ريما زهار من بيروت: يعتبر البعض أن رمضان مناسبة دينية خيّرة تعيد الانسان الى التأمل والخير والبركة، الا ان الملاحظ في لبنان تحول الافطارات الرمضانية الى منابر سياسية تُطلق منها المواقف والمواقف المضادة، لتصبح هذه الافطارات محطات سياسية بدل ان تكون محطات للتأمل والهدوء، ايلاف سألت بعض السياسيين اللبنانين عن موقفهم من الامر، واين يمضون إفطاراتهم وعن رأيهم بمستوى الخطاب السياسي خلال رمضان. يقول النائب والوزير السابق احمد فتفت لإيلاف ان تحول الافطارات الى منابر سياسية هي عادة قديمة، ودائمًا الافطارات هي مكان لقاء اجتماعي، وبالتالي مع وجود اضطرابات سياسية يصبح اي لقاء ذي خلفية سياسية، وهذا شيىء طبيعي، وليس بالجديد في الحياة السياسية اللبنانية وهو موجود منذ سنوات عدة، ربما يجب اعادة الافطارات الى واقعها الاجتماعي والديني انما لا أراها ضارة انه بعد الافطارات تمر بعض الاحاديث السياسية، اما اين يمضي الافطارات خلال رمضان فيقول كنت اتمنى ان امضيها مع عائلتي انما حتى الآن لم اتمكن من ذلك، ودائمًا هناك واجبات لافطارات اجتماعية، ودعوات من اصدقاء، ومن تيار المستقبل، هذا سؤال مهم لانه يشكل لي هاجسًا واحس ان هناك شيئًا ما ينقصني عندما لا اقوم بالافطار مع العائلة.
ويتابع:quot;رمضان شهر عادي وشهر عمل وفيه مناسبات دينية واجتماعية وله طابع خاص، ولكن الحياة يجب ان تستمر ومن الواجب ان تخف حدة الخطاب السياسي خلال كل اشهر السنة وليس فقط خلال رمضان، ويجب ان يكون الصوم جزء من الحياة العادية والا لا قيمة له.
سكرية
يقول النائب السابق الدكتور اسماعيل سكرية لإيلاف انه خلال رمضان يمارس عمله الطبي في العيادة والمستشفى، رغم ان ضغط العمل ينخفض خلال هذا الشهر الفضيل، وبعد الظهر يعود الى البيت لتنظيم بعض الامور كأوراقه الخاصة وغيرها، ويُلبي خلال الافطارات دعوات المؤسسات الخيرية، اما كيف ينظر الى تحول الافطارات الى منبر لتمرير المواقف السياسية، يجيب:quot;انتقد ذلك بشدة، وللاسف الشديد رمضان برسالته العظيمة هو للهدوء والاستكانة مع الذات والعائلة والجماعة، وهو تمرين للارادة والتفكير والتأمل بالخالق، وتحول في لبنان الى استثمار سياسي بكل ما للكلمة من معنى بشع، والشق الآخر هو مشروع اي المؤسسات الخيرية اي دور الايتام وغيرها ومن الطبيعي ان تقوم هذه الاخيرة بنشاطات الافطارات وتجمع تبرعات، اما الاستثمار السياسي فهو بشع وانتقده بشدة لان رمضان هو وقت للتأمل، ويطل علينا السياسيون من خلاله ليس لتقديم مشاريع تنفذ من هنا وهناك، او بناء حجر وراء حجر لبناء شأن الدولة الحقيقية ودولة المؤسسات، بل يطلون لاستثمار سياسي وتراشق من خلال كلام ممل والتفتيش عن زوايا لتعبئة مساحات في الصحف.
أما هل يرى انه يجب ان تخف نبرة الخطاب السياسي خلال رمضان؟ يجيب:quot;من ذاته الانسان يجب ان تخف نبرته خلال رمضان، ورمضان هو للتأمل والهدوء مع ذاته والتأمل بالوجه الخير للدنيا وبالخالق، وان يكون الانسان ايجابيًا وليس سلبيًا، ويجب على السياسي ان يتخلى عن الحياة السلبية التي يقودها خلال 11 شهرًا، من المطاحنات والاعمال التي يغلب عليها طابع الشر والفساد، الى الاعمال الخيّرة.
وخلال هذا الشهر الفضيل يتمنى سكرية للشعب اللبناني ان يعي ماهية كلمة مواطن كي يعي حقوقه وكيف يبني دولة تؤمن له الاستقرار والامان النفسي والمستقبل لاولاده، بدل هذا الاصطفاف الاعمى وراء عصبيات ومتاريس سياسية من دون النظر الى حقوقه وملفاته المعيشية والحياتية.
علوش
بدوره تحدث النائب السابق الدكتور مصطفى علوش لإيلاف واعتبر ان رمضان من المفترض ان يكون شهر التأمل والعبادة، ولكن تاريخيًا المنابر الاسلامية هي سياسية، اذ لا يوجد فصل بين الدين والسياسية، وبناء على هذه المسألة تستمر الامور خلال رمضان، وربما في لبنان هناك حالة فريدة بين مختلف العالم من خلال استمراره بالامر خلال رمضان، ولكن بالتأكيد اي سياسي في لبنان او خارجه يقوم بالادلاء بآرائه من خلال منابره.
اما اين يمضي افطاراته خلال رمضان فيقول انه يحاول معظم الاحيان ان يكون داخل المنزل او لدى الاصحاب ولكن في بعض الاحيان يكون في افطارات سياسية.
ويتابع:quot;اعتقد بان الخلاف السياسي يجب ان يخف من خلال التفاهم، ولا اعتقد بان هناك اسباب معينة لكي تخف حدة الخلافات السياسية طالما ان هناك اي خلاف سياسي باي شهر كان.
اما ماذا عن الخطاب السياسي؟ يجيب:quot;لا يمكن التعميم فان السياسي من واجبه ان يعطي رأيه وقناعاته وبالطرح الآخر اذا اعطى السياسي رأيه بوضوح يعتبرون انه يقول مواقفه بحدة، ولكن عمليًا والمهم ايجاد حلول للخلافات السياسية والمشكلة ليست في الخطابات السياسية، اما هل يرى بان الحكومة ستبصر النور خلال الشهر الفضيل ام بعده؟ يجيب:quot;لا اعرف ان كانت ستبصر النور بعد رمضان او ما بعد بعد رمضان.
التعليقات