حقق الموالون للغرب والأحزاب القومية فوزًا ساحقًا في انتخابات أوكرانيا الأحد، على خلفية نزاع مسلح مع متمردين مؤيدين لروسيا في شرق البلاد، بحسب استطلاع عند الخروج من مكاتب الاقتراع.


كييف: نالت كتلة الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو وأربعة حركات أخرى موالية للغرب، نحو 70 بالمئة من الأصوات، بحسب هذا الاستطلاع، الذي شمل نصف مقاعد البرلمان المنتخب، وفق النظام النسبي، وأجرته ثلاثة معاهد استطلاع للرأي.

وحلت كتلة بوروشنكو في الطليعة مع 22 بالمئة من الاصوات، تليها كتلة حزب رئيس الوزراء ارسينيي يستنيوك الجبهة الشعبية مع 21 بالمئة، ثم حركة ساموبوميتش بزعامة رئيس بلدية لفيف بـ 13 بالمئة.

وحصل كل من الحزب القومي سفوبودا وحزب رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو على نسبة 6 بالمئة لكل منهما، متجاوزين بقليل عتبة الـ 5 بالمئة، التي تتيح دخول البرلمان.

ونجح الحزب الرئيسي المؤيد لروسيا، والمشكل من حلفاء سابقين للرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش، في دخول البرلمان بحصوله على نحو 8 بالمئة، بحسب هذه الاستطلاعات. وحصل الحزب المتشدد لاوليغ لياشكو، الذي يعتبر شعبويًا، على 6 بالمئة من الاصوات، ليسجل دخوله للمرة الاولى للبرلمان.

&تعقيبا، قال الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو مساء الاحد ان الناخبين اقترعوا بكثافة لمصلحة تقارب "لا عودة عنه" مع اوروبا، في حين حقق الموالون للغرب فوزا ساحقا في الانتخابات التشريعية، بحسب نتائج استطلاع فور الخروج من مكاتب الاقتراع. واضاف في كلمة للاوكرانيين ان "اكثر من ثلاثة ارباع الناخبين الذين شاركوا في الاقتراع يدعمون بطريقة قوية لا عودة عنها توجه اوكرانيا نحو اوروبا".

ويواصل الناخبون الأوكرانيون الأحد التصويت في انتخابات تشريعية مبكرة يتوقع أن تفضي إلى فوز القوى الموالية للغرب بغالبية، وتكريس التوجه الاوروبي لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تخوض حكومتها معارك مع متمردين مؤيدين لروسيا في شرقها. وهذا الاقتراع بالغ الاهمية لاوكرانيا بعد نحو عام من ازمة شهدت الاطاحة بالرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش، وانضمام جمهورية القرم الى روسيا، وظهور حركة انفصالية في الشرق تحولت الى نزاع مسلح.

هذا البلد هو ايضا ساحة مواجهة جيوسياسية بين الغربيين والروس، التي تدهورت العلاقات بينهما، "وتكاد تلمس القاع" باعتراف موسكو. وفي بادرة رمزية، زار الرئيس الاوكراني بترو بوروشينكو بزيّ مموّه صباحًا كراماتورسك المدينة، الواقعة في الشرق المتمرد، واستعادتها القوات الاوكرانية الصيف الماضي، وذلك لتحية "المكسب الذي حققه الجنود الذين ندين لهم بحياة السلم التي نعيش".

وعند عودته الى كييف، ادلى بصوته، وقال انه يامل ان تؤدي هذه الانتخابات الى تشكيل "فريق قوي وناجع من اجل تطبيق اصلاحات والنصر اللازم لجلب السلم الى (منطقة) دونباس" الحوض المنجمي في الشرق الذي يشهد معارك منذ ستة اشهر. وقال فاليري انتونينكو في احد مراكز الاقتراع في شمال كييف "آمل ان تنتهي الحرب بعد هذه الانتخابات". وكان الاقبال ضعيفا عند منتصف النهار، حيث صوّت 20.3 بالمئة، مقابل 24,6 بالمئة في 2012، بحسب ارقام جزئية نشرتها الهيئة الانتخابية.

وكان بوروشنكو، الذي انتخب في ايار/مايو الماضي، دعا الى هذه الانتخابات لطي صفحة نظام الرئيس فكتور يانوكوفيتش نهائيا، بعدما اطاحته حركة احتجاجية مدعومة من الغرب استمرت شهرا في ساحة الاستقلال (ميدان) في كييف. الا انها تنظم بينما تجري معارك بين القوات الاوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في حوض دونباس المنجمي ادت الى مقتل اكثر من 3700 شخص منذ نيسان/ابريل الماضي، واجبرت اكثر من 800 الف شخص على الفرار من بيوتهم، حسب ارقام الامم المتحدة.

ولن يتمكن حوالى خمسة ملايين ناخب من اصل 36 مليون في البلاد، من التصويت اليوم الاحد في القرم، التي الحقتها روسيا باراضيها في آذار/مارس الماضي، وفي المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في الشرق. وسيبقى 27 مقعدا نيابيا خاليا.

وفي دونيتسك، ابرز معاقل المتمردين ، يقاطع السكان الانتخابات، وينتظرون الانتخابات، التي سينظمها الانفصاليون في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر. وتشير استطلاعات الرأي الى ان حزب الرئيس بوروشنكو يتمتع بالفرص الاكبر للفوز بحوالى ثلاثين بالمئة من الاصوات. وسيكون عليه على الارجح التحالف مع حزب او اكثر موال للغرب بعضها، مثل الحزب الشعبي، الذي يقوده رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك، مؤيد لهجوم اكثر حسما على المتمردين المدعومين بحسب كييف والحلف الاطلسي من قوات نظامية روسية.

اما حلفاء الرئيس السابق يانوكوفيتش، الذين كانوا في الصدارة في الانتخابات التشريعية لعام 2012، فانهم يتمثلون خصوصا بلوائح اوكرانيا القوية وكتلة المعارضة، ولا يتوقع ان يحصلوا الا على عدد قليل من المقاعد. ويمكن ان يختفي الشيوعيون من البرلمان. وفي كييف قال الناخب ياروسلوف كوستار (41 عاما) انه منح صوته لبوروشينكو في الانتخابات الرئاسية، انه صوّت في التشريعية لحركة سوموبوميتش المكونة خصوصا من مقاتلين عادوا من الشرق.

في المقابل صوتت فالانتينا بافلوفنا (متقاعدة) في ماريوبول جنوب دونيتسك، لكتلة المعارضة، وقالت "على الاقل هؤلاء يمثلونا" مضيفة انها تتابع "الاخبار كل مساء خائفة".
وستنشر نتائج استطلاعات الرأي عند مغادرة الناخبين مراكز الاقتراع فور انتهاء التصويت قبل بث النتائج النهائية تدريجيا ليل الاحد الاثنين. وستعطي هذه النتائج سريعا فكرة عن توازن القوى لدى الرأي العام، لكن ليس حول توزع مقاعد البرلمان، البالغ عددها 450، بسبب الطبيعة المعقدة لطريقة التصويت.

وينتخب نصف النواب بالاقتراع النسبي على لوائح وطنية، والنصف الآخر بالاقتراع الغالبي من دورة واحدة في دوائر. وسيكون على البرلمان الجديد التصويت على اصلاحات جذرية، بهدف اخراج اوكرانيا من ركود عميق زاد من حدته النزاع في الشرق الصناعي. كما سيكون عليه التصدي للفساد المزمن وتقريب البلاد من الاتحاد الاوروبي الذي وقعت كييف معه اخيرا اتفاق شراكة كان رفضه الرئيس السابق.

كما سيكون عليه تشديد اجراءات التقشف المؤلمة التي يطالب بها المانحون الغربيون، وخصوصا صندوق النقد الدولي، لانقاذ اوكرانيا من الافلاس بعد سحب الدعم الروسي. وزاد من تفاقم الوضع النزاع حول الغاز مع روسيا. والمهمة تبدو شاقة وثقيلة. واتاح التوصل الى وقف اطلاق النار في 5 ايلول/سبتمبر خفض كثافة المواجهة في الشرق، لكن نقاط التوتر لا تزال قائمة خصوصا في مطار دونيتسك.

وقال العديد من الجنود المنخرطون في هذه المعارك في هذه المناطق انهم لا يمكنهم التصويت. واحتج احدهم رومان سيمتشيشين قائلا "يندرج هذا في اطار قلة الاحترام والثقة التي يبديها الحكم تجاه الجنود".

&