دخلت قوات من البيشمركة العراقية مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا، مساء الجمعة، لمساندة أكراد كوباني السورية الذين يواجهون حربًا شرسة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف.
بيروت: دخلت قوات من البيشمركة الكردية العراقية مدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية مع تركيا مساء الجمعة لمساندة القوات الكردية التي يحاصرها مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.
وافاد مراسل فرانس برس في المكان ان المقاتلين الاكراد العراقيين من البيشمركة الذين كانوا متمركزين في مدينة سوروتش التركية تحركوا قرابة الساعة 21,30 (18,30 ت غ) باتجاه الحدود مع سوريا في قافلة من الحافلات والآليات العسكرية.
حدود بديلة
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان عشرين سيارة تقل مقاتلين مع اسلحتهم، بينها مدافع وأسلحة اخرى، تمت تغطيتها، عبرت الحدود من منطقة تل الشعير غرب عين العرب. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان" المقاتلين لم يعبروا عبر نقطة مرشد بينار الحدودية، بل عملت جرافات على فتح طريق لهم عبر تل الشعير الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب".
وقال عبد الرحمن ان دخولهم المدينة، الذي مهد له الخميس وفد من عشرة مقاتلين من البيشمركة، سبقته "غارات جديدة لقوات التحالف على مناطق عدة في كوباني". واضاف "تدور حاليا معارك عنيفة على كل محاور المدينة" بين تنظيم الدولة الاسلامية ووحدات حماية الشعب.
ويبلغ عدد هؤلاء المقاتلين اكثر من 150. ووصلوا قبل 48 ساعة الى تركيا آتين من كردستان العراق، بهدف مساندة ثالث المدن الكردية السورية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية".
تزامن دخول قوات البشمركة الى عين العرب مع انتقاد جديد وجّهه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى استراتيجية التحالف الدولي، علما بانه لم يوافق على عبور هؤلاء اراضي بلاده الا بعد ضغط مارسته الولايات المتحدة.
لِمَ ليس إدلب؟
وتساءل اردوغان في باريس، حيث التقى نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند: "لماذا تقصف قوات التحالف مدينة كوباني باستمرار؟ لماذا لا تقصف مدنا اخرى، لماذا ليس ادلب (شمال سوريا)؟". واضاف "لا نتحدث سوى عن كوباني الواقعة على الحدود التركية، وحيث لم يعد هناك احد باستثناء الفي مقاتل".
والمعركة في هذه المدينة الحدودية بين مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية والمقاتلين الاكراد اصبحت رمزا للمعركة الأشمل ضد المتطرفين. وسمحت تركيا بمرور قوات البيشمركة العراقية وعناصر من الجيش السوري الحر، عبر حدودها لمحاربة مقاتلي الدولة الاسلامية، ما اثار تنديدا من سوريا، التي اعتبرت هذه الخطوة "انتهاكا سافرا" للسيادة السورية.
وكثف التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، هجماته قرب كوباني في الآونة الاخيرة، فيما اعلن البنتاغون ان الطائرات الحربية شنت عشر غارات في المنطقة الاربعاء والخميس. ورغم الدعوات المتكررة من جانب حلفائها لتضطلع بدور اكبر في التصدي للدولة الاسلامية، فان تركيا لا تزال ترفض التدخل عسكريا والسماح للمقاتلين الاكراد بعبور اراضيها.
الأولوية للعراق
ورغم التدخل العسكري لواشنطن ضد المقاتلين المتطرفين في سوريا، فان القيادة الاميركية الوسطى تؤكد ان العراق يبقى "اولوية" بالنسبة الى الولايات المتحدة. وأبدى الاميركيون استعدادهم لارسال مستشارين عسكريين الى محافظة الانبار (غرب) التي يسيطر المتطرفون الاسلاميون على القسم الاكبر منها، وحيث تكبد الجيش العراقي هزائم عدة.
لكن القوات العراقية اقتحمت الجمعة مدينة بيجي، التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية"، وتمكنت من استعادة حيين في جنوب هذه المدينة القريبة من اكبر مصافي النفط في البلاد، بحسب مصادر عسكرية. وتقع بيجي شمال مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) مركز محافظة صلاح الدين التي تسيطر عليها "الدولة الاسلامية"، وعلى الطريق المؤدية الى مدينة الموصل، كبرى مدن شمال العراق واولى المناطق التي سقطت في يد التنظيم خلال الهجوم الكاسح الذي شنه في حزيران/يونيو.
من جانبه، حذر المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الجمعة المجموعات المسلحة التي تقاتل الى جانب القوات العراقية، والمؤلفة في غالبيتها من الشيعة، من الاساءة الى "الأبرياء" في المناطق ذات الغالبية السنية بعد استعادتها من تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف.
&
التعليقات