مراكش: بدخول الفيلم التونسي "طلامس" لمخرجه علاء الدين سليم، الخميس، دائرة المنافسة، تكون المشاركة العربية في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته الـ18، قد استكملت ظهورها أمام الجمهور وأعضاء لجنة التحكيم، برئاسة الأسكتلندية تيلدا سوينتون، التي ستكشف عن نتائج اختياراتها السبت المقبل، في ختام فعاليات التظاهرة.

وكانت الأفلام العربية قد دشنت مشاركتها، في هذه المسابقة الرسمية التي يتنافس فيها 14 فيلما، الأربعاء، بداية مع الفيلم السعودي "آخر زيارة" لمخرجه عبد المحسن الضبعان، وبطولة أسامة القس وعبد الله الفهد وفهد الغريري ومساعد خالد وغازي حمد؛ ثم الفيلم المغربي "سيد المجهول لمخرجه علاء الدين الجم، وبطولة يونس بواب وصلاح بن صالح وبوشعيب السماك ومحمد نعمان وأنس الباز وحسن بديدا وعبد الغني كتاب وأحمد يرزيز.

طاقم الفيلم السعودي "آخر زيارة" على السجادة الحمراء لمهرجان مراكش

تيه وهذيان

تغوص قصة الفيلم التونسي في أعماق تجربة سينمائية غريبة ومتفردة، في تأمل في أساسيات وجود معاصر قريب من الكارثة، في علاقة بالطبيعة والحب والجماعة والإنجاب.
في فيلمه، يستحضر المخرج الأساطير الأولى بكل جرأة، فيصبح اللغز معتادا وصعب المنال في آن. وبفضل صورته السينمائية وغطائه الصوتي، يعتبر الفيلم، الذي يؤدي فيه أدوار البطولة عبد الله مينياوي وسهير بن عمارة وخالد بن عيسى، كما جاء في ورقة تقديمه، "قصيدة ملحمية حقيقية يستعصي معها التأويل ويصعب فك الألغاز، فتأخذ المشاهد عبر خيال سينمائي واسع إلى رحلة من التيه والهذيان"، انطلاقا من "متخيل واسع وموحش وفاتن في نفس الآن، مبنى مهجور سط الغابة، أفعى ضخمة، وحائط أسود يبرز من العدم، وصورة رجل يرضع".

فجوة

يتناول الفيلم السعودي "آخر زيارة" قصة ناصر، الذي فور علمه بمرض والده يقرر العودة مرفوقا بابنه وليد (16 سنة)، إلى مسقط رأسه بعد طول غياب، والاستقرار في مدينة الرياض.
ونقف في الفيلم على الفجوة العميقة بين الأجيال، حيث يدعم الآباء التقاليد والعادات، فيما يتطلع الأبناء إلى التحرر.

ويتميز الفيلم، حسب ورقة تقديمه، بـ "عمق كبير وأصالة نادرة تمتزجان بجرأة وإتقان مثيرين"، مع قدرة مخرجه على "أن يوحد بين المواهب المتنوعة لمجتمع سينيفيلي مغمور، معلنا بذلك بزوغ موجة من أفلام المؤلف المستقلة في المملكة العربية السعودية".

عبث حقيقي

في الفيلم المغربي "سيد المجهول"، يتعلق الأمر بقصة لص، نراه يعود، بعد عقوبة سجنية، إلى المكان الذي كان قد أخفى فيه مسروقاته، ليكتشف أنه تحول إلى مزار لـ"سيد المجهول".

يتناول الفيلم، في مواقف كوميدية تجمع بين المغالطات والتخيلات، سعي البطل لاستعادة حقيبة مسروقاته، ينما يتحول المعتقد إلى عبث حقيقي.