع مجموعة في وزارة الدفاع أوكل إليها أمر إدراج تأثيرات تغيير المناخ في خطة إستراتيجية الأمن القومي quot; يحصل التعقيد بسرعة حقيقيةquot;.
يشار الى ان النقاش السياسي حول الاحتباس الحراري يركز على إيجاد بدائل للوقود الاحفوري (النفط) ،وتخفيف انبعاثات الغازات ،وعلى مفاوضات إضافية للتوصل الى معاهدة عالمية حول المناخ ،وليس على تحديات أمنية محتملة. لكن عددا متناميا من صانعي السياسة يقولون ان ارتفاع درجات الحرارة ،وارتفاع مستوى البحار وذوبان الجليد تشكل تهديدات مباشرة للمصالح الوطنية. ويقول معارضو وجهة النظر هذه انه إذا لم تقد الولايات المتحدة العالم في خفض استهلاك الوقود الاحفوري ،وبالتالي خفض الانبعاثات ،فان سلسلة من الأزمات البيئية العالمية والاجتماعية والسياسية والعسكرية ستلوح في الأفق وستحتاج الى معالجة سريعة.
هذه الحجة قد تكون ركيزة للنقاش في مجلس الشيوخ في الشهر المقبل عند تناول تشريع حول المناخ والطاقة مرر في مجلس النواب في يونيو/ حزيران الماضي. وقال السيناتور جون كيري ، من الحزب الديمقراطي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ والمدافع القوي عن التشريع المناخي انه يأمل في إزالة شكوك الشيوخ عن طريق الضغط لتمرير الموضوع من خلال مشروع قانون ذو معنى. ودرست وزارتا الدفاع والخارجية مسائل تنتج عن الاعتماد على مصادر أجنبية للطاقة لسنوات ،لكنهما فقط الآن تدرسان تأثيرات الاحتباس الحراري العالمي في وثائقهما للتخطيط على المدى البعيد.
وستخصص وزارة الدفاع قسما خاصا لموضوع التغير المناخي في المراجعة الدفاعية التي تصدر كل أربع المقررة في فبراير /شباط المقبل. كما تخطط وزارة الخارجية الى تناول الموضوع في المراجعة الدبلوماسية والتنموية المقررة كل أربع سنوات .
التعليقات