الضجة التي صاحبت عرض أغنية "مصر قريبة" لم يكن لها مبرر سوى إنتقاد عمل فني جماعي شارك فيه مجموعة مميزة من الفنانين والمطربين المصريين والعرب، فالعمل وإن أظهر مصر بصورة جمالية مبالغ فيها، فهو أمر طبيعي لبلد تهتم بالسياحة وتعول عليها لإنقاذها من أزمة إقتصادية خانقة بعد 4 سنوات من الإضطرابات.
القاهرة: الضجة التي صاحبت عرض أغنية "مصر قريبة" بعد دقائق من طرحها جاء رد الفعل مبالغ فيه بدرجة كبيرة، فالأغنية تتميز بكونها من أضخم الأعمال على المستوى الإنتاجي فيما يتعلق بمشاركة هذا العدد من النجوم الذين يتمتعون بجماهيرية كبيرة بداية من الفنان محمد منير مروراً بجميع فريق العمل من المغنيين المصريين والعرب،&والممثلين من مختلف الجنسيات،&وإنتهاء بالأداء الصوتي في آخر الأغنية للفنان القدير نور الشريف.
تعول مصر كثيراً على الحملات الدعائية لجذب السائحين في بلد تعاني من أزمات اقتصادية خانقة أدت لتراجع معدلات تدفق السياحة التي تعتبر من أهم مصادر دخل العملات الأجنبية بعد 4 سنوات من الإضطرابات السياسية التي لم تتوقف إلا لشهور قليلة، وترى الحكومة المصرية أن إجتذاب السائح الخليجي سيكون له دور في تخفيف آثار تراجع السياح الألمان بشكل خاص والأوروبيون بشكل عام خاصة وأن معدلات إنفاقه في رحلاته كبيرة مقارنة بفئات أخرى من السياح مثل الروس على سبيل المثال.
واجهت الأغنية إنتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مبالغ فيه، وتركزت على الأغنية المصورة دون التطرق لكلمات الأغنية التي جاءت جيدة في مجملها.
أي مؤسسة أو شركة كبرى تقوم بالترويج لمنتج جديد لها من حقها أن تتبع مبدأ "التجميل المشروع" لمنتجها، فمثلا مطاعم الوجبات السريعة تعطي إيحاء لجمهورها من الصور بكبر حجم الوجبة من خلال الصور لكن في الحقيقة تكتشف العكس، ومع ذلك لم تتهم وتنتقد بنفس طريقة الأغنية التي قام مخرجها تامر مهدي بتجميل شوارع القاهرة بالأضواء والوجوه الحسنة.
صورت الأغنية في مجموعة من أشهر معالم القاهرة بداية من المطار، مروراً بكوبري قصر النيل، ومنطقة الكورنيش بالإضافة إلى برج القاهرة، ومنطقة الجزيرة بالزمالك، وجميعها مناطق يتردد عليها السائحين بكثافة.
لم يكن مطلوباً من المخرج أن يظهر بائعي الحلويات الموجودين على الرصيف بشكل سلبي، أو يركز على مضايقة الفتيات للسائحين العرب من أجل شراء الورد منهم في الواقع، ولكن قدم البائعين جالسين في أماكنهم وبائعة الورد (التي قامت بدورها الفنانة غادة عادل) إستقبلت السائح الخليجي بإبتسامة تدل على الترحيب ولا تحمل أي إيحاءات جنسية كما حاول البعض الترويج لاحقاً.
بالتأكيد لن يستقبل ضابط جوازات في المطار السائح بإبتسامة آسر ياسين في الأغنية أو سائق للحنطور مهتم بملابسه مثل سامح حسين، لكن في النهاية ليس مطلوباً من أغنية يفترض أنها تروج للسياحة أن تقوم بإظهار السلبيات الموجودة بالمجتمع. وهي رسالة موجهة لكل من يشاهدها في الداخل على ما نحلم ان تكون عليه مصر في الواقع،&والغريب أن يستقبل العرب&العمل بترحاب كبير، وأن يظهروا محبة لمصر أكبر من تلك التي يظهرها&بعض المصريين المغرقين في&السلبية تجاه بلدهم، وهم يضعون خلافاتهم السياسية مع السلطة الحاكمة فوق مصلحة مصر،&ويتمنون لها الفشل حتى لو كان الثمن أذية البلد وتضرر سكانها، لهولاء نقول قليل من الإيجابية لا يضر.
يُذكر أن كلمات الأوبريت من تأليف نصر الدين ناجي فيما قام بتلحينها وتوزيعها أحمد فرحات وصوِّرَت على طريقة الفيديو كليب تحت إشراف المخرج تامر مهدي.
&
التعليقات