توفي الفنان العالمي عمر الشريف ظهر اليوم الجمعة&بأزمة قلبية في أحد مستشفيات القاهرة عن عمر يناهز 83 عاماً.

&
بيروت: توفي الفنان العالمي عمر الشريف ظهر اليوم الجمعة في أحد مستشفيات القاهرة، عن عمر يناهز 83 عاماً، بعد إصابته بأزمة قلبية.
وكان الفنان القدير قد أودع مصحة إثر إصابته بمرض الزهايمر خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وآخر ما نقل عنه، تأثره الشديد لخبر وفاة زوجته السابقة، الفنانة فاتن حمامة خلال شهر يناير الماضي، حيث بقي يحبها رغم انفصالهما قبل نحو 40 عاماً. وكشف إبنه طارق في شهر مايو الماضي أن والده لا يتذكر شيئاً من مسيرته الفنية الناجحة.
&
وأكد وكيل أعماله ستيف كينيس خبر وفاته بتصريح أدلى به للديلي تلغراف من مقر إقامته في لندن، ومن جهتها، قالت الفنانة يسرا لصحيفة "المصري اليوم"، إنها تأكدت من الخبر عن طريق نجله طارق، الذي يقوم بزيارة إلى فرنسا خلال الفترة الحالية وسيعود لمصر. وأعربت عن حزنها الشديد لرحيل الفنان العالمي ووصفت وفاته بالخسارة الكبيرة الفنية والإنسانية.
&
ولد عمر الشريف واسمه الحقيقي ميشال شلهوب في العاشر من نيسان/ابريل 1932 في مدينة الاسكندرية (شمال) لعائلة مسيحية من أصول سورية لبنانية كانت تعتاش من تجارة الخشب. اكتشف المسرح في مدرسة "فيكتوريا كولدج" في الاسكندرية التي كانت ارسلته اليها والدته في سن الحادية عشرة سعيا الى تخفيف وزنه وكان لها ما ارادت. ثم درس الرياضيات والفيزياء في جامعة القاهرة وعمل مع والده طوال خمسة اعوام.
لقاؤه المخرج يوسف شاهين شكل منعطفا في حياته. واسند اليه العام 1954 احد الادوار الرئيسة في فيلم "صراع في الوادي" الى جانب النجمة المصرية فاتن حمامة. ولم يطل الامر حتى تزوج الممثل الشاب منها بعدما شهر اسلامه وانجب منها ابنهما الوحيد طارق.
اكتسب شهرته العالمية بفضل المخرج البريطاني ديفيد لين الذي سلط الضوء على موهبته وقدمه الى جانب بيتر اوتول في "لورنس العرب"، وذلك قبل ان يكرس هذه الشهرة في سينما الستينات بادائه البطولة في شريط "دكتور زيفاغو".
ظهوره الاول في فيلم اجنبي كان العام 1956 بادارة المخرج الفرنسي ريشار بوتييه وتحديدا في شريط "البعثة اللبنانية". لكنه لم يحقق نصيبه من الشهرة العالمية الا في فيلم "لورنس العرب" (1962) بادارة المخرج ديفيد لين وقد نال عنه جائزة "غولدن غلوب" عن فئة افضل اداء ثانوي. ومذاك استقر في الولايات المتحدة ووقع عقدا مع شركة كولومبيا. وفي هوليوود، قرر الانفصال عن فاتن حمامة لأنه كان "محاطا بنساء جميلات ومقتنعاً بأنه سيقع يوما في غرام نجمة. لذا، لم يرد اذلالها او منعها من اعادة صنع حياتها". في العام 1965، ادار المخرج البريطاني النجم المصري مجددا في "دكتور جيفاغو" وكوفئ هذه المرة بجائزة "غولدن غلوب" عن فئة افضل ممثل.
جسد ايضا شخصيات جنكيزخان والقيصر نقولا الثاني والكابتن نيمو وظهر في "مايرلينغ" (1968) لتيرينس يونغ و"فاني غيرل" لوليام وايلر الى جانب باربرا سترايسند (1968) و"تشي" لريتشارد فلايشر (1969).
يعترف بانه شارك في العديد من الافلام دون المستوى بسبب الظروف. وبعد فوزه بجائزة الاسد الذهبي في مهرجان البندقية العام 2003 عن مجمل مسيرته، فاز العام 2004 بجائزة سيزار افضل ممثل عن فيلم "السيد ابراهيم وازهار القرآن" لفرنسوا دوبيرون. ويؤدي فيه شخصية بائع عربي مسن تربطه صداقة بفتى يهودي.
شخصيته السريعة الغضب دفعت به للمثول امام القضاء، وخصوصا في 2003 حين اعتدى بالضرب على شرطي في احد كازينوهات باريس، وفي 2007 حين اعتدى على مؤجر سيارات طالبه بان يدفع بالدولار بدل اليورو.
عشق الشريف لعبة البريدج واتقنها ووضع كتابا عنها، وكان يملك مزرعة كبيرة لاحصنة السباق. ادمن ارتياد الكازينوهات هربا من "وحدته" كما يقول، لكنه صرح العام 2006 انه اعتزل اللعب "لئلا يقع فريسة هذا الشغف". لكن شغفه الاول والاخير ظل الشاشة الفضية. ويقول "كل ما اجنيه من مال اخسره. حين املك المال اراني مرغما على انفاقه لكن هذا الامر لا يزعجني".
ولايفاء ديونه من البريدج، اضطر الى بيع الشقة الوحيدة التي امتلكها في باريس. ويضيف "انا الممثل الوحيد في العالم الغريب في كل مكان. احمل حقيبتي واقصد الفنادق" الفاخرة ك"ضيف".& اقام خصوصا في فرنسا والولايات المتحدة وايطاليا. واجبره المرض على الابتعاد من الاستوديوهات العام 2012 بعد ظهور اخير في "صخرة القصبة" للمغربية ليلى مراكشي.
وقدم الشريف أكثر من 200 عمل فني بين القاهرة وهوليود ،&فبالإضافة لأدواره العالمية للراحل عدة أدوار في السينما المصرية كان أهمها "في بيتنا رجل" و"الأراجوز" و"المواطن مصري" و"حسن ومرقص" و"القديس بطرس الرسول" . أما آخر اعماله في السينما المصرية& فكان فيلم "المسافر" مع خالد النبوي وسيرين عبد النور ولم يحقق نجاحاً يذكر بدور العرض.

آراء
وكتب أنطونيو بانديراس الذي شارك الشريف عام 1999 في فيلم (المحارب 13) في تويتر "مات صديقي العظيم عمر الشريف. سوف أفتقده. كان واحدا من أفضل الممثلين." وكتب الممثل المصري عادل إمام الذي شارك الشريف في فيلم (حسن ومرقص) عام 2008 نعيا موجزا "خسارة كبيرة للفن المصري والعالمي... رحمة الله على الفنان عمر الشريف." وقال وزير الثقافة المصري عبد الواحد النبوي في بيان ينعى الشريف واصفا إياه بأنه "مدرسة فنية.. واحد من أشهر من أنجبتهم الساحة الفنية. قدم روائع من الأعمال السينمائية في منتصف القرن العشرين ليثري بها الشاشةالعربية." وأضاف أن الشريف "رغم وصوله للعالمية وما حققه من نجاحات في السينما الأمريكية ظل عاشقا مرتبطا بأرض مصر... أدواره الفنية تعد بمثابة مدرسة فنية يتعلم منها طلاب أكاديميات ومعاهد التمثيل في مصر والمنطقة العربية." أما أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة محمد عفيفي فيلخص الشريف كفكرة قائلا "الشريف ابن الإسكندرية المنفتحة علي عالم البحر المتوسط. خريج كلية فيكتوريا. نجم السينما المصرية رغم لكنته الأجنبية. الحصان الأسود في السينما العالمية... عاشق لمصر. أحب قوي دوره الكوميدي في فيلم (إشاعة حب) وأداءه المتميز في فيلم (أيوب). أعشق (دكتور زيفاجو). هو يمثل حقبة من تاريخ مصر." واكتفى الممثل المغربي إدريس الروخ بعبارة مقتضبة نعى فيها الشريف بقوله "وداعا أيها البطل