تظاهر عمال فوكسكون أكبر شركة لتصنيع المكونات الالكترونية في العالم الأحد الماضي معطلين الانتاج في مدينة تيوان شمالي الصين مدة يوم كامل.
شارك آلاف في الاضطرابات التي اندلعت بعد اعتداء حراس امنيين على عامل في شركة فوكسكون في تيوان الصينية لم يبرز هويته الشخصية لدى دخول النزل الذي يقيم فيه العمال ، كما أفادت معلومات قدمها عمال الى منظمتين حقوقيتين تتابعان ظروف العمل في الصين. وأظهرت صور وأشرطة فيديو لم يتسن التحقق من صحتها على الانترنت نوافذ محطمة وحافلة لنقل عمال فوكسكون أُصيبت بأضرار.
في هذه الأثناء قالت وكالة أنباء شنخوا الصينية الرسمية ان الاضطرابات اندلعت بسبب مشاجرة في نزل تابع لشركة فوكسكون بين عمال من اقليمين صينيين ، الأمر الذي استدعى تدخل 5000 من عناصر الأمن. وأصدرت شركة فوكسكون تكنولوجي غروب بيانا الاثنين قالت فيه ان نحو 40 شخصا نُقلوا الى المستشفيات لاصابتهم بجروح بعد quot;نزاع شخصي بين عدة عمال تطور الى حادث شارك فيه نحو 2000 عاملquot;. وأضاف البيان ان تحقيقا يجري لمعرفة أسباب النزاع ولكن يبدو أنه يتعلق بالعمل.
وتستخدم شركة فوكسكون ذات الملكية التايوانية نحو مليون شخص في عموم الصين. ومن زبائنها شركات كبرى مثل ابل ومايكروسوفت ونوكيا وسوني. وبدأ تشغيل معمل تيوان الذي قالت مصادر مطلعة ان مكونات هاتف آيفون 5 من ابل جُمعت فيه هذا الصيف ، منذ ثماني سنوات. وهو يستخدم الآن أكثر من 79 الف عامل في عاصمة تيوان الاقليمية التي كانت معروفة بمناجم الفحم ومعامل الفولاذ. واعلن عمال الشركة في وقت سابق من العام اضرابا قصيرا للمطالبة بتحسين الأجور. وفي تشرين الأول(أكتوبر) الماضي حثت الحكومة المحلية إدارة شركة فوكسكون على الكف عن إطلاق ابخرة ضارة أثارت قلق السكان الذين يعيشون قرب المعمل.
ولا يُعرف على وجه التحديد سبب الاضطرابات التي شهدتها مدينة تيوان يوم الأحد. ولكن شركة فوكسكون تعرضت في السابق لانتقادات بسبب تردي ظروف العمل في مصانعها وخاصة بعد سلسلة من الانتحارات بين العامل قبل عامين. وفي العام الماضي قُتل أربعة من عمال فوكسكون عندما انفجر غبار متراكم من الالمنيوم في ورشة لتصنيع منتجات ابل ليس فيها تهوية كافية.
وبالتزامن مع اطلاق آيفون 5 الجديد الاسبوع الماضي نشرت منظمة حقوقية في هونغ كونغ تقريرا عن فوكسكون تتهمها فيه باخضاع عمالها الى ساعات عمل اضافية طويلة ودفع اجور متدنية رغم وعود فوكسكون وابل بتحسين ظروف العمل.
وكانت مجلة تايم نقلت في وقت سابق عن تيري غو مساعد الرئيس التنفيذي لشركة فوكسكون قوله ان مسؤولية اجتماعية معينة تقع على عاتق الشركة لأن فوكسكون أكبر شركة لتصنيع الأجهزة الالكترونية الاستهلاكية في العالم وهي أكبر رب عمل خاص في الصين. واعترف غو بأن ظروف العمل في مصانع شركة فوكسكون ليست مثالية ولكنه اضاف انه quot;ليس هناك شيء اسمه معمل مثالي ولكننا نسعى الى تحسين ظروف العمل في الشركة كل يومquot;.
وكانت سمعة شركة فوكسكون ارتفعت بدرجة كبيرة لارتباطها باسم معروف عالميا مثل ابل. ولو حدثت الاضطرابات التي شهدتها مدينة تيوان يوم الأحد في معمل الكترونيات صيني محلي لما توجهت انظار العالم الى مدينة لانتاج الفحم قلة خارج الصين سمعوا بها. ولكن هذا هو ثمن النجاح الذي يتعين ان تدفعه شركتا فوكسكون وابل ، على حد تعبير مجلة تايم.
التعليقات