فتحي الشيخ من القاهرة: قابلت محمية quot;علبةquot; في جنوب مصر، استعمار من نوع جديد، كان هدفه ليس الاستيلاء على الأرض، ولكن ما في باطنها، ليس عن طريق جيش دولة معادية أو مخلوقات فضائية، ولكن عن طريق نبات quot;المسكيتquot;، الذي يهدد مخزون الصحراء من المياه الجوفية والتنوع البيئي في الصحراء، وهو ما دعا quot;علبةquot;، لتنظيم برنامج عمل لقطع أشجار نبات المسكيت، بالتعاون مع جمعية تنمية محميات البحر الأحمر، وشباب مدينة حلايب الواقعة في أقصي جنوب البلاد. أكد المهندس، وحيد سلامة، مدير عام محميات البحر الأحمر، أن المحمية تواجه أخطر الأنواع الغازية عالميا، وهو نبات quot;المسكيتquot;، الذي يعد من نباتات الأمريكتين، ونقل منها إلى جنوب أفريقيا وجلبه الأنجليز من هناك إلى السودان لمكافحة التصحر بزراعتها على حدود الصحاري، ونقله بعض الأشخاص من هناك إلى حلايب، ومن هناك انتشر إلى داخل المحمية عن طريق الجمال التي تمر من حلايب في طريقها إلى سوق الجمال في شلاتين وتتغذي على ثمار المسكيت، وتخرج البذور التي لم تهضم في طريقها، والتي تنمو بمجرد نزول المطر بشكل سريع وتتحول إلى أشجار كبيرة، وظهرت مشكلتها في الخمس سنوات الأخيرة، حيث خرجت عن نطاق السيطرة، وانتشرت في معظم بيئات محمية جبل علبة حتى وصلت إلى اختراق 200 كم من المحمية طولا و 40 كم عرضا على مساحة انتشار تتعدى 2000 كم مربع لهذا وجب مقاومتها. علي دورا، الباحث البيئي بمحمية علبة، وأحد أبناء منطقة حلايب، الذين شاركوا في مقاومة النبات الغازي، يؤكد لإيلاف، أن هذا النبات ليس من نباتات المنطقة، وهو سريع الأنتشار، ويستهلك كميات كبيرة من مخزون المياه الجوفية، ما يخل بالتوازن البيئى للأنواع النباتية بالمنطقة، وأنه أصبح مثل السرطان، يمتد ليغطى مساحات واسعة، ويهدد الأراضي الزراعية، التي تكون محدودة في الصحراء بطبيعة الحال، هذا بخلاف قدرتها على التكيف مع كل الظروف الجافة والرطبة. وأشاد بخطوة المقاومة الأولية سلامة قائلا: quot;محمية جبل علبة من أهم البيئات الطبيعية بمصر، واكثر الأماكن الموجود بها تنوع بيئي، حيث تحوى المنطقة 458 نوعا نباتيا يمثل ما يزيد عن 22% من التنوع النباتى في مصر، لهذا يمثل انتشار نبات quot;المسكيتquot; الكبير تهديد بيولوجى للمحمية، والمنطقة من خلال منافسة انواع النباتات البرية الاصيلة بها مثل أشجارالاكاشيا وبلح السكر وغيرها.
نظم أهالي مدينة حلايب ومسؤولي محمية quot;علبةquot; جنوب مصر معسكرات عمل لقطع نبات quot;المسكيتquot; يهدد مياههم الجوفية، والتنوع البيئي في المنطقة، بعد ان انتشر على مساحة 2000 كم مربع.
وأضاف دورا، ما نقوم به هو مقاومة أولية لتعطيل نمو النبات، وتأخير موسم اثماره لمدة سنة أو اثنين، حتى تتوافر طرق مقاومة افضل نستطيع بها المواجهة بشكل أفضل، وهو مجهود قائم في الأساس على أبناء حلايب من الشباب، الذين لم يدخرو جهد في مقاومة هذا النبات الغازي، وأشار الباحث البيئي، أن هذا يتم ضمن برنامج متكامل، يتضمن توعية السكان المحليين، والتوعية بالمدارس بمراحلها المختلفة، مع تنفيذ معسكرات القطع، والتدريبات لرفع قدرات الباحثين بمحميات مصر الطبيعية، تحت قيادة أسامة غزالى، الباحث البيئى بمحمية وادى الجمال وعضو مجلس إدارة جمعية تنمية محميات البحر الأحمر.
- آخر تحديث :
التعليقات