يشارك عدد من الفنانين العراقيين الفنان المصري، عادل إمام، في مسلسله الدرامي الذي يحمل عنوان quot;فرقة ناجي عطا اللهquot;المتوقع عرضه في شهر رمضان، وتتناول حلقات منه حكايا من الواقع العراقي.


بغداد: اكد الفنان العراقي، راسم منصور، احد الفنانين المشاركين في مسلسل quot;فرقة ناجي عطاللهquot; ان العمللا توجدفيه اساءة للعراق لكنه يتحدث عن الطائفية الموجودة فيه، وقد تحقق جانبان من خلال هذه المشاركة، الاول فني والثاني تصحيحي لمسار فهم الاحداث في بلد مثل العراق، القضايا فيه متشابكة وتحتاج الى إنصاف كبير في إبراز الحقائق.

وقال بداية قبل الشروع في الحديث عن المسلسل: quot;سعيت من البداية الى تغيير اسم quot;صدامquot; الذي اطلقه كاتب المسلسل على طفل عراقي يتعرض للخطف ويدفع له ناجي عطا الله الفدية، واقنعت الجهة المنتجة بذلكباعتبار ان ذكر اسم صدام يسيء للعمل الفني لانه قتل ابناء شعبهquot;.

واضاف: quot;لم اكن ممثلاً فقط في مسلسل ناجي عطالله، بل كنت باحثًا عن الانصاف ودفع الحيف عن ابناء شعبي، ساعدتني في ذلك مدنية الفنان عادل امام وحقيقته في ان نحذف الكثير من الكلمات والافكار التي أرادت من دون قصد أن تقلل من أهمية التغير الكبير الذي حدث في العراق، وللتاريخ أقول كان الفنان بهجت الجبوري والفنانة نجلاء بدر يدافعان معي بكل ضراوة لتصحيح بعض وجهات النظر، وأتحفظ على موقف اسماء كانت تحاول تصوير الاوضاع في العراق بالكارثية، ومن الممكن أن اقول ان عادل امام اعجب بادائي واداء نجلاء بدر وصفق لها اكثر من مرةquot;.

ما هو دورك في العمل ؟
اجسد شخصية عبد الرحمن، وهو رجل متدين بشكل وسطي، شيعي متزوج من زينب (نجلاء بدر) السنية، يتم تهجيره من منطقة سكناه (حي الدورة/ ببغداد) حينما يتم تعديده برسالة وفيها رصاصة، فيضطر الى ان يذهب للعيش في بيت اخ زوجته (سعد) الذي يؤدي دوره (بهجت الجبوري) في منطقة الاعظمية، وهناك يلتقي بصديق لسعد، مصري الجنسية وجماعته (عادل امام)، وسرعان ما يحدث بينهما تعارف وحوارات حول الاوضاع في العراق، بعدها يتم تهجير اخ سعد (سلام زهرة) وزوجته واطفاله من منطقة (الحرية) كونه سنيًا ومتزوجا من امرأة شيعية، ويتحول البيت الى معقل لعدد كبير من الاشخاص، وفيه تحدث مجموعة من المفارقات والحوارات، لكن الامر الخطير الذي يتم هو خطف ابني (لؤي) والذي كان اسمه سابقًا بالسيناريو (صدام)، وتطلب عنه فدية قدرها 100 الف دولار، وهنا يتدخل ناجي عطالله (عادل امام) ويدفع المبلغ لانه يملك حقائب ممتلئة بالدولارات كان قد سرقها من بنك في اسرائيل وجاء بها الى بغداد بعد هروبه الى لبنان وسوريا، ويتم اطلاق سراح لؤي ابني بعد دفع الفدية، ويتم تغير وجهة نظر (عبد الرحمن) عن ناجي عطالله، فقد كنت لا اطيق وجوده في البيت لان اولادي الصغار اكتشفوا ان الحقائب فيها اموال كثيرة واخبروني.

هل المسلسل يتحدث عن العراق ام جزء منه؟
المسلسل يتكون من ثلاثين حلقة، ولكن اربع حلقات منها عن العراق فقط حيث يتنقل ناجي عطالله في اكثر من بلد مثل: مصر، اسرائيل، غزة، سوريا، لبنان، العراق، الصومال.

ما قصة المسلسل اذن؟
يتناول المسلسل حكاية ناجي عطا الله، الذي كان دبلوماسيًا سابقًا يعمل في سفارة مصر في اسرائيل ويتم طرده ومصادرة امواله في البنوك الاسرائيلية، فيعودالى مصر ويشكل فرقة من الشباب ومن ثم يعود الى تل ابيب ويسرق البنك، ويعود الى غزة فتحدث مواجهات فيهرب الى لبنان وهناك يضطر ان يهرب الى سوريا ومن ثم الى العراق، ولكن هناك فرقة من الموساد تراقبه وتحدث مواجهات بينهم في بغداد في شارع الرشيد، وبعدها يغادر العراق الى الصومال.

من معه من المصريين والعراقيين في العمل ؟
هناك مجموعة من النجوم الشباب مثل احمد السعدني، عمرو رمزي، محمد امام، نضال، انوشكا، ومجموعة كبيرة من العراق منهم بهجت الجبوري، وسلام زهرة، وهدى هادي، وباسم قهار، وشباب اخرون مثل سيف الغانمي، توفيق السعد، وعمر محمد.

هل تعتقد ان المسلسل يشير الى الطائفية وفيه اساءة الى العراق؟
في العمل هناك طائفية او شرح للوضع الطائفي في العراق لكن من دون الاساءة الى العراق او لطوائفه مطلقًا، فالفنان عادل امام انسان متمدن ومؤمن بحق العيش والحرية للجميع لكن كانت هناك مفاهيمخاطئة تناولها الاعلام العربي ونحن ساهمنا في تشذيبها، فالخطاب الدرامي في ما يخص العراق يتحدث عن طوائف واقليات العراق، ويوضح حقيقة التكوينة المجتمعية للعراق، ويقدم ماحدث فعلاً ايام الحرب الطائفية، ولكن احداث العمل اشارت الى انها كانت في العام 2009، ولكنه تحدث عن امور حدثت في العام 2007، وهنا انا اعترضت، ولكنهم اخبروني ان التصوير على هذا الاساس ولايمكن تغييره، ثم قالوا لي لماذا لم يخبرنا الاخوة العراقيون من قبل، انا طبعًا لم اكن اعرف بالعمل الا أخيرًا، وكان هناك من يزودهم بمعلومات فيها خلل.

ما الذي تمثله لك مشاركة مثل هذه ؟
اعتقد ان المشاركة بمثل هكذا اعمال تحقق جانبين الاول هو فني والثاني هو تصحيحي لمسار فهم الاحداث في بلد مثل العراق، القضايا فيه متشابكة وتحتاج الى انصاف كبير في ابراز الحقائق، وقد حان الآن دور الفن كي يوضح الامور برقي وتحضر وبعيدًا عن التشنجات والاقتتال في الافكار والمفاهيم، وبعيدًا عن الخطاب السياسي والاعلامي الذي اثبت فشله، وهذه المهمة تحتاج الى شخصيات تؤمن اولاً بالعراق وتنوعه ولديها أفق واسع وخيال متطور تصنع من خلاله حياة مفترضة نسعى لها جميعًا، حياة جامعة للاحلام والطموحات التي ضحّى من اجلها ابناء العراق، انه وقت الفن والثقافة الرصينة الهادئة العميقة البعيدة عن سطحية ما يقدم الآن وغاياته.

ما الذي اوحته لك هذه المشاركة او الفائدة التي خرجت بها ؟
اننا نحتاج الى اعادة هيكل العقلية الثقافية العراقية وتشذيبها من ادران الدكتاتورية والامراض الطائفية والسياسية الحالية، نحتاج الى بروز جيل مؤمن بدور الفنون كعلاج جيد وليس الفن كسلعة لها ثمن ولها تذكرة وفيزا مرور في مطارات العالم، عند فشلنا في السينما والمسرح وبامتياز علينا ان نفكر بالدراما التلفزيونية لانها مباشرة وسريعة التأثير، لأن المسرح لدينا اصبح مسرح شخصيات ليس لها دور جمالي وفكري كبير، مسرح تقوده ثللية مسرح التسعينات التجاري ومسرح الأفاقين والجهلة والقافزين على اكتاف الثقافة والابداع، مسرح الدوائر الرسمية التي تحصي انفاس الفنان حتى تسلمه مرتبًا بائسًا تشمئز نفسي منه، هؤلاء ساقوا الفن والثقافة العراقية نحو عنق الزجاجة وانا اؤكد انه لن يخرج منها من دون جيل شجاع ومؤمن بالافكار المتنورة والبعيدة عن النفعية الضيقة.

هل انت ناقم على الفن العراقي ام الفنانين؟
انا اخجل من العراق احيانًا واخجل من اهلي عندما استحضر مواقف الفنانين او بعض الفنانين فالذين رقصوا وطبلوا وكانوا ابواقًا للدكتاتورية الآن يتسلمون ادارة مسارح العراقوالذين سرقوا ادوات المسرح وهم المؤتمنون عليها الآن يقودون الفن والثقافة، واما وزارتنا العتيدة فما زالت اشبه بدكان بقالة يديره بعض الشخصيات الهامشية التي تعتقد ان الثقافة تدار بمؤسسات حكومية وتعتقد ان الثقافة هي انتاج حكومات، هؤلاء قادوا الثقافة العراقية وفق سياسة الاحزاب التي تتحكم بوجودهم، واقول لك بكل فخر وصراحة يشرفني انا وزوجتي الفنانة العظيمة نجلاء بدر اننا نسير بطريق مغاير عما تسير عليه الغالبية العظمى من فناني العراق، نحن لا ننتمي برابط إلى مثل هكذا مؤسسات ووزارة، وقدمنا ما يليق بنا كفنانين ننتمي لحضارة بلد اسمه العراق، نتاج الشعوب والمجتمعات ولا يمكن تأطيرها بقانون وزاري وضعه رفاق البعث ومازلنا نسير عليه.