إيلاف من جدة : احتفاء كبير غمر المجتمع الفني السعودي، بإعلان مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي تبدأ فعالياته اليوم 30 نوفمبر إلى 9 ديسمبر 2023، عن تكريم الفنان السعودي الكبير عبدالله السدحان، أحد أهم نجوم الكوميديا في المملكة، بل والخليج العربي بأسره.

تكريم مستحق لنجم "طاش ما طاش"
هناك إجماع كامل على أحقية تكريم النجم عبدالله السدحان والذي يعود له الفضل في تأسيس الدراما الحديثة في المملكة العربية السعودية، بمشاركة زميله ناصر القصبي، حيث ارتبط اسمهما سويًا على مدار سنوات طويلة من خلال مشروعهما الفني الشهير "طاش ما طاش" .

و"طاش ما طاش" وحده يكفي لأن يكون سببًا في تكريم "السدحان" فالعمل الذي تم تقديمه على مدار 18 عامًا بمجموع 18 جزءًا هو أحد أهم الأعمال التلفزيونية في الخليج العربي، والذي نجح في تخطي حدود الجزيرة العربية للدول العربية الأخرى، ففي التسعينات وبداية الألفية ، كان الثنائي السعودي "السدحان"، و"القصبي" هما سفراء الفن الخليجي في المنطقة العربية.

وقدم "السدحان" فيه مع رفيق دربه الـ"القصبي" كوميديا واقعية تعكس مشاكل المجتمع السعودي وتناقشها بأسلوب ساخر، على سبيل المثال مسألة قيادة المرأة للسيارات، ووجه نقدًا لبعض المظاهر المجتمعية التي كان يعيشها المواطن السعودي وقتئذ، لتتحقق نبوءته بعد أعوام طويلة، ويتغير واقع المملكة لما كان يطمح له العمل الفريد من نوعه.

مهام كثيرة في خدمة الفن
و"طاش ما طاش" ليس السبب الوحيد قطعا في تكريم الفنان الكبير، والذي لا يقتصر مشواره الفني على كونه فنانًا، فهو منتج وكاتب وممثل، وصاحب أفكار درامية مميزة، وعمر فني طويل قضاه في خدمة الفن السعودي والخليجي بشكل عام بأوجه مختلفة.

وبجانب كل ذلك، كان السدحان من نجوم المسرح الخليجي، فهو لم يتخلَ أبدًا عن أبو الفنون المسرح، فالمسرح شهد بداياته حيث انضم له أثناء دراسته في الجامعة، ليصبح هو بوابته للشهرة والمجد، وظل وفيًا له حتى الآن.

السدحان.. مسيرة فنية شيقة
وقدم الفنان السعودي أعمالًا كثيرة، خلال مسيرته الفنية الحافلة، منذ أن اكتشفه الفنان الكبير سعد الفريح عام 1974، أي ما يقارب على الخمسين عامًا، أعمالًا كثيرة ومتنوعة، يتخطى عددها الـ70 ما بين ومسرحيات ومسلسلات.

وبعد أن "السدحان" نظر "الفريح" لأول مرة عندما شاهده على المسرح فيها، وطلب منه أن يشارك في حفل لنادي الهلال السعودي، ضم أسماء فنية كبيرة وقتها، عرض عليه المخرج العمل في التلفزيون أيضًا، ففرح الفنان الشاب وقتها بذلك العرض، وسارع إلى الذهاب على موعد مع المخرج، ليشارك في أول أعماله "أيام لا تنسى" إلى جانب كل من محمد العلي وعلي المدفع، الذي كون معهما والقصبي فريقًا كوميديًا هاماً، وقدموا إبداعات فنية هامة سويًا، أبرزها “ثلاثة النكد” و”تحت الكرسي” على المسرح.

كما قدم "السدحان" مسرحيات: “عويس التاسع عشر”، ومسرحية “عودة حمود ومحيميد” ، و”ولد الديرة” ، و”للسعوديين فقط”، بجانب مسلسلات مثل: “عيون تراقب الزمن”، و”عودة عصويد”، و”لا يحوشك حبروك” ، و”صراع الأجيال”، و”بداية النهاية”، و”بدون فلتر 1 و2”، و”كسرة ظهر”، و”أربعيني في العشرين”، وغيرها.
السينما.. حلمه الذي تحقق


وأخيرًا وبعد سنوات، من إصرار "السدحان" في كثير من حواراته الفنية حول أهمية وجود دور عرض سينمائية في المملكة وأيضًا إنتاج أفلام سعودية، وحقق "السدحان" حلمه بالمشاركة في فيلم سينمائي وهو "نورة" للمخرج توفيق الزايدي، والذي يعرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي، كتتويج لنجوميته وشعبيته الكبيرة.

ويلتقي الفنان الكبير مع عدد من النجوم الشباب في العمل، وأبرزهم: يعقوب الفرحان، وماريا بحراوي، وعائشة كاي، والفيلم تدور أحداثه حول "نورة" وهي شابة أمية، تكتشف عوالم جديدة، بعدما يأتي مدرس جديد إلى قريتها ويعلمها أن تعبر عن نفسها بالرسم

و"نورة" يعتبر الفيلم الأول الذي يعرض للسدحان، خاصة أن تجربته السينمائية الوحيدة "سنين الرحمة" في أواخر التسعينات لم تكتمل، حيث توقف تصوير الفيلم ولم يكتمل حلمه، وحلم المنتج السعودي الكبير صالح الفوزان بإطلاقه، ونتمنى أن تستمر تجربة "السدحان" السينمائية، ويضيف إلى مسيرته الفنية الحافلة، عددًا من الهامة على الشاشة الساحرة، بجانب ما قدمه في الدراما والمسرح.