مايك ويندلينغ
بي بي سي نيوز
اتهم البيت الأبيض إيلون ماسك بتكرار "كذبة بشعة" بشأن اليهود، بعد أن بدا أن مالك منصة إكس (تويتر سابقا) للتواصل الاجتماعي يرد بإعجاب على منشور معادٍ للسامية على المنصة.
ورد ماسك، يوم الأربعاء، على منشور حول نظرية مؤامرة معادية للسامية، ووصفها بأنها "الحقيقة الفعلية". ونفى ماسك أن يكون المنشور معاديًا للسامية.
ومع ذلك، أكد أندرو بيتس، المتحدث باسم البيت الأبيض، أن تأييده لهذا المنشور الذي أثار الغضب على الإنترنت، "غير مقبول".
وقال بيتس : "ندين هذا الترويج البغيض للكراهية العنصرية والمعادية للسامية بأشد العبارات".
ويشير المنشور الذي رد عليه ماسك إلى نظرية المؤامرة التي حفزت الرجل الذي قتل 11 شخصًا في كنيس يهودي في بيتسبرغ في عام 2018.
وقال بيتس: "من غير المقبول تكرار الكذبة البشعة وراء أكثر أعمال معاداة السامية فتكا في التاريخ الأمريكي في أي وقت، ناهيك عن مرور شهر واحد على اليوم الأكثر دموية للشعب اليهودي منذ المحرقة"، في إشارة إلى هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على إسرائيل.
وكتبت ليندا ياكارينو، الرئيسة التنفيذية لشركة إكس، في تغريدة سابقة أن الشركة "كانت واضحة للغاية بشأن جهودنا لمكافحة معاداة السامية والتمييز. ولا يوجد مكان لذلك في أي مكان في العالم - إنه أمر قبيح وخاطئ".
وكان ماسك قد رد الأربعاء بتعليقه "الحقيقة" على منشور اتهم المجتمعات اليهودية بتحفيز "الكراهية ضد البيض"، وهو المنشور الذي تضمن أيضا مشاعر معادية للمهاجرين.
يبدو أن المنشور يدعم نظرية المؤامرة العنصرية والمعادية للسامية المعروفة باسم "الإبادة الجماعية للبيض"، والتي تزعم أن اليهود يخططون بشكل منهجي لتشجيع هجرة "غير البيض" إلى الدول الغربية بهدف "القضاء" على العرق الأبيض.
وقال زاهد أمان الله، وهو زميل بارز في معهد الحوار الاستراتيجي ومقره لندن، لبي بي سي إن المنشور الأصلي الذي رد عليه ماسك "يستخدم لغة محددة تم استخدامها في الماضي لتبرير الهجمات العنيفة على المعابد اليهودية".
وكانت نظرية المؤامرة هي الدافع وراء قتل 11 من المصلين بالرصاص دخل كنيس شجرة الحياة في بيتسبرغ عام 2018.
وينفي ماسك أنه معاد للسامية، وقال لاحقًا إن تعليقاته لا تشير إلى جميع اليهود، بل إلى جماعات مثل رابطة مكافحة التشهير (إيه دي إل) وجماعات يهودية أخرى غير محددة.
ونشر جوناثان غرينبلات، الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير : "في الوقت الذي تتفجر فيه معاداة السامية في أمريكا وتتصاعد في جميع أنحاء العالم، من الخطير بلا شك استخدام نفوذ المرء لتأكيد صحة النظريات المعادية للسامية والترويج لها".
ويأتي الجدل الدائر حول معاداة السامية في الوقت الذي توقفت فيه بعض المنظمات عن شراء الإعلانات على موقع إكس، مشيرين إلى وجود محتوى متطرف على هذه الشبكة الاجتماعية.
فقد قررت شركة آي بي إم وقف إنفاقها الإعلاني بعد أن أشار تقرير صادر عن هيئة مراقبة إعلامية يسارية إلى وجود محتوى يروج لأفكار أدولف هتلر والنازية بجوار منشوراتها. فيما أعلنت شركة أبل في وقت لاحق أنها ستتوقف أيضًا عن شراء الإعلانات على هذه المنصة، وفقًا لما ذكره موقع إكسيوس.
وقالت منصة إكس لبي بي سي الخميس إن الإعلانات لا يتم وضعها عمدا بجانب المحتوى المتطرف. وأشارت إكس أيضًا إلى أن الحسابات التي تروج للأيديولوجية النازية لن تحقق إيرادات من الإعلانات. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تصنيفها على أنها "وسائط حساسة".
بشكل منفصل، طلبت المفوضية الأوروبية من إداراتها التوقف عن شراء الإعلانات على إكس بسبب المخاوف من المعلومات الخاطئة فيما يتعلق بالحرب بين إسرائيل وحماس، وذلك بحسب تقرير صادر عن بوليتيكو.
ولم يتطرق ماسك بشكل مباشر إلى تصريحاته الخاصة، ولكنه انتقد منصة "ميديا ماترز"، وهي هيئة مراقبة إعلامية، ورد بدعم منشورات أخرى تنتقد شركة آي بي إم و"وسائل الإعلام".
وكرر الملياردير في عدة مناسبات نظريات المؤامرة وانتقد أيضًا هيئات مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي – بما في ذلك إيه دي إل ومجموعات أخرى – لانتقادها التغييرات التي أجراها في إدارة المحتوى في منصة إكس.
وتزعم إكس أن لديها ضوابط أقوى لسلامة العلامة التجارية مقارنة بالشبكات الاجتماعية الأخرى وأن خطاب الكراهية والتطرف قد سقط على المنصة على الرغم من التخفيضات الكبيرة في فريق السلامة بالشركة. ولا توافق العديد من مجموعات المراقبة الخارجية على تقييم الشركة وتقول إن التطرف وخطاب الكراهية قد زادا تحت قيادة ماسك.
وفي وقت سابق من هذا العام، هدد ماسك بمقاضاة رابطة مكافحة التشهير، مدعيا أنها "تحاول قتل هذه المنصة من خلال اتهامي كذبا بأنها معادية للسامية". وهو يلقي باللوم على جماعات الضغط، وليس المعلومات المضللة والمشاركات المتطرفة، في الانخفاض الحاد في عائدات الإعلانات منذ توليه زمام الأمور.
ورغم أنه لم ينفذ تهديده ضد رابطة مكافحة التشهير، فقد رفعت الشركة دعوى قضائية ضد مجموعة بحثية أخرى، وهي مركز مكافحة الكراهية الرقمية .
وقدم مركز مكافحة الكراهية الرقمية الخميس طلبًا لرفض الدعوى القضائية بموجب قانون كاليفورنيا المعروف بـ "الدعاوى القضائية الإستراتيجية ضد المشاركة العامة"، ووصف المركز الدعوى التي رفعتها منصة إكس بأنها "محاولة للرقابة والترهيب والإسكات".
بالشراكة مع تغطية كريس فالانس
التعليقات