أظهرت أرقام حديثة تراجع مبيعات أجهزة آيبود وأم بي 3 بعد أن احتلت الهواتف الذكية مكانتها على الساحة التكنولوجية.


حين أُطلقت أجهزة آيبود وغيرها من اجهزة أم بي 3 لتشغيل الملفات الموسيقية قبل عشر سنوات كانت هذه الأجهزة تتصدر الثورة التكنولوجية الرقمية. ولكن أرقاما جديدة تبين ان مبيعاتها هبطت في بريطانيا بنسبة تزيد على 20 في المئة خلال عام 2012 بسبب توجه المستهلكين نحو الهواتف الذكية التي أصبحت جهازهم المفضل. وأظهر تقرير نشرته شركة منتيل للأبحاث ان مبيعات أجهزة أم بي 3 هبطت بنسبة 22 في المئة أو نحو 110 ملايين جنيه استرليني الى 381 مليون جنيه استرليني هذا العام بالمقارنة مع عام 2011.

وتوقعت شركة منتيل ان يستمر هذا الهبوط ليبلغ 50 في المئة بحلول عام 2017. وقالت الشركة ان مبيعات أم بي 3 يمكن ان تهبط ، في سيناريو أسوأ الاحتمالات ، الى 25 مليون جنيه استرليني فقط في غضون خمس سنوات. والمعروف ان مشغلات الوسائط المحمولة أو أم بي 3 كما تُسمى اختصارا هي أجهزة جيب يمكن شحنها لتشغيل الملفات الموسيقية وأشرطة الفيديو. ولكن الهواتف الذكية صادرت مستخدميها بأداء الوظائف نفسها وفي الوقت نفسه تمكين المستخدمين من إجراء إتصالات هاتفية والارتباط بالانترنت.

وعندما أطلقت أبل جهاز آيبود في عام 2011 فانها أحدثت انقلابا في طريقة الاستماع الى الموسيقى. ويستطيع الجهاز الذي لا يزيد حجمه أو وزنه على حزمة من ورق اللعب ان يخزن 1000 أغنية في ملفات رقمية مضغوطة.

وقبل ظهور آيبود كان على محبي الموسيقى ان يعتمدوا على اجهزة ثقيلة لتشغيل الأقراص المدمجة أو اجهزة قصيرة العمر لتشغيل أقراص صغيرة أو حتى اجهزة كاسيت مثل سوني ووكمان للاستماع الى الموسيقى على الماشي. وفي غضون عام أطلقت أبل نسخة من آيبود قادرة على تخزين 4000 اغنية. وبحلول خريف 2010 باعت أبل نحو 275 مليون جهاز آيبود في انحاء العالم. ولكن صعود الهواتف الذكية مثل آيفون من أبل وغالاكسي من سامسونغ أوقف هذا النمو. واكتشف مكتب الاتصالات البريطاني ان 40 في المئة من البالغين في بريطانيا يملكون الآن هاتفا ذكيا.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن المحلل صامويل جي من شركة منتيل للأبحاث ان من المستبعد ان تتوقف مبيعات أجهزة آيبود وغيرها من مشغلات أم بي 3 عن الهبوط. وقال جي ان من المتعذر الحديث عن سوق مشغلات الوسائط المحمولة دون الاشارة على نطاق واسع الى الهواتف الذكية التي اسهمت مساهمة مباشرة في الانخفاض الحاد في مبيعات هذه المشغلات. وأشار جي الى ان تكنولوجيات جديدة ورخيصة مثل الهواتف الذكية تتفوق بخطى حثيثة على اجهزة أم بي 3 لتشغيل الملفات الموسيقية والصوتية الأخرى.

ولاحظ المحلل ايان فوغ من شركة آي اتش أس للأبحاث ان الهواتف الذكية رائجة اليوم مثلما كانت اجهزة آيبود رائجة في السابق. والى جانب خفض مبيعات اجهزة أم بي 3 أدت الهواتف الذكية الى هبوط كبير في مبيعات الكاميرات ايضا بسبب الكاميرا الموجودة في الهاتف الذكي. واظهرت الأرقام التي نُشرت في تشرين الأول(أكتوبر) الماضي ان هناك اكثر من مليار هاتف ذكي يُستخدم في العالم. وقالت شركة ستراتيجي اناليتكس للاستشارات ان الطلب المتزايد على الهواتف الذكية سيرفع عددها الى اكثر من مليارين في غضون السنوات الثلاث المقبلة. وأعلنت ابل مؤخرا بيع 5.3 مليون آيبود في انحاء العالم خلال الفصل الأخير من العام وهو عدد يقل بنسبة 19 في المئة عما باعته ابل من هذه الأجهزة في الفترة نفسها من العام السابق.