ايلاف من الرياض: لم تعد الفعاليات الفنية في السعودية حكراً على المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام، بل بدأت تتسلل إلى قلب المناطق التي اشتهرت لعقود طويلة بكونها معاقل للتيار المحافظ.
فالاحتفال باليوم الوطني الخامس والتسعين هذا العام يشهد تحوّلاً نوعياً حين تُعلن أسماء مثل أصالة نصري في شقراء وعبادي الجوهر في القصيم.
مدنٌ كانت إلى وقت قريب تُعرَّف بأنها بعيدة عن الأجواء الغنائية، فإذا بها اليوم تتحول إلى منصات تُضاء بالأضواء، وتُرفع فيها مكبرات الصوت وسط حضور جماهيري واسع.
إن رمزية أن تغني أصالة في شقراء –المدينة المعروفة ببيئتها المحافظة – ليست مجرد حدث فني، بل إشارة إلى إعادة تعريف العلاقة بين الفن والهوية المحلية. وكذلك حضور عبادي الجوهر في القصيم يعكس كيف أن “الموسيقى” باتت تُقدَّم كجزء من الوطنية نفسها، لا كشيء على هامشها.
المشهد يكتمل مع حفلات جدة والظهران، لكنه يكتسب معناه الأعمق حين يُقارن بين الأمس واليوم: الأغنية التي كانت تعتبر غريبة عن هذه البيئات، باتت اليوم أداة للاحتفاء بالوطن، وبذلك تنتقل من دائرة الترفيه إلى دائرة “الرمز الوطني”.
هذا التوسع في تنظيم الحفلات الغنائية يعبّر عن تغيّر في المزاج الاجتماعي ونجاح الدولة في ربط الفن بالهوية الوطنية. فبينما تُزيَّن الشوارع بالأعلام الخضراء وتُطلق الألعاب النارية والعروض الجوية، تُضاف الموسيقى كأحد أركان المشهد الاحتفالي الجديد.


















التعليقات