ستتاح عما قريب للرجل إمكانية أن يختار شريكة حياته وللمرأة شريك حياتها على أساس انسجام جيناتهما بدلا من الحب ، كما أعلنت دراسة جديدة.

قالالبروفيسور ارماند ليروي من كلية امبريال البريطانية في لندن ان بريطانيا تقف على أعتاب حقبة جديدة في علم تحسين النسل بسبب انخفاض تكلفة فحص الحمض النووي. وفي غضون 5 الى 10 سنوات سيكون من الشائع ان يدفع الشباب رسما معينا مقابل الاطلاع على شفرتهم الوراثية بأكملها.
وأوضح البروفيسور ليروي في مؤتمر علمي عُقد مؤخرا في دبلن ان الرغبة في إنجاب طفل سليم متعافى ستؤدي الى زيادة الطلبات لإلقاء نظرة على جينات الشريك. وفي ضوء هذه المعلومات يمكن استخدام التلقيح الاصطناعي لتشخيص الأطفال ذوي الأمراض المستعصية على العلاج.
ولن يكون بوسع الشخص استخدام هذه التكنولوجيا لتصميم الأطفال على صورة عقله أو لون عينيه ولكنه سيركز بدلا من ذلك على منع الأمراض الوراثية.
وقال ليروي إن كلفة بناء السلسلة الوراثية تنخفض بسرعة حتى أنها ستصبح في متناول الجميع quot;في وقت قريب جدا جداquot;. وكان ليروي يتحدث خلال جلسة عقدها المؤتمر تحت عنوان quot;هل تتحدى الاكتشافات العلمية الجديدة هويتنا كجنس بشري؟quot;
وانخفضت كلفة إعداد خريطة وراثية كاملة للشخص من مليار دولار قبل أكثر من عشر سنوات الى نحو 4000 دولار اليوم.وقال البروفيسور ليروي ان عشرات آلاف الأطفال المصابين بمتلازمة داون وغيرها من الأمراض الوراثية يُجهضون سنويا بفضل علم تحسين النسل. وأضاف ان هذه العمليات معتمدة في غالبية البلدان الاوروبية.
وذهب ليروي الى ان العديد من المسائل الأخلاقية التي تُثار عند الحديث عن علم النسل الجديد لن تكون ذات معنى عندما يتوفر الاصطفاء الوراثي أو اختيار الشريك على أساس التوافق الوراثي كأداة لتحسين النسل. وأعلن quot;نحن في الواقع بدأنا نتعرف إلى الجينات التي تجعلنا بشراquot;.
وتابع البروفيسور البريطاني ان البحث عن جوهر ثابت خرافة عمرها 2000 عام quot;وما تبقى لدينا هو إحساس بقدرة الجينات ودورها في الطريقة التي تمنحنا هذه الأشياءquot;.واعرب البروفيسور ليروي عن ثقته بأن الخريطة الوراثية للأشخاص ستتوفر في هيئة الخدمات الصحية البريطانية في زمن حياتنا.
ونقلت صحيفة الديلي ميل عن فيليبا تايلور من الجمعية الطبية المسيحية ان هوس مجتمع اليوم بالكمال الجسدي والذكاء العالي يشجع الرأي القائل ان حياة ذوي العاهات أو المصابين بأمراض وراثية أقل قيمة. ودعت تايلور الى مقاومة التفكير القائل بتحسين النسل مؤكدة quot;ان اولوياتنا يجب ان تنصب على تطوير علاجات واجراءات تساعد مصابين بأمراض وراثية وليس إقصاءهمquot;.