إيلاف من الجونة: اختُتمت الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي بعد 9 أيام من الفعاليات المتنوعة التي تميزت بحضور لافت للنجوم وصناع السينما من مصر والعالم. أُقيم حفل الختام يوم أمس الجمعة بمدينة الجونة، وشارك فيه المهندس سميح ساويرس، رئيس المهرجان ومؤسس مدينة الجونة، ونجيب ساويرس، مؤسس المهرجان، إلى جانب عمرو منسي، المدير التنفيذي والمؤسس المشارك، ونخبة من الشخصيات الفنية والسينمائية.

تكريم استثنائي ودقيقة حداد
قدم الحفل الإعلامية اللبنانية أنابيلا هلال، وبعزف السلام الجمهوري، تلاه فقرة خاصة لتكريم الفنان حسن يوسف والفنان مصطفى فهمي، اللذين توفيا بالتزامن مع إقامة المهرجان، وقدم تلك الفقرة الفنانان سلوى محمد علي وسيد رجب.

ووجه المهرجان رسالة مؤثرة في نعيهما، ووقف الحضور عليهم "دقيقة حداد".

كما كرّم المهرجان الفنانين اللبنانيين جوانا حاجي توما وخليل جريج بجائزة الإنجاز الإبداعي.

أرقام غير مسبوقة في الحضور
وفي كلمته أكد المهندس سميح ساويرس، على التزام مهرجان الجونة السينمائي برعاية المواهب وتقديم منصة للتعبير السينمائي في المنطقة العربية وما وراءها. قائلاً: "تأسس مهرجان الجونة السينمائي كمنصة للإبداع والحوار والتبادل الثقافي، وكل عام يقترب بنا من هذه الرؤية".

أضاف: "أنا فخور بالكيفية التي ينمو بها المهرجان، مما خلق تأثيراً دائماً وشجع صانعي الأفلام على تخطي الحدود وإيصال قصص قوية تتألف وتتفاعل مع الجمهور في جميع أنحاء العالم".

من جانبه، رحب عمرو منسي، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي للمهرجان، بضيوف الحفل، وقال: "أعلم أنه كان يتقال على مهرجان الجونة إنه مهرجان النخبة أو (الفساتين)، لكن أعتقد الصورة تغيرت تماما، وهذا ظهر بوضوح العام الماضي وزاد أكثر هذا العام".

كشف المدير التنفيذي للمهرجان عمرو منسي أن المهرجان حقق أرقاماً قياسية بحضور 5,500 شخص من الجمهور، بالإضافة إلى بيع 22,500 تذكرة للفعاليات المختلفة. وأكد منسي أن إنشاء "الهاب" ساهم في تسهيل تجربة الحضور ومكن المهرجان من تحقيق هذه الأرقام الاستثنائية.

وأخيراً، أعربت ماريان خوري، المديرة الفنية لمهرجان الجونة السينمائي، عن اعتزازها بالاختيارات هذا العام، قائلة: "تمثل اختياراتنا هذا العام نسيجاً غنياً من وجهات النظر السينمائية المتميزة، حيث تعرض المواهب الناشئة والراسخة". "لقد كان من الشرف لي أن أقوم باختيار أعمال مؤثرة تتحدى وتلهم وتحتفل بالإنسانية بكل تعقيداتها. أنا متحمسة لجمهورنا لتجربة هذه القصص".

جوائز المهرجان
وخلال الحفل تم توزيع جوائز المهرجان على الأفلام الفائزة، حيث شهدت النسخة السابعة من مهرجان الجونة 2024 مشاركة 55 فيلمًا روائيًا طويلًا ووثائقيًا، إضافة إلى 16 فيلمًا قصيرًا من 40 دولة حول العالم.

وأعلنت اللجنة منح جائزة NETPAC لأفضل فيلم آسيوي في مهرجان الجونة السينمائي 2024، لفيلم "نحن في الداخل" للمخرجة فرح قاسم (لبنان، قطر، الدنمارك) بالجائزة.

بعد ذلك تم تقديم مسابقة "فبريسي" ولجنة التحكيم التي تألفت من الناقدة السينمائية السودانية أروى تاج الدين، والبرتغالي فرانسيسكو فيريرا، والبرازيلية وليتيشيا ألاسِّي.

وقد منحت جائزة FIPRESCI للفيلم الهندي "الفتيات سيصبحن فتيات" (Girls Will Be Girls) من إخراج شوتشي تالاتي. وتسلم الجائزة نيابةً عن المخرجة، كل من بريتي بانيغراهي وكيساف بينوي كيرون، وهما من أبطال الفيلم، والمنتجة كلير شاسانج من شركة Dolce Vita الفرنسية.

سينما من أجل الإنسانية
بعد ذلك تم تقديم جائزة سينما من أجل الإنسانية التي يمنحها الجمهور كل عام، وقدمها المهندس نجيب ساويرس، وفاز فيلم "مشقلب"، للوسيان بورجيلي، وبان فقيه، ووسام شرف، وأريج محمود، إنتاج (لبنان) بجازة سينما من أجل الإنسانية.

وبعد ذلك تم الإعلان عن اختيار لجنة تحكيم جائزة "الجونة الخضراء" فيلم "المعركة من أجل لايكيبيا" للفوز بالجائزة.

وتألفت اللجنة من الممثلة المصرية -المونتينيغرية تارا عماد، والممثل والمخرج والمنتج المصري أحمد مجدي، والمنتجة الهولندية أنيميك فان دير هيل.
والفيلم من إخراج دافني ماتزياراكيس وبيتر موريمي، وهو فيلم وثائقي قوي من كينيا بمشاركة إنتاجية مع اليونان والولايات المتحدة، يعرض التحديات والصمود لأبطاله في منطقة لايكيبيا.

وبعد ذلك تم تقديم مسابقة الأفلام القصيرة (4 جوائز)، وأعلنت لجنة التحكيم عن جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي قصير، والتي ذهب إلى فيلم (أمانة البحر)
لهند سهيل، إنتاج (مصر، السويد).

كما تم منح "تنويه خاص" لفيلم "فجر كل يوم" لأمير يوسف (مصر)، وفيلم "بلا صوت" لصامويل باتي (سويسرا).

نجمة الجونة البرونزية
وتم إعلان جائزة نجمة الجونة البرونزية لأفضل فيلم قصير، والتي ذهبت إلى فيلم "مد وجزر" لناي طبَّارة، إنتاج (لبنان، قطر، الولايات المتحدة)، كما ذهبت جائزة نجمة الجونة الفضية لأفضل فيلم قصير، إلى فيلم "كيف استعدنا والدتنا"، لجونكالو وادينغتون (البرتغال)، وفيلم "برتقالة من يافا" لمحمد المُغنّي وإنتاج (فلسطين، بولندا، فرنسا).

أما جائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم قصير، فذهبت إلى فيلم "ما بعد" للمخرجة مها حاج، إنتاج (فلسطين، إيطاليا، فرنسا).

بعدها تم الإعلان عن الفائزين بمسابقة الأفلام الوثائقية (4 جوائز)، وترأست لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة المخرجة الوثائقية اللبنانية الشهيرة إليان رهب، وضمّت المخرج والمنتج المغربي هشام فلاح، والمستشار في صناعة الأفلام الفرنسية جيروم بايار، والمخرج التونسي نجيب بالقاضي، والمخرجة والمنتجة الألمانية ستيفي نيدرول.

وأعلن عن الفائزين في مسابقة الأفلام الوثائقية، والتي كرّمت أفضل الأعمال الوثائقية لهذا العام. ومنحت نجمة الجونة لأفضل فيلم وثائقي عربي، وهي جائزة تشمل الكأس والشهادة وجائزة مالية قدرها 30,000 دولار أمريكي، مناصفة بين فيلم "رفعت عيني للسما" (إنتاج مشترك بين مصر، فرنسا، الدنمارك، قطر، والسعودية) للمخرجين ندى رياض وأيمن الأمير، وفيلم "ذاكرتي مليئة بالأشباح" من سوريا للمخرج أنس الزواهري.

كما منحت نجمة الجونة البرونزية للفيلم الوثائقي، المصحوبة بجائزة مالية قيمتها 7,500 دولار أمريكي، لفيلم "نوع جديد من البرية" من النرويج للمخرجة سيلي إيفينسمو جاكوبسن، بينما ذهبت نجمة الجونة الفضية للفيلم الوثائقي وجائزة قدرها 15,000 دولار أمريكي، لفيلم "موسيقى تصويرية لانقلاب" (إنتاج بلجيكا، فرنسا، وهولندا) من إخراج يوهان غريمونبريز.

وحصد فيلم "نحن في الداخل" (لبنان، قطر، الدنمارك) من إخراج فرح قاسم نجمة الجونة الذهبية للفيلم الوثائقي، التي تتضمن جائزة مالية قدرها 30,000 دولار أمريكي.

الأفلام الروائية الطويلة
وفي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، تولّت لجنة التحكيم، التي ترأستها الممثلة والمخرجة الهندية نانديتا داس وضمّت في عضويتها كلاً من الناقد السينمائي الفرنسي شارل تيسون، والممثلة الألمانية سيبيل كيكيلي، والمخرجة الجزائرية صوفيا جاما، والممثلة المصرية منة شلبي، مهمة اختيار أبرز الأفلام من بين مجموعة متنوعة من الأعمال المتميزة، حيث تم تقديم جوائز تشمل الكؤوس والشهادات وجوائز مالية، تكريماً للتميز في مجال السرد السينمائي والإبداع الفني.

وحصل تشارلز بيكيا غاليتو على تنويه خاص عن فيلمه "كل شيء لي" (فرنسا) من إخراج آن صوفي بيلي.
وذهبت نجمة الجونة لأفضل ممثلة إلى لورا ويسمار عن دورها في فيلم "سيلفي ماريا" من إخراج مار كول. أما نجمة الجونة لأفضل ممثل فكانت من نصيب آدم بيسا عن فيلم "أثر الأشباح" (فرنسا، ألمانيا، بلجيكا) من إخراج جوناثان ميلي.

وفي إطار تعزيز السينما العربية، تم منح نجمة الجونة لأفضل فيلم روائي عربي، الكأس، الشهادة، وجائزة مالية قدرها 20,000 دولار أمريكي، مناصفة بين فيلم "شكراً لاختياركم بنكنا!" (فلسطين، ألمانيا، السعودية، قطر، مصر) من إخراج ليلى عباس وفيلم "لمن أنتمي" (تونس، فرنسا، كندا) من إخراج مريم جوبور.

"ستكون الفتيات فتيات"
فيما حصل فيلم "ستكون الفتيات فتيات" (الهند، فرنسا، النرويج، الولايات المتحدة) من إخراج شوتشي تالاتي على نجمة الجونة البرونزية للفيلم الروائي، والتي تضمنت الكأس، الشهادة، وجائزة مالية قدرها 15,000 دولار أمريكي.

أما نجمة الجونة الفضية للفيلم الروائي، فقد ذهبت إلى فيلم "المملكة" (فرنسا) من إخراج جوليان كولونا، حيث تم منحها الكأس، الشهادة، وجائزة مالية قدرها 25,000 دولار أمريكي.

وفي ختام الحفل، تم تكريم فيلم "أثر الأشباح" (فرنسا، ألمانيا، بلجيكا) للمخرج جوناثان ميلي الذي حصل على نجمة الجونة الذهبية للفيلم الروائي، إلى جانب الكأس، الشهادة، وجائزة مالية قدرها 50,000 دولار أمريكي.

كما أعلن مهرجان الجونة السينمائي عن النسخة الأولى من جائزة "ما وراء الكاميرا"، والتي قُدِّمت أمس وهي جائزة تُقدم لتكريم الفنانين الذين يعملون خلف الكاميرا، للتأثير الكبير لهم في صناعة الأفلام من خلال خبراتهم في مجالات رئيسية: المونتاج، وتصميم الأزياء، والتصوير السينمائي، وتأليف الموسيقى، والديكور. وفازت بها هذا العام مصممة الأزياء المصرية ناهد نصر الله.

كما تم تكريم سينمائيين عن عملهم "وراء الكاميرا"، وفاز بها هذا العام مدير التصوير عبد السلام موسى، والموسيقار والملحن أحمد الصاوي عن فئة الموسيقى.

وتكونت لجنة تحكيم الجائزة من أعضاء اللجنة الاستشارية للمهرجان، وهم: الفنانة يسرا (مصر)، والمخرج يسري نصر الله (مصر)، والمخرج مروان حامد (مصر)، والممثلة والمنتجة هند صبري (تونس -مصر).