أعلنت السلطات في البيرو القبض على عنصر لبناني من حزب الله في ليما، بعدما عثرت على آثار لمادة متفجرة في نفاياته المنزلية.


بيروت: عثر جهاز مكافحة الإرهاب في البيرو على آثار مادة "تي.أن.تي" شديدة الانفجار في نفايات منزل يقيم فيه لبناني بالعاصمة البيروفية ليما، فاقتحموا البيت واعتقلوا اللبناني الذي قالوا إنه محمد أمادار، العضو في حزب الله. وأكدت السلطات الأمنية في ليما أنه كان تحت المراقبة قبل اعتقاله، بعدما وردت معلومات عنه من الموساد الإسرائيلي.

دخل... فتزوج

تقول مصادر أمنية في ليما إن المدعو Muamad Amadar دخل البلاد بتأشيرة سياحية في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، واستقر في مدينة يوريماغواس. وبعد 12 يومًا& فقط، تزوج من البيروفية كارمن كاريون فيلا، التي تحمل الجنسية الأميركية وتقيم في أورلاندو بولاية فلوريدا، ثم سافر معها إلى الولايات المتحدة.

وقالت صحيفة "لا ريبوبليكا"، واسعة الانتشار والمقربة من الأجهزة الأمنية البيروفية، إن أمادار مولود في لبنان في العام 1986 بحسب المعلومات المثبتة في جواز سفره اللبناني. وهو عاد إلى البيرو في 8 تموز (يوليو) الماضي قادمًا من سان باولو في البرازيل، التي وصل إليها آتيًا من الولايات المتحدة.

وفي يوم وصوله، استقبل زوجته في مطار ليما، آتية من ميامي. وفي اليوم نفسه، وصل لجهاز مكافحة الإرهاب تحذير عنه من الموساد الإسرائيلي، فأدخله الجهاز ضمن مجال الرصد والمراقبة، منذ أن&نزل هو&وزوجته في أحد الفنادق، حتى استئجاره شقة في 20 تموز (يوليو) الماضي بمنطقة سوركيو التجارية والسياحية بليما.

رهن التحقيق

وقع أمادار في بؤرة المراقبة الأمنية البيروفية، لكن نشاطه كان يقتصر على ارتياد نادٍ رياضي قرب منزله. تشددت المراقبة على أمادار منذ 9 تشرين الأول (أكتوبر) ، يوم غادرت زوجته إلى الولايات المتحدة. وبعد أسبوعين، وجد العملاء الذين يتولون مراقبة أمادار آثارًا لمادة بين نفاياته المنزلية، تبين بعد فحصها أنها مادة "تي.أن.تي" شديدة الانفجار.

تأكد مسؤولو مكافحة الارهاب بليما من صحة المعلومات الاسرائيلية عنه، وساورهم الشك في أنه يحضّر لعمل إرهابي ما، فأتى الأمر القضائي بالقبض عليه. فتم ذلك الثلاثاء الماضي. ليبقى رهن التحقيق 15 يومًا، لتقرر نتائج الاستجواب مصيره بعد ذلك.

عائلة غير موجودة

لم يصدر أي رد فعل بعد عن حزب الله، لكن الغريب في الأمر أن لا وجود لعائلة "أمادار" في لبنان، ولا حتى في المناطق التي يمكن أن تكون خزانًا بشريًا لحزب الله. ويرد مراقبون ذلك إلى إمكانية أن يكون جواز السفر مزورًا، أو صادرًا بالفعل عن الأمن العام اللبناني بناء على معلومات ملفقة، من أجل تغطية نشاط أمني معين لحزب الله. وبالتالي، يكون الاسم مصطنعًا للتضليل.

وتجدر الاشارة إلى أن العديد من التقارير رصدت تحركات وأنشطة أمنية لحزب الله في أميركا اللاتينية من أعوام، خصوصًا في فنزويلا والارجنتين. وكان العديد من ناشطي الحزب دخلوا فنزويلا، وجعلوها منطلقهم في أميركا اللاتينية، بفضل العلاقات الجيدة التي كانت تربط الرئيس الفنزويلي الراحل هيوغو شافيز بالقيادة الإيرانية.

إلى ذلك، أوردت تقارير إسرائيلية عديدة معلومات عن تنظيم حزب الله شبكات أميركية لاتينية لإنتاج المخدرات والاتجار بها، من أجل تمويل عملياته.