تسبب تصدع جسر جنوب مصر بغرق 14 منزلا وأصابة باقي منازل القرية نتيجة انقطاع التيار الكهربائي.
فتحي الشيخ من القاهرة: استيقظت قرية أبوسمبل في جنوب مصر في الرابعة صباحا، على أصوات ضيف ثقيل، لم يكن أهل القرية يرغبون في استضافته، ولكنه لم يلتفت لذلك واقتحم عليهم بيوتهم، محطما جدرانها، دافعا اغراضهم في طريقه وسط اندفاعه المدمر. كان هذا الضيف عبارة عن مياه ترعة النصر التي صدعت الجسر المقابل لقريتهم لتدنفع في اتجاه القرية في زيارة غير مرغوبة، مما أدي إلى غرق عشرات المنازل وتهدمها، بالاضافة إلى الطريق الرئيسي، واضطر أهالي القرية إلى ترك منازلهم بعد أن أتلفت المياه أغراضهم، وتعد القرية المنكوبة أحدى القرى التي هاجر إليها أهالي النوبة خلال حقبة الستينات ابان أنشاء السد العالى وغرق بيوتهم نتيجة ذلك.
فسر سيد إسماعيل رئيس مركز نصر النوبة، التابعة له القرية المنكوبة قائلا: المحافظة تقيم مشروع ري في منطقة وادى النقرة والعمل كان يسير بشكل طبيعى، لكن التيار الكهربائى انقطع فى الرابعة فجرا مما أدى إلى إرتجاع المياه من المحطة الثانية والثالثة مما تسبب فى وجود ضغط كبير من المياه على الجسر المقابل للقرية، وبالتالي حدث أنهيار جسر الترعة المقابل لمنازل المدينة وغرق 14 منزل بالكامل وانهيار سور مدرسة أبو سمبل الإعدادية، وتم إنقاذ أهالي القرية بالكامل، ولم تحدث خسائر في الارواح، وسوف يتم تعويض كافة المتضررين على وجه السرعة عن كل الخسائر التي تعرضوا لها و توفير اماكن اقامة بديلة لهم، وردا عن تساؤل عن علاقة انهيار الجسر بالزلزال الذي ضرب مدينة اسوان قبل انهيار الجسر بيوم واحد، أجاب انه لم يتم التأكد من هذا بعد. يذكر إن الشبكة القومية للزلازل في مصر سجلت مساء الإثنين الماضي هزة أرضية قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر حدثت في بحيرة ناصر بأسوان.
ولكن رغم تصريحات رئيس المركز إلا ان حالة من الغضب سيطرت على أهالي القرية وهي ما فسرها لإيلاف محمد عبد الحفيظ أحد أهالي القرية قائلا: انه بسبب رد الفعل الذي وصفه بالبطيء -على حد قوله- مشيراً إلى ان المياه اندفعت في اتجاه منازل القرية منذ الرابعة صباحا ولم يتحرك المسؤولون إلا في ظهر اليوم بعد مرور ثمان ساعات على الحادث، واكد عبد الحفيظ انه بالفعل لم تحدث خسائر في الارواح ولكن هناك خسائر مادية كبيرة في كل بيوت القرية، مشيرا إلى ان عدد البيوت المتضررة ليس 14 بيت فقط كما أعلن ولكن هناك عدد كبير من البيوت تأثرت خاصة ان هناك عدد من بيوت القرية مبني من الطوب اللبن. ويتسأل عبد الحفيظ قائلا:quot; laquo;من قبل تم تهجيرنا إلى هنا بسبب بناء السد العالي بعد ان غرقت بيوتنا، والان غرقت بيوتنا مرة اخري ماذا سيفعلوا معاناquot;
من جهة أخر قامت القوات المسلحة، بإرسال طائرة من طراز C130 إلى أسوان محملة بأطنان من المساعدات الغذائية و2000 بطانية للمتضررين من أبناء قرية ابو سمبل وصرح محافظ اسوان انه جاري ترميم الجسر وعمل جسور أخرى بالقرية لوقف تدفق المياه وبناء الطرق الموصولة للقرية من جديد والتي كانت تهدمت نتيجة اندفاع المياه.
التعليقات