تلقي إيلاف الضوء على مسيرة الفنان العالمي عمر الشريف عبر حلقاتٍ عدة تنشر فيها معلومات ذكرها في حواراتٍ سابقة له على مدار أكثر من 50 عاماً، وفي الحلقة الأولى نرصد علاقته بعائلته، وحبه الكبير&لوالدته التي كانت تثق في أن ابنها سيكون له شأن كبير رغم معارضتها في البداية لاحترافه التمثيل.


بيروت: تُلقي "إيلاف" الضوء على مسيرة الفنان العالمي عمر الشريف من خلال نشر معلومات وتفاصيل حياته التي ذكرها في مقابلات صحافية على مدار أكثر من 50 عامأ، اطلعت "إيلاف" عليها&لترصد حياته في مصر التي عاش فيها أكثر من 70 عاماً.
&

البداية:
ينحدر عمر الشريف من عائلة ميسورة الحال، فهو ينتمي لأسرة مسيحية كاثوليكية وإسمه الحقيقي ميشيل ديمتري جورج شلهوب فوالداه درسا في مدارس الراهبات، ووالده كان أحد كبار تجار الأخشاب في الإسكندرية، أما والدته فكانت سيدة معروفة في الوسط الإجتماعي، وكان الإبن المدلل لأسرته. لكن الدلال الذي&قدمته الأسرة لإبنها الوحيد لم تحل دون القسوة عليه إذا اخطأ، حيث تمت تربيته بطريقةٍ صحيحة. فعائلته&كانت أسرة سعيدة بحسب ما ذكره&في مقابلاته، ولم يكن يعكر صفوها&أي شيء،&خاصةً وأن والدته كان يصفها دائما بأنها منبع للحب، وأنها أحبت والده وكانت تستطيع حل أي خلاف بينهما. فكانت سيدة ذكية وعلى الرغم من ذلك، كانت تخسر كثيراً في لعب القمار الذي أدمنته وكان تقوم بممارسته يومياً، لكن والده لم يعترض على ذلك لأنه كان يكسب الكثير من تجارته.
&

رفاهية:
وكان "الشريف" يتردد على النادي الرياضي الملكي ونادي محمد علي وهي الأماكن التي لا يدخلها إلا أبناء الأثرياء. وعاش مع أسرته في فيلا صغيرة بمنطقة كليوباترا بالإسكندرية، والتي قضى فيها سنوات طفولته الأولى قبل أن ينتقل للقاهرة مع والده الذي قرر نقل تجارته الى العاصمة مع نهاية الثلاثينات.
&

أيام الدراسة:
وبدأت حياة العائلة في القاهرة ميسورة أيضاً. حيث إستأجر والده شقة لهم في الطابق الثاني عشر قبل أن يشتري بيتاً في حي Garden city الراقي ليقيم فيه مع زوجته وابنه عمر، والذي ظهرت علامات البدانة عليه بوضوح نتيجة تناوله كميات كبيرة من الشكولاته آنذاك. ودرس في بداية حياته بالمدارس الأجنبية لكن والدته وجدت في زيادة وزن نجلها تهديداً لصحته ومستقبله أيضاً، خاصة مع شعورها أنه سيكون شخصاً له مكانة كبيرة في المستقبل، فقررت إلحاقه بمدرسة "فيكتوريا كولدج" بالإسكندرية، وهي أكبر مدرسة داخلية في مصر آنذاك وتُعلِّم الطلاب اللغات ويمارسون فيها الأنشطة المختلفة. والتحق الشريف بها في&سنه الحادي عشرة، بينما تولى عمه المقيم في الاسكندرية مهمة زيارته في الإجازات الأسبوعية حيث كانت والدته تذهب إليه مرة كل شهر تقريباً لتراه وتعرف تقييمه العلمي.

وكانت والدته بحسب ما ذكره تعنّفه إذا لم يكن الأول على زملائه، لأنها&كانت ترى أن العلم هو السلاح الرئيسي لنجلها حتى يكون له شأن مهم في المجتمع،&بينما حاول هو الإستمتاع بالمدرسة التي لم يكن مرحباً بها في البداية لكونها تقيد حريته وتجعله بعيداً عن أهله. وتعرّف في هذه المدرسة على يوسف شاهين، أحمد رمزي، عادل أدهم وغيرهم، فكانت بداية عشقه للفن من مسرح المدرسة الذي قدّم عليه عروضاً كثيرة مع "شاهين ورمزي" ليكون المسرح سبباً في حبه للفن الذي قرر أن يحترفه بعد الحصول على شهادة البكالوريا ومكتفياً بالأعمال المسرحية التي يقدمها بالمدرسة.

وأفادت المدرسة "الشريف" كثيراً في اتقان اللغتين الإنجليزية والفرنسية، الأمر الذي ساعده في سن صغيرة على احتراف التمثيل خارج مصر. إلا أن&عائلته رفضت بعد نجاحه في البكالوريا عمله بالتمثيل، وألحقته والدته بكلية التجارة نظراً لإجادته الحسابات، وعمل&مع والده في تجارة الأخشاب لفترة، لكنه بمجرد الانتهاء من دراسته عاد ليتمسك بحلمه في التمثيل مهدداً بالإنتحار إذا لم توافق والدته على دراسته للتمثيل في بريطانيا، وهو الطلب الذي وافقت عليه مضطرة استجابة لرغبة نجلها الوحيد، رغم نظرتها الدونية للممثلين في تلك الفترة.
&

المزيد في الجزء الثاني:
موافقة الأم أسعدت "الشريف" فكان أن استعد&للسفر، لكن مفاجأة كبرى حولت الحلم الذي طال انتظاره إلى سعادة لا توصف، والتفاصيل في الجزء الثاني من سيرة "لورانس العرب" &عبر "إيلاف" مع مزيدٍ من التفاصيل حول&عدوله عن السفر&لدراسة التمثيل في انجلترا.
&