مرّت الجزائر خلال الـ96 ساعة المنقضية بموجة حرّ استثنائية تخطت عتبة الأربعين في كثير من ولايات البلاد، ما صعّب من مهمة السكان المحليين لا سيما الفئات الهشة كالرُضع والمتقدمين في السن وأصحاب الأمراض المزمنة. ويقول خبراء لـquot;إيلافquot; إنّ ما تشهده الجزائر حاليا ناتج عن ظاهرة quot;الأيام الصمائمquot; التي تغلّف الجزائر، كما يُقحم هؤلاء النشاط الفلكي وما يتصل بالدورة الشمسية الجديدة التي افتتحت العام 2010، ونشاطها النووي الذي سيتواصل بوتيرة أكبر حدّة خلال الأربع سنوات القادمة. كامل الشيرازي من الجزائر: اكتوى الجزائريون بحرّ شديد أعاد إلى الأذهان سيناريو مماثلا عرفته البلاد السنة المنقضية، وتشابهت أجواء الولايات الساحلية كما نظيراتها البعيدة بعدما بلغت معدلات الرطوبة مؤشرات غير محتملة مصحوبة بكتل هوائية حارة، في وقت كانت المناطق الداخلية المغلقة كعين الدفلى والبليدة والمدية والشلف الأكثر تضررا، تماما مثل صحاري أدرار، تمنراست وورقلة، علما أنّ درجة الحرارة وصلت في بعض المدن إلى معدلات قياسية لامست حدود 47 درجة في منطقة الظلّ، كما هو حال منطقة عين صالح الجنوبية التي كانت على موعد في الثاني أغسطس/آب 2002 مع حرارة قياسية بحدود 62 درجة آنذاك. وفي تفسيراته لهذا التحوّل المناخي، يعتبر د/ لوط بوناطيرو الخبير في علم الفلك وتقنيات الفضاء، الأمر منطقيا تبعا لدخول الدورة الشمسية الجديدة عامها الثاني وما يترتب عن زيادة نشاطها النووي، والمرشحة لأن تستمر بشكل بطيئ إلى غاية العام 2014، على أن تشهد تراجعا في الفترة ما بين 2015 و2021.
وفيما يلفت متخصصون في ميدان البيئة إلى أنّ هذا الطقس المناخي له انعكاساته السلبية أيضا على صحة النباتات المحلية، يسجل quot;أحمد عياشquot; أنّ الذي زاد الطين بلّة المستويات العالية للرطوبة التي تجاوزت المتوسط اليومي حيث قدرت بحوالي 65 بالمائة في الشريط الساحلي، في حين بلغت 35 بالمائة في المناطق الداخلية، وسبّب ذلك معاناة السكان خصوصا مرضى النقص التنفسي والربو بفعل ثقل الجو، ويشير عياش إلى تأثيرات تضاعف وتعدد نقاط المياه بالمناطق الرطبة على احتقان المنظومة المناخية، ما يفسّر كل الازدحام الذي شهدته عموم المشافي.
وعليه يعلّق بوناطيرو:quot; من الطبيعي أن تحتدم الحرارة ليس في هذه السنة فحسب بل أيضا في الأعوام الثلاثة التي ستعقبها، متوقعا بلوغ الحرارة لقمتها صائفة العام 2014، أين سيغدو المناخ جافا، ولن يقتصر الأمر بحسبه على الجزائر فحسب بل يمس دولا كثيرة، ولن يستغرق أشهر حزيران/يونيو، تموز/يوليو، وآب/أغسطس، بل سيمتد إلى شهري أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر.
من جانبه، يعتبر quot;أحمد صالحيquot; المتخصص في علوم المناخ، أنّ موجة الحرّ موصولة بالأيام الصمائم التي أتت مبكّرا على غير العادة، بعدما دأب الجزائريون على معايشتها بين 24 و31 أغسطس/آب من كل سنة، ويربط صالحي ما هو واقع بالضغط الجوي المرتفع في البحيرة المتوسطية، والمحمّل بتيار جنوبي- شرقي جد حار.
ويترقب quot;محمد بوعزيزquot; المتحدث باسم مصالح الأرصاد الجوية في الجزائر، تراجع محسوس للحرارة بنهاية الأسبوع الجاري على أن تنخفض أكثر عشية افتتاح شهر رمضان، بحيث تستقر في حدود الـ 25 درجة على السواحل و28 درجة بالمناطق الداخلية، وفيما يتعلق بالرياح فإنها ستكون شمالية-شرقية تتراوح ما بين 30 و40 عقدة مع تسجيل اضطرابات قليلة في السواحل.
وتعيش الجزائر منذ العام 2002، على وقع احترار كبير، وبلغ المدى إلى حدوث موجة غريبة من الحرارة الشديدة في عز شتاء 2011، حيث وصل معدلها إلى 28 درجة، وهو وضع مناخي جرى إرجاعه وقتذاك إلى ظاهرة القاذفات الحرارية التي ألهبت مناخ الجزائر بشكل شبيه لما عايشته البلاد في ديسمبر/كانون الأول 1990، حينما بلغت حرارة quot;الشتاءquot; آنذاك 34 درجة.
- آخر تحديث :
التعليقات