"إيلاف" من بيروت: أسلمت نجمة السينما المصرية المناضلة نادية لطفي الروح بعد أيامٍ من غيبوبة استمرت لأيام عقب فترة طويلة أمضتها في المستشفى بسبب الأمراض والأزمات المتتالية كان آخرها ضيق التنفس إثر نزلة برد حادة.
وسيتم تشييعها بعد ظهر غد الأربعاء من مسجد مستشفى المعادي العسكري، ليتم دفنها بمقابرالأسرة، وتتلقى أسرتها العزاء مساء بعد غد الخميس فى مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد في منطقة السادس من أكتوبر.

ورحلت النجمة الجماهيرية_ التي بقيت محبوبة جداً في الوسط الفني حتى آخر أيامها_ في عامها الـ 83 بعدما أطلت عبر فيديو نشرته النجمة إلهام شاهين التي احتفلت معها بعيد ميلادهما المشترك في 3 من يناير الماضي. علماً أنها من مواليد القاهرة في العام 1937. وكان آخر تعليقاتها عن زميلتها النجمة ماجدة الصباحي التي حزنت كثيراً لرحيلها وأشادت بروحها الجميلة.

ونعاها نقيب الممثلين، مشيداً بمسيرتها الفنية فيما توالت تغريدات وتدوينات الجمهور والفنانين المؤثرة بعيد انتشار خبر رحيلها عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.

ونعتها وزير الثقافة الدكتورة ايناس عبد الدايم مع جميع الهيئات والقطاعات الفاعلة في مصر، قائلة: "تربعت الراحلة على عرش السينما العربية باعتبارها علامة بارزة صنعت جزءاً من تاريخ هذا الفن، وكانت كلمة السر لنجاح نخبة من أعظم الأعمال الخالدة. مشيرةً إلى مسيرتها الطويلة التيّ تميزت بالنضال والوطنية والبطولة إلى جانب الإبداع الفني.

نادية لطفي مع ابنها بين طفولته وشبابه وصورة لها في سن المراهقة

وتُعد "لطفي" واحدة من أشهر الممثلات في تاريخ مصر. واسمها الحقيقي بولا محمد لطفي، وأدت أول أدوارها التمثيلية في العاشرة من عمرها على مسرح المدرسة وأكملت تعليمها لتحصل على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955. علماً أنها تزوجت ثلاث مرات من خارج الوسط الفني، ولها ابن وحيد يعيش في الولايات المتحدة من زوجها الأول الضابط البحري عادل البشاري.


واكتشف موهبتها المخرج رمسيس نجيب الذي قدمها بفيلم "سلطان" مع النجم فريد شوقي عام 1958، واختار لها الاسم الفني "نادية" اقتباسًا من شخصية فاتن حمامة في فيلم "لا أنام". لتتألق بعدها في العقدين السادس والسابع من القرن العشرين بعدد كبير من الأعمال في السينما. وكان آخرها المسلسل الوحيد الذي قدمته في التلفزيون "ناس ولاد ناس" عام 1993. كما قدمت طيلة حياتها مسرحية واحدة فقط.



وكانت "لطفي" قد أشارت إلى أن والدتها أسمتها "بولا" تيمناً بالراهبة الطيبة الجميلة التي ساعدتها عندما تعسرت ولادتها. كما نفت الشائعات التي ترددت عن جنسية والدتها بكونها بولندية مؤكدة أنها مصرية وتُدعى فاطمة. وأوضحت أن سبب انتشار تلك الشائعة يعود لاختيارها وسعاد حسني للقاء الوفد البولندي الفني لمصر، حيث تحدثت ببضعة كلمات ألمانية، فكتب أحد الصحفيين أنها تحدثت البولندية ناشراً تلك الشائعة.

النجمة المناضلة
وعُرفت الفنانة القديرة بنشاطها الوطني والإنساني في شبابها من خلال رعاية الجرحى والمصابين والأسرى في الحروب المصرية والعربية خلال العدوان الثلاثي في العام 1956 وما تلاه من حروب بينها حرب أكتوبر 73.

واشتهرت إلى جانب أدوارها المؤثرة بمواقفها السياسية وأهمها دعمها للقضية الفلسطينية، وفضحها لجرائم إسرائيل خلال حصار بيروت، حيث زارت المخيمات الفلسطينية عام 1982 والتقت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. كما أنها سبقت فنانات جيلها بنشاطها المُلفت في الدفاع عن حقوق الحيوانات في مطلع العقد الثامن من القرن الماضي.

من أشهر أفلامها "لا تطفئ الشمس" الذي أخرجه صلاح أبو سيف، وهو من تأليف إحسان عبدالقدوس في عام 1961. وشاركت في أعمال مع "العندليب الأسمر" عبدالحليم حافظ بينهما فيلم "الخطايا" عام 1962، و"أبي فوق الشجرة" عام 1969. كما لمعت بفيلم النظارة السوداء، وللرجال فقط، والناصر صلاح الدين مع المخرج العالمي يوسف شاهين.