"إيلاف" من بيروت: عبّر المخرج السوري فراس فياض عن حزنه لعدم قدرته على المشاركة بفعاليات جوائز الأوسكار لمواكبة عرض فيلمه The Cave الذي وصل إلى القائمة قبل النهائية للافلام التي ستتنافس على جائزة أفضل فيلم أجنبي، بعدما عجز في السنة الماضية أيضاً عن الحضور للترويج لفيلمه في الولايات المتحدة، لعدم حصوله على تأشيرة دخول إلى البلاد.. حيث شرح كاتباً: "كل ما أريده هو أن أحصل على الفرصة لأروي هذه القصة بنفسي للجميع. وأشعر بالحزن لأنني لا أستطيع أن أكون موجوداً هناك. فليس عدلاً أن أكون بعيداً وأخسر فرصتي لمشاركة قصتي بنفسي".

وبحسب المعلومات، فإن السبب الرئيسي لمنعه من دخول الولايات المتحدة هو جواز السفر السوري الذي يحمله. حيث أشار موقع Middle East Eye البريطاني أن سبب منعه من الحصول على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة يعود للأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بـ"حظر دخول المسلمين" إلى بلاده. وبالتالي فإن مفاعيل هذا القرار التنفيذي تنسحب على معظم مواطني سوريا واليمن وإيران وليبيا والصومال دخول الولايات المتحدة.

يذكر أنه في العام 2018، حصل فياض على إذنِ دخولٍ إلى الولايات المتحدة عندما رُشِّح فيلمه Last Men in Aleppo لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي. لكن، آنذاك، مُنع منتج الفيلم كريم عبيد في البداية من الدخول، لكنه عاد حصل على تأشيرة دخول بعد تقديم الطعن على القرار قبل أيامٍ قليلة من موعد الحفل.

الجدير ذكره أنه خلال الشهر الجاري، سيختار أعضاء لجنة التصويت الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية قبل حفل توزيع الجوائز في التاسع من فبراير 2020. وتدرس اللجنة القائمة على الجائزة حالياً ما إذا كان سيصل فيلم "الكهف" إلى القائمة النهائية أم لا، بعد عامين من ترشيح المخرج للجائزة المرموقة عن فيلمه الوثائقي Last Men of Aleppo. لكن يبقى السؤال: "في حال تم ترشيح فيلمه للمتافسة على الجائزة، هل ستكلل فرحته بالحصول على تأشيرة للذهاب والحصول على تكريمه؟".

وفيما يتردد أن هناك متسع من الوقت لطعن "فياض" على القرار قبل موعد حفل توزيع جوائز الأوسكار المقرر في فبراير المقبل، رفضت وزارة الخارجية الأميركية التعليق على منع دخوله في رسالةٍ عبر البريد الإلكتروني فياض، أبلغتها لموقع Middle East Eye، وجاء فيها أن «سجلات التأشيرات سرية بموجب القانون الأميركي"


وكانت شركة “ناشونال جيوغرافيك للأفلام الوثائقية” قد قدمت فيلم المخرج السوري فراس فياض “الكهف” ضمن قائمتها للترشيح لجوائز “الأوسكار”. وهو يتتبع الحياة اليومية لخمس طبيبات وهن يعملن في مستشفى تحت الأرض أثناء حصار الغوطة ما بين عامي 2012 و2018.

بطلة الفيلم هي الدكتورة أماني عمرها 30 عامًا وهي طبيبة أطفال، لم تتمكن من إنهاء دراستها، وأصبحت قائدة لفريق من 130 من الاختصاصيين في مستشفى “الكهف” الذي كان يخدم 400 ألف مدنياً في الغوطة.

وكان "فياض" قد أشار بتصريحاته إلى أن دافعه للعمل كان نقل ما شهده من قمعٍ وتعذيب للنساء في سجون النظام السوري، مع ما شهده من جرائم حرب ارتكبها النظام في الغوطة من استخدامه للأسلحة الكيماوية عام 2013 والتخاذل العالمي الذي تبعها، وقال “علمت أن علي تحدي ذلك التخاذل وشعرت بمسؤولية أخلاقية لكشف آثار جرائم الحرب”.

وغرّد عبر حسابه الخاص على “تويتر”: “أنا ممتن لشجاعة تلك النسوة الرائعات لمشاركتهن بنقل الحقيقة وممتن للفريق وراء هذه القصة لتقديم الحقيقة في وجه الأكاذيب والتضليل”.