إيلاف من باريس: أصبح أولمبياد باريس 2024 حدثاً كاشفاً لبعض المشكلات التي تعانيها فرنسا، وعلى رأسها "العنصرية" التي تحاصر المهاجرين، بل والفرنسيين الذين لديهم أصول أفريقية.

وبعد أن كانت أزمة عدم وجود الصليب على الكنائس التي ظهرت في ملصقات ومنشوارت الدورة الأولمبية الباريسية قد نالت قسطاً كبيراً من الجدل، ظهرت أزمة جديدة، وهي رفض اليمين الفرنسي المتطرف أن تغني المطربة الفرنسية من أصول مالية آية ناكامورا في حفل افتتاح الأولمبياد الباريسي.

إديث بياف وآية ناكامورا
الصحافة الفرنسية أشارت إلى أن اليمين المتطرف لا يريد أن تلعب مطربة من أصول أفريقية دور إديث بياف في افتتاح الألعاب، وهو الدور المرشحة له آيا ناكامورا "الفرنسية من أصول مالية"، ومن المعروف أن إديث بياف من أهم المطربات في تاريخ فرنسا، وأكثرهن شهرة في القرن الماضي.

اليمين الفرنسي المتطرف، يعتبر أن ناكامورا غير مناسبة لصورة فرنسا، ولا يجب أن تغني للمطربة الفرنسية الشهيرة إديث بياف، وهو الرأي الذي أدى إلى جدل كبير، واللافت في الأمر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو الذي كان قد اقترح على آية ناكامورا أن تشارك في افتتاح الأولمبياد بأغنية للمطربة الشهيرة إديث بياف.

هذه باريس يا آية
ولم يعترض اليمين المتطرف على ترشيح آية ناكامورا فحسب، بل كانت هناك تحركات وتصرفات عنصرية، ومن بينها أن مجموعات من أولتراس اليمين المتطرف وضعوا لافتات مسيئة، وكتبوا عليها :"مستحيل يا آية، هذه باريس، وليس سوق باماكو"، وهي إشارة عنصرية، هدفها التقليل من المكان الذي أتت منه عائلة المطربة، وهو مدينة باماكو عاصمة مالي.

يذكر أن آية ناكامورا ولدت في العاصمة المالية باماكو عام 1995 لعائلة من الموسيقيين، وهاجرت عائلتها إلى باريس عندما كانت طفلة وحصلت على الجنسية الفرنسية عام 2021.

تعاطف مع ناكامورا
وأظهر العديد من المطربين دعمهم للمغنية، التي تلقت أيضا دعماً من وزيرة الرياضة أميلي أوديا كاستيرا، حيث قالت: "انسوا كل هذا"، في إشارة إلى أن الهجوم على المطربة ليس له قيمة.

هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها اليمين المتطرف جدلا يتعلق بالألعاب الأولمبية "باريس 2024"، وفي الأسبوع الماضي، وبعد عرض الملصقات الرسمية للألعاب، انتقدوا عدم ظهور العلم الفرنسي على هذه الملصقات التي تمثل مناطق سياحية مختلفة في العاصمة، كما انتقدوا بشدة إزالة الصلبان الكاثوليكية عن بعضها.

عدم تعمد أو علمانية أو مجاملة المسلمين
"كنيسة بلا صليب" في ملصقات أولمبياد باريس.. لماذا؟