بفضل مناقشته قضايا تهم المرأة الخليجيَّة إستطاع مسلسل quot;حلفت عمريquot; أن يحجز مكانه في قائمة الأعمال المميَّزة الَّتي عرضت في رمضان.
الرياض: تعرَّض مسلسل quot;حلفت عمريquot; لعدد من القضايا التي تهم المرأة الخليجية واستطاع من خلال القالب الرومانسي أن يحرك المشاعر ويجذب الجماهير خصوصًا في الحلقة الأخيرة للعمل التي شهدت إسدال الستار على خيوط المسلسل الدرامية بطريقة مثيرة وممتعة.
تدور قصة العمل حول فتاة تعيش قصة حب رومانسية ولكن العادات والتقاليد وقفت حائلاً بين نجاحها وانتهت العلاقة بعد أن علمت أسرتها بها ولم تستطع إكمال تعليمها، ثم تزوجت على الطريقة التقليدية واكتشفت بعد ذلك أن زوجها يشرب الخمر وبخيل، وكانت تعتقد أن هذا الزواج هو المخرج الوحيد لها للعودة إلى المجتمع.
بعد أن أنجبت طفلين كان الطلاق مصيرها بسبب كثرة المشاكل وعدم التفاهم مع زوجها وعادت إلى قيود أسرتها مرة أخرى، ولكن هذه المرة قررت أن تعتمد على نفسها وتربي ابنتيها لتعوضهما عما حُرمت منه على مدار عمرها من تعليم وحب وحنان وعطف.
لقد استطاع الكاتب الشاب عبدالعزيز الحشاش أن ينسج خيوطا درامية متعددة ومترابطة ليعرض من خلالها عددا من القضايا التي تهم المرأة في إطار قالب رومانسي جميل، فعرض أنماطا من الزواج بمجتمعاتنا العربية مختلفة وما يترتب عليه من آثار سلبية يعانيها الجميع.
الصورة الأولى التي تعرض لها الحشاش هي معاناة المرأة من التقاليد والعادات بسبب ارتباطها العاطفي ما قبل الزواج والذي نتج منه اضطهاد سلوى وانقطاعها عن العالم الخارجي، وكان نتيجة لذلك هو ارتباطها بالزوج الذي لا يعرفها ولا تعرفه، بل الأصعب من ذلك أنه سكير وبخيل عانت منه كثيرًا وانتهى الأمر إلى الطلاق.
الصورة الثانية كانت لابنة سلوى أبرار، وهي ارتباطها العاطفي بشخص لا يحبها ولا يرغب فيها ومفاجأته لها بأنه يريد الانفصال عنها والابتعاد فكانت الصدمة النفسية والعاطفية، وهذا لا يعني أن كل ارتباط عاطفي قبل الزواج خطأ أو حرام، فطالما أن الارتباط العاطفي لا يتعدى حدود الأدب والاحترام والتعارف فلا مانع فيه أما إذا تطور ووصل الأمر إلى ما هو أبعد ذلك فهذا لا يرضاه أي إنسان في المجتمع.
كما استطاع المخرج سلطان خسرو في تجربته الأولى quot;حلفت عمريquot; أن يحقق نجاحًا لا بأس به، فخسرو قبل ذلك كان يعمل مخرجًا منفذًا مع المتميز دحام الشمري، وآثر أن ينطلق ويرسم تجربته الإخراجية بنفسه واعتمدعلى تعدد أماكن التصوير ما بين داخلي وخارجي وليل ونهار، وانتقاء الديكورات، والإضاءة، وطريقة التصوير، وحركة الكاميرا، ما عبر بامتياز عن أسلوب العمل ونمطيته في قالب رومانسي، فالكثير من متابعي العمل على مواقع التواصل الاجتماعي أبدوا أسفهم على عدم متابعتهم المسلسل من بدايته معلِّقين أن القصة جميلة والإخراج والتصوير ممتاز ومعبر عن أحداث العمل.
وحول بطولة العمل، فلولا وجود الفنانة هدى حسين واحترافها وقدرتها على أداء دورها بمهارة كان سيكتب الفشل لمسلسل quot;حلفت عمريquot;، فعندما تقوم بتجسيد بنت في العشرين من عمرها مع اقتراب نهاية العمل والأحداث تصبح امرأة في الخمسين من عمرها بهذه الحرفية العالية والمهارة الرائعة، فلا نملك إلا إعطاءها كل التقدير لأنها استطاعت عن جدارة إقناع المشاهد بدورها وبقصتها التي تدور حولها الأحداث.
واعتقد أن الجماهير لا تغفر الذنب إذا ما تكلَّفت البطلة أداءها ولم تُوفَّق فيه، وكان على عاتق هدى حسين مسؤولية كبيرة إضافة إلى كل الأدوار التي جسدها كل الفنانين المشاركين في العمل حتى يخرج quot;حلفت عمريquot; بهذه الصورة المتميزة في موسم رمضاني التنافس فيه شديد.
وشهدتأحداث الحلقة الأخيرة إسدال الستار بطريقة ممتعة مثيرة للأحداث الدرامية، فقد تزوجت سلوى من سليمان حبها الأول والقديم بعد طول فراق ومعاناة، كما تزوجت ابنتها أبرار من ابن خالها عمر بعد تجربتها الفاشلة في قصة حب مع شاب لا يناسبها، أما حنان أختها فأنجبت وصارت سلوى جدة، وكان للحلقة الأخيرة أثر كبير في نفوس كل من تابع العمل، فحصد عددًا لا محدودا من التعليقات والتشبيهات في أحاديث المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصًا في ما يتعلق بالنهاية السعيدة لسلوى وسليمان وزواجهما في نهاية العمل.
لقد نجح مسلسل quot;حلفت عمريquot; في إبراز جزء كبير من معاناة المرأة واضطهادها في مجتمعاتنا العربية، واستطاع أن يبرز دور العادات والتقاليد المتسلطة في التأثير على مستقبل المرأة التي هي نصف المجتمع، بل في أصعب الظروف عند وفاة الأب أو الانفصال تكوّن المجتمع كله فتقوم بكل الأدوار وتتحمل كل المسؤوليات، ما يدفع إلى تقدير جهد كل من شارك في العمل أيًّا كان موقعه أو دوره بدايةً من المخرج سلطان خسرو والكاتب عبدالعزيز الحشاش، ووصولاً إلىالفنانين هدى حسين، وغازي حسين، ومريم الصالح، وطيف، وعبد الله عبد العزيز، وشهد، وفهد باسم، وفهد البناي ومسك، وعلي محسن، وحلا، وسوسن الهارون، وملاك، وعيسى ذياب، ومنى شداد.
التعليقات