عاد الحديث عن لعبة سباق الدراجات في مصر إلى الواجهة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد قرار الاتحاد المصري للعبة أمس الأربعاء، اعتماد اللاعبة شهد سعيد بشكل نهائي ضمن البعثة المصرية المشاركة في أولمبياد باريس 2024.
وأمسى اسم "شهد سعيد" بين أكثر الأسماء تداولاً على محركات البحث عبر الإنترنت، بعد أن نشر الاتحاد المصري للدراجات عبر صفحته الرسمية صورة للاعبة شهد بين أعضاء البعثة المصرية المشاركة في الأولمبياد.
أثار ذلك جدلاً واسعاً بين الناشطين على وسائل التواصل، لا سيما وأن الاتحاد نفسه قبل نحو شهرين كان قد عاقب اللاعبة المذكورة بالإيقاف محلياً وبالتغريم بنحو خمسة آلاف جنيه (حوالي مئة دولار)، وذلك بعد إدانتها بتعمّد إصابة زميلتها جنة عليوة، أثناء سباق بطولة الجمهورية للدراجات الهوائية سيدات في 27 أبريل/نيسان الماضي.
وكانت شهد قد تأهلت رسمياً للأولمبياد في منتصف أبريل/نيسان – أي قبل وقوع الحادث الذي رصدته الكاميرات وانتشرت مقاطع فيديو له عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما أثار غضب كثيرين، مطالبين باستبدال اللاعبة شهد سعيد أو استبعادها من تمثيل مصر في أولمبياد باريس الذي ينطلق في 26 يوليو/تموز الجاري وينتهي في 11 أغسطس/آب المقبل.
ورأى المحتجون على مشاركة شهد في أولمبياد 2024 أن "الرياضة أخلاق قبل أي شيء"، مقارنين بين حادث شهد مع منافِستها جنّة عليوة وحادث يعود إلى أولمبياد 1984 في لوس أنجلوس، حيث رفض لاعب الجودو المصري محمد رشوان استغلال إصابة خصمه الياباني، مضحياً بذلك بالميدالية الذهبية.
وطعن عدد من رواد مواقع التواصل على دفاع أحد المسؤولين في الاتحاد المصري للدراجات عن مشاركة شهد سعيد في الأولمبياد، حيث استشهد بحادثة اعتداء مدافع إسبانيا سيرخيو راموس على المصري محمد صلاح مهاجم ليفربول في دوري أبطال أوروبا، ومتسائلا هل تم منع راموس من المشاركة في البطولات العالمية؟
في المقابل، دافع البعض عن مشاركة شهد في الأولمبياد بالقول إن "مصر هي التي تلعب، ويجب دعم وتشجيع مصر والبعثة لأن علم مصر واسمها هو الذي سيُرفع بعد الفوز".
"مصلحة عامة"
ودافع رئيس الاتحاد المصري للدراجات وجيه عزام عن قرار مشاركة شهد سعيد في تمثيل مصر بالأولمبياد، قائلا: "إن إيقافها محليا لا يمنع مشاركتها في الأولمبياد التي هي بمثابة مصلحة عامة".
وأضاف عزام، في حديث لوسائل إعلام محلية: "لن نسير تبعا لأهواء المجتمع، كما أنه من الصعب تحديد موقف شهد من زميلتها هل كان عفويا أم متعمدا؟".
وزارة الشباب والرياضة من جهتها، قالت في بيان إنها "ليست مَن تقرر مشاركة اللاعبين من عدمها في الأولمبياد؛ الأمر يعود إلى الاتحاد المحلي والدولي للعبة وليس الوزارة".
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر في الوزارة القول إنه "لا يوجد لشهد سعيد سِجِلا بوقائع شبيهة ضد منافسيها".
وقال المدير الفني لمنتخب مصر للدراجات محمد إبراهيم: "لم تكن شهد سعيد لتشارك في المنتخب لو أنها "لاعبة مشاغبة أو مشهورة بالإيذاء".
وأضاف إبراهيم لوسائل إعلام محلية: "في حال استبعاد شهد، ستخسر مصر مقعدا مهماً في أولمبياد باريس 2024، مشيراً إلى أن شهد من أفضل اللاعبين في صفوف منتخب مصر وأنها لاعبة واعدة ومن الممكن أن تحقق ميدالية لمصر في الأولمبياد".
وبحسب خبراء، "يحق لاتحاد الدراجات استبعاد اللاعبة من المشاركة في الأولمبياد لكن لا يمكنه استبدالها بعد أن أرسل اسمها بالفعل للجنة المنظمة للأولمبياد".
من جهتها، قالت جنّة عليوة: "أنا الوحيدة في مصر التي أرغب في مشاركة شهد بأولمبياد باريس، وذلك لأن مستواها الرياضي سيمنحها المركز الأخير".
وأضافت جنة لوسائل إعلام محلية: "شهد لم تفز بأي سباق محلي، وهذه ليست أمنية بالنسبة لي لكنها نتائج حقيقية".
تفاصيل الواقعة
في 27 أبريل/نيسان الماضي، بمحافظة السويس شرقي مصر، وفي الأمتار الأخيرة من سباق الطريق ببطولة الجمهورية للدراجات الهوائية للسيدات، رصدت الكاميرات اقتراب اللاعبة شهد سعيد من منافِستها على المركز الثالث جنّة، قبل أن تقوم بدفعها لتسقط الأخيرة على الأسفلت وتخرج من السباق وتُنقل إلى المستشفى.
انتهى السباق، وتُوّجت شهد بالمركز الثالث، فيما أصيبت جنة بإصابات متفرقة في الجسد بعضها شديد، ونظراً لارتطام رأسها، أصيبت بفقدان مؤقت للذاكرة بحسب شقيقتها الكبرى حبيبة عليوة لاعبة المنتخب الوطني للدراجات سابقا.
وعلى أثر الحادث، تقدّمت حبيبة ببلاغ للنائب العام ولوزارة الشباب والرياضة تتهم فيه شهد سعيد بمحاولة قتل شقيقتها عمداً.
من جهتها، استدعت النيابة المتهمة لسماع أقوالها قبل أن تقرر إخلاء سبيلها لحين إنهاء التحقيقات.
ونفت شهد سعيد التُهم الموجهة إليها.
الاتحاد المصري للدراجات من جهته، علّق على البلاغ قائلا إن "تحرير محضر ضد اللاعبة هو تصرف غير قانوني، لأن ما حدث هو إصابة واردة في مثل هذه المسابقات".
وردّت جنة عليوة، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، بأن "محضر الشرطة هو إجراء طبيعي يأخذه المستشفى بسبب الواقعة وليس أنا".
وقالت جنة: "حاليا أنا أفضل، وفي فترة تأهيل. عادت ذاكرتي بعد العملية الجراحية".
التعليقات