لن يقبل أهالي بلدة الغجر المحتلة من قبل اسرائيل بانسحاب الأخيرة منها مهددة بسلسلة إجراءات احتجاجية بهدف منعه، منها التوجه لمحكمة العدل العليا في تل أبيب وإقامة خيام للمواطنين.

أهالي الغجر يعلنون الإضراب العام ويتظاهرون إحتجاجًا على ضمّهم للبنان

الغجر: أكّد مختار قرية الغجر حسين الخطيب أن quot;أهالي قريته لن يقبلوا بالانسحاب الجزئي للقوات الاسرائيلية من القريةquot;، مشيراً الى أنهم quot;يعدون سلسلة إجراءات احتجاجية بهدف منعه، منها التوجه لمحكمة العدل العليا في إسرائيل، وإقامة خيام للمواطنين المنوي ضمهم إلى لبنان داخل الجزء المتبقي مع إسرائيلquot;، متوجّهاً إلى الحكومة اللبنانية طالباً أن quot;تتخلى عن القرية برمتها حتى تمنع جريمة التمزيق والتقسيمquot;.

الخطيب، وفي حديث الى صحيفة quot;الشرق الأوسطquot;، قال: quot;نحن نحب لبنان واللبنانيين، ولكننا لسنا لبنانيين حتى نوضع تحت السيادة اللبنانية. وإذا كان هناك من حلّ لقضيتنا، فليكن بالترتيب بين لبنان وسوريا، وبشرط ألا تقسم بلدتنا ولا تمزق عائلاتنا. وحتى إذا أراد وضعنا تحت سيطرة quot;اليونيفيلquot;، فليكن ذلك شأن كل القرية الموحدة وليس من خلال إخضاع نصفها إلى جهة ونصفها الآخر إلى جهة ثانيةquot;، مضيفاً quot;إذا أرادت إسرائيل الانسحاب من القرية بكامل أراضيها لا نجبرها.. يمكنها أن تفعل ذلك تماماً كما احتلتنا، ولكن ليس بالانسحاب الجزئي، بل بالانسحاب الكاملquot;.

وكان حذّر الناطق باسم السلطة المحلية في القرية نجيب الخطيب من quot;خطر تنفيذ القرار وما سيجلبه من كوارث إنسانية ومخاطر اجتماعية على حياة السكان وأطفالهم وممتلكاتهم وأراضيهمquot;، مضيفاً: quot;بالرغم من أن مطالب الأشقاء في لبنان بانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي المحتلة وإعادتها إلى السيادة اللبنانية شرعية، إلا أن تقسيم سكان قرية إلى شطرين وتشريد العائلة الواحدة هو أمر يحمل في طياته مخاطر كثيرة ولن نسمح بتنفيذهquot;.

وتابع الخطيب: quot;نسمع كل يوم في وسائل الإعلام عن مباحثات تجري بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي عبر الأمم المتحدة، دون إخبار الناس في القرية أو مشاركتهم في ذلك، ونحن هنا نتساءل إذا ما يعقل أن يهجّر في القرن الـ21 السكان من منازلهم ومن أرضٍ هي بالأساس ملك آبائهم وأجدادهم؟ وهل تقسّم العائلة الواحدة؟ أين دور صاحب الحق الشرعي الذي هو صاحب القرار الأوحد وهو المسؤول الوحيد بشأن تقرير مصير السكان والأرض في الغجر؟quot;، مؤكدًا أن quot;قرار السكان هذا ليس ضد شعبنا وأشقائنا في لبنان، فللبنان الشقيق الحق بالمطالبة في حقوقه واسترجاع أراضيه ونحن نؤيد ذلك، لكن نحن أرضنا سوريّة وهويتنا سوريّة ولن نتخلّى عن أرضنا أو عن هويتنا هذهquot;.

وفي هذا الجانب يطالب سكان القرية الأمم المتحدة بالتوجه إلى سوريا أولاً والتنسيق معها حول أي قرار سيتخذ بشأن مصيرهم. ويرفع السكان سقف مطالبهم بدعوة الأمم المتحدة إلى الاجتماع معهم قبل تنفيذ أي قرار. وفي الجانب الثالث من معركتهم، يحذّر الغجريون من خطر إبعاد ما تخطط له إسرائيل، ويقول الخطيب إن quot;القرار الذي يجري التداول فيه يحقق إنجازًا كبيرًا لإسرائيل حيث ستتخلص من سكان القسم الشمالي كبشر، فيما تبقى تحت سيطرتها 11 ألف دونم أرض، وهي بمعظمها أرض زراعية هي بمثابة الهواء الذي يتنفس عبره الغجريونquot;.