تحدّث الفنان، جلال الطويل، عن سبب خلافه مع زميله سامر المصري مصنّفًا الفنانين المعارضين ضمن فئتين، ودعا إلى محاكمة الشبيحة وفق قوانين سوريا الجديدة التي يطالب بها الثوّار.
الرياض: يعدّ جلال الطويل واحدًا من أبرز الفنانين السوريين الذين واكبوا الإحتجاجات ضد النظام منذ إندلاعها قبل نحو عامين، وهو من القلائل الذين يواصلون لعب دور سياسي وإغاثي متفرّد، إضافة إلى سعيه للعب دور في النشاط الفني المتعلّق بالثورة. تعرض للإعتقال والضرب قبل أن يغادر البلاد نهائيًا.
إيلاف التقت الفنان السوري وكان هذا الحوار.
ما أخبار المشروع الذي كشفت عنه قبل فترة بعنوان quot;موسيقار الحريةquot;؟
المشروع قيد الإنجاز وأستطيع أن أصفه بأنه مشروع مضاف، حيث سبق أن عملنا على مشروع أنا والفنانة لويز عبد الكريم بعنوان quot;أثر الفراشةquot; لدعم ومعالجة الأطفال عن طريق السايكودراما، أي عن طريق المسرح واللعب، وأنتجنا ضمن ذلك مسرحية quot;منامquot; وعرضناها في الأراضي المحرّرة في سوريا وفي مخيّمات اللاجئين بتركيا ووضع لها الموسيقى مالك جندلي، بعد ذلك إتفقنا مع جندلي على تطوير العرض بحيث يشارك في العزف مباشرة خلال العرض، والجزء الثاني من المشروع سيكون بعنوان موسيقار الحرية وهو من إخراجي وألحان جندلي.
وهل هو من تأليفك؟
المسرحية مقتبسة عن عمل أميركي ضخم للكاتب الأميركي إدوارد ألبي وأسقطناه على الوضع السوري بشكل إنساني وليس سياسيًا.
ما هي مشاركاتك هذا العام في الدراما والسينما السوريتين؟
أنا شاركت منذ فترة وجيزة في فيلم من نوع الدراما التوثيقية بعنوان quot;راجعينquot; للمخرج عروة محمد، أما بخصوص مشاركاتي في الفن من أجل الفن فأنا قطعت تعهدًا على نفسي أن لا أقوم بذلك حاليًا، بل أشارك بالفن من أجل الثورة فقط لا غير، وهي مؤجلة حتى إشعار آخر.
هل تعرّضت لمقاطعة من شركات الإنتاج السورية بسبب موقفك السياسي؟
الشركات التي تعمل حاليًا في سوريا هي تابعة بشكل أو آخر للنظام، في أحسن الأحوال هي تابعة لرجال أعمال مقرّبين من النظام، لذا من المستحيل العمل معهم، وكان هناك طرح لكي أشارك في أعمال مصرية خصوصًا أنني كنت أقيم في مصر خلال الفترة السابقة لكنني نفسيًا لا أستطيع أن أمثّل بينما الشعب يقتل، ولا أستطيع أن أشارك بعمل لا يفيد برسالة تخصّ ما يجري.
اتخذت مواقف حادّة بخصوص الفنان سامر المصري، ما سبب ذلك؟
نحن اليوم باعتبارنا فنانين معارضين صنفان، هناك من هو ثائر على النظام وهناك من انضمّ للثورة لاحقًا، من انضمّ للثورة فأهلاً وسهلاً به، ولكن عليه أن لا يحاول الركوب على أكتاف الثورة، نحن لا نملك مفاتيح أبواب الثورة ندخل من نشاء ونقصي من نشاء، لسنا بعثيين، ولكن على الأقلّ يجب احترام مشاعر الشعب السوري واحترام الدم المسفوك، للأسف بعض الفنانين يتعاملون مع زيارة مخيّمات اللاجئين وكأنها نوع من أنواع زيارة نقاط الجذب السياحي لالتقاط الصور من دون الشعور بالخجل من العائلات.
وبخصوص سامر المصري تحديدًا؟
سمعت أن المصري يرغب بالمشاركة في القافلة التي نظّمناها قبل أشهر في حركة quot;شباب سوريا المستقبلquot; بعنوان quot;جايين نبوس ترابكquot;، كانت لديّ إشارات استفهام كثيرة حول سلوكه في بدايات الثورة وانتمائه للنظام، والأمر لا يقتصر على كونه مؤيّدًا للنظام ومن ثمّ أصبح معارضًا، فهذا رأيه وهو حرّ، للأسف المصري أخطأ بحق شباب دوما وأهلها، وعندما استفسرت من تنسيقيّات المدينة وشبابها الناشطين رفضوا مسامحته وحاولت أن ألعب دور الوسيط وإقناعهم بفائدة انضمام فنان إلى الثورة، فكان المطلوب أن يعتذر سامر المصري على تصرفاته وخصوصًا لأهل دوما ومن ثمّ سيكون محل ترحيب في الحملة، وبالعكس بهذه الطريقة سيدخل إلى الثورة من باب نظيف، لكنه اعتبر أن الموضوع شخصي وبمثابة اعتذار من سامر المصري لجلال الطويل، وهو بكلّ تأكيد ليس كذلك إنما حقّ للناس، وللأسف جاءت ردّة فعله المبالغ بها وتهجّم عليّ فاضطررت أن أنشر تفاصيل الموضوع على صفحتي الشخصية.
هل من رسالة توجّهها للفنانين الصامتين والفنانين المؤيدين للنظام؟
في المهنة لا يجوز أن يكون الفنان صامتًا، بأدنى الحدود يجب أن ينحاز للإنسانية وأن يقول كلمة الحقّ في ما يحصل، أنا بصراحة بدأت أفقد الأمل منهم ومن مواقفهم المواربة التي تنتظر أن ترى من سيغلب للإنتقال إلى ضفته، وأسألهم إلى متى، ألا ترى ماذا يحصل، ألا ترى السوريين الموجودين في المخيمات، تخيل أن يكون ابنك هناك، الباب ما زال مفتوحًا بشكل ضيق، فبادروا بالإنتساب إلى الحرية، أما الفنانون الشبيحة فهؤلاء كارثة كبرى وإن كان عددهم قليلاً، أنا مع أن يتعرّض كل من حرّض لمحاكمة عادلة وفق القوانين في سوريا الجديدة.
كيف ترى وضع الدراما السورية حاليًا في ظلّ ما يجري في البلاد؟
الدراما السورية بحكم الميت سريريًا، لكن المستقبل مشرق للغاية فالثورة كشفت لنا عن العديد من الفنانين من شباب أذهلوا العالم بفنّ ومواهب وطاقات كانت غير مرئية، أمّا حاليًا فنحن في حالة حرب ومن غير المنطقي وجود دراما.
لكن عجلة الإنتاج دائرة وهناك عدة مسلسلات صوّرت أو تصوّر حاليًا؟
هذه الأعمال للتأكيد على أن وضع البلد جيّد وسوريا بخير، وللأسف سوريا الدوليّة بخير (يقصد شركة إنتاج لرجل أعمال مقرّب من النظام)، أما الدراما فمرهونة بالمتابعة، والمتابعة غير موجودة وعلى أرض الواقع لا أحد يملك الوقت لمتابعتها.
تعرّضت أنت وغيرك من الفنانين لانتقادات حادّة بعيد التقاطكم صورًا تذكارية على الحدود السورية التركية خلال مشاركتكم بقافلة غذائية، ما ردّك؟
لا مشكلة لديّ بالإنتقادات بالعكس أنا أشجّع عليها، وأشجّع أن يقوم الجميع بالمراقبة، علينا أن نتوقّف عن التفكير بعقلية الرموز والأصنام التي لا تمسّ، بالعكس أنا مع النقد.
وفي تلك الحالة فقط كنت أسعى لتشجيع البقية من الفنانين للإنضمام إلينا، في الحملة الأولى كنا فنانين اثنين وفي الثانية أصبحنا ستة، وهي للتشجيع وليست للإظهار شخصي.
التعليقات