توجّه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مساء اليوم إلى بروكسل لإجراء مباحثات مع قادة الحلف الاطلسي "الناتو" يعقبها بزيارة إلى باريس لاجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من أجل توسيع المواجهة ضد تنظيم "داعش" وتقديم المزيد من المساعدات لبلاده.


لندن: غادر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بغداد على رأس وفد رسمي في زيارة تشمل بلجيكا وفرنسا لإجراء مباحثات مع المسؤولين في كلا البلدين لتطوير العلاقات وتوسيع آفاق التعاون في جميع المجالات. كما سيشارك في مؤتمر لمكافحة الارهاب في العاصمة البلجيكية بروكسل إلى جانب ممثلين عن أكثر من ستين دولة كما سيلتقي عددًا من زعماء ورؤساء حكومات الدول المشاركة في المؤتمر.

وسيلقي العبادي كلمة "يستعرض فيها التطورات السياسية والأمنية والتقدم الذي تحرزه القوات العراقية في مواجهة عصابات داعش الارهابية وسبل توسيع التعاون الدولي لمواجهة خطر الارهاب الذي يهدد جميع دول العالم" كما قال مكتبه الاعلامي في بيان صحافي.

ويرافق العبادي في جولته هذه وزيرا الخارجية إبراهيم الجعفري والدفاع خالد العبيدي حيث سيشاركون بمقر حلف شمال الاطلسي "الناتو" في اجتماع وزراء خارجية دول التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي يعقد غدا الاربعاء لتعزيز اساليب مواجهة التحديات العالمية وتعزيز سبل التعاون وبحث الاوضاع في العراق.

وسيناقش العبادي هناك مع ممثلي دول الحلف آخر التطورات الامنية والعسكرية في بلاده وامكانية تقديم التحالف الدولي الدعم والمساندة في مجال التسليح والتدريب للقوات المسلحة العراقية في حربها ضد "داعش".

وعشية انعقاد الاجتماع أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرغ استعداد الحلف لتقديم المساعدة للحكومة العراقية في حربها ضد تنظيم داعش. وشدد بالقول "نحن نقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة لحكومة العراق وتعزيز قدراتها الدفاعية".

وأضاف أنّه "على الرغم من أنه لم يكن هناك طلب محدد من الحكومة العراقية حتى الآن لدور حلف الناتو لكنه اذا كان هناك& طلب عراقي فسنبقى على أهبة الاستعداد لمساعدته". وأشار إلى أنّ الأطلسي أرسل بعثة تدريب وتأهيل إلى العراق عام 2011.. مشيرا إلى إمكانية تجديد تلك البعثة إذا طلبت الحكومة العراقية ذلك.

وقال "من واجب المجموعة الدولية وقف تقدم تنظيم داعش المتطرف الذي يسعى إلى إقامة خلافة بين العراق وسوريا". وأضاف "أحيي إقدام الدول أعضاء الحلف على اتخاذ تدابير بصورة فردية لمساعدة العراق.. وأرحب بالتحرك العسكري الأميركي لوقف تقدم هذا التنظيم الإرهابي".

وكان مستشار الامن الوطني العراقي فالح الفياض قد أكد في بروكسل خلال اجتماع لبحث آفاق التعاون الأمني والسياسي بين العراق وحلف الاطلسي انه قد تم الاستماع إلى وجهة النظر العراقية في التطورات الاقليمية والاوضاع الامنية في المنطقة.. وأشار إلى قيام الناتو ببحث الآليات المناسبة مع العراق لمواجهة الارهاب.

&ويحتضن حلف شمال الأطلسي غدا الأربعاء أول اجتماع على مستوى وزاري للدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش حيث سيعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة الآلية السياسية للجهود المشتركة الهادفة لهزيمة تنظيم داعش أضافة إلى تقييم الأوضاع العراقية وذلك بمشاركة وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وستكون هي أول زيارة أوروبية لرئيس الحكومة العراقية الجديدة حيدر العبادي وأول زيارة له إلى مقر الناتو بعد توليه منصبه في ايلول الماضي.
&
مباحثات مع هولاند

ثم يتوجّه العبادي إلى باريس لاجراء مباحثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تتناول تطوير العلاقات في مختلف المجالات والتنسيق بين البلدين في العمليات العسكرية التي تستهدف تنظيم داعش حيث تساهم فرنسا بضربات جوية للتنظيم ضمن حملة التحالف الدولي ضد داعش.

وكان العبادي أعلن في 12 ايلول (سبتمبر) الماضي في ختام زيارة قام بها إلى بغداد الرئيس الفرنسي أن هولاند قد وعده بتأمين غطاء جوي للقوات العراقية على الارض والمشاركة بضربات جوية لقواعد داعش وأشار إلى أنّ الدعم الدولي للعراق في مواجهة الارهاب قد تأخر لكنه يبقى مطلوبًا.

وتشارك فرنسا في حملة ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة ضد مقاتلي داعش في العراق وهي الحملة التي يقول الرئيس الفرنسي إنها تكبد التنظيم خسائر وترفع من الروح المعنوية. وقال هولاند "هذه الضربات ليست كافية.. يتحتم ان تقترن بتحركات على الارض.. وفي العراق يعود الأمر إلى الجيش العراقي وأكراد البيشمركة العراقيين كي يكفلوا امكان استرداد الارض".

يذكر أن القوات العراقية تخوض وبمساندة المتطوعين من الحشد الشعبي معارك منذ أسابيع ضد مسلحي داعش في عدة مناطق من البلاد وسط دعم دولي واسع في مقدمته تنفيذ الولايات المتحدة الاميركية غارات جوية على مواقع المسلحين في الموصل وأربيل والانبار.