زهور أمام نصب لجورج بوش الأب في تكساس
Reuters

اهتمت صحف عربية برحيل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب عن عمر يناهز 94 عاماً.

وأثنى الكثير من المعلقين على تاريخ بوش، وخاصة في ما يتعلق بحرب تحرير الكويت في عام 1991.

"رجل المواقف"

وتحت عنوان "جورج بوش الأب آخر العظماء"، يقول خير الله خير الله في "المستقبل" اللبنانية "كان رئيساً أميركياً متميّزاً. كان يتمتع بخبرة طويلة في السياسة الخارجية ومعرفة العالم بعدما شغل مناصب مهمّة عدّة قبل دخوله البيت الأبيض مطلع العام 1989".

ويضيف خير الله "لكنّ الإنجاز الأكبر لبوش الأب يظلّ تحرير الكويت في شباط (فبراير) 1991 وامتناعه عن إصدار أمر إلى الجيش الأميركي وقوات التحالف الدولي بالذهاب إلى بغداد لإسقاط نظام صدّام حسين".

ويرى الكاتب بوش كان "ينتمي إلى مجموعة صغيرة من الرؤساء الأميركيين الذين استطاعوا لعب دور في تغيير العالم. لا يمكن مقارنته إلّا برؤساء من طينة دوايت ايزنهاور الذي أجبر بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على الانسحاب من الأراضي المصرية في أعقاب حرب السويس في العام 1956".

كما يصفه بدر عبد الله المديرس في "الوطن" الكويتية بأنه "رجل المواقف"، حيث يقول إن "كلمات الحزن والألم لا تسعفني ولا يطاوعني القلم بيدي المرتجفة وأنا أسطر كلمات الرثاء لرجل المواقف السيد جورج هربرت ووكر بوش الأب رحمة الله عليه".

ويضيف المديرس "ستظل ذكرى رجل المواقف ماثلة في قلوبنا وأمام أعيننا ولن ننساها ولن ينساها أحفادنا وأجيالنا القادمة وستظل مواقف هذا الرئيس تجاه الكويت المحررة راسخة في قلوبنا".

"غلطة العمر"

وتحت عنوان "رحيل رجل محترم"، كتب حسين شبكشي في "الشرق الأوسط" اللندنية قائلا إن "جورج بوش كان عهد آخر الرؤساء المحترمين. يعرفه العالم العربي أنه قاد ونظم وأدار حرب عاصفة الصحراء لتحرير الكويت من احتلال الطاغية صدام حسين بعد غدره بها. كون تحالفا من أكثر من 35 دولة، أدار الحرب دبلوماسيا وعسكريا وأنجز المطلوب بأقل قدر من الخسائر الممكنة، وكان له الدور المهم لإسقاط حائط برلين ونهاية الشيوعيين في شرق أوروبا وعودتها إلى الرأسمالية الليبرالية والديمقراطية".

ويختتم الكاتب مقاله بالقول "وفاة جورج بوش تذكر بعهد الزعماء الكبار المحترمين في العالم الغربي، وعلى ما يبدو أن ذلك عهد قد مضى بلا عودة".

وفي "القدس العربي" اللندنية، يقول شفيق ناظم الغبرا "لم يكن بوش الأب متأثرا بأيديولوجية تؤمن بتغير العالم من خلال استخدام القوة العسكرية الأمريكية كما سيكون الحال مع ابنه... لقد وظف جورج بوش الأب العسكرية الأمريكية عام 1990 ضمن توازنات، مما دفعه لعدم استكمال الهجوم بعد تحرير الكويت إلى الداخل العراقي. بهذه العقلية حقق جورج بوش الأب انتصارات دون أن يتورط في حروب استنزاف مفتوحة. إن مدرسة الرئيس بوش الأب الجمهورية والذي سبق له أن كان نائبا للرئيس الجمهوري ريغان هي المدرسة الأمريكية التي تتفكك وتتآكل اليوم".

وفي "الجزيرة" السعودية، كتب أحمد الفراج مقالاً بعنوان "بوش: تاريخ حافل وغلطة عمر".

يقول الفراج "رحل الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الأب، ولا شك أنه يعتبر واحدا من أفضل رؤساء أمريكا، منذ الحرب العالمية الثانية، وقد كان بإمكانه أن يحكم فترة رئاسية ثانية ويدخل التاريخ بشكل أكبر. هذا، ولكنه ارتكب غلطة العمر، التي أفقدته هذه الفرصة".

ويوضح الكاتب بالقول "انزعج بوش من ابتزاز إسرائيل لأمريكا، وأراد أن يلقنها درسا، مفاده أنها لا تسيطر على أمريكا، بل دولة صغيرة تدور في فلك القوة العظمى، مثلها مثل أي دولة أخرى حليفة، وغاب عنه، أنه لا يمكن لأي سياسي أمريكي أن يناكف إسرائيل، أو يتجرأ عليها، وإلا فإن مستقبله السياسي سينتهي لا محالة، وهذا ما حدث بالضبط، حيث أعدت ايباك خطة محكمة أطاحت به".